تواصل اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزئري بسعيدة، حملتها التضامنية ككل سنة لفائدة الأشخاص بدون مأوى طيلة فترة الشتاء وذلك من خلال تقديم مأكولات ساخنة يوميا إلى جانب أغطية وألبسة لهذه الفئة من المجتمع التي هي بحاجة إلى التفاتة إنسانية خاصة في الظروف المناخية التي تعرفها الولاية والتي تشتد قساوتها في الفترة الليلية. تحويل المتشردين إلى «مركز الإيواء» بحي 400 مسكن و قد رافقت أول أمس الجمهورية في ليلة باردة فرقة تابعة للهلال الأحمر الجزائري في مهمتها الإنسانية لجمع المتشردين و المختلين عقليا وتحويلهم إلى مركز الإيواء بحي 400 مسكن بوسط المدينة وذلك لوضعهم في أحسن الظروف ، حيث انطلقت في حدود الساعة الثامنة رحلة البحث عن من رمت بهم ظروف الحياة القاسية و الصعبة بالشارع في قافلة متكونة من متطوعي الهلال الأحمر الجزائري و رجال الحماية المدنية و كذا الشرطة . امرأة تحكي قصة حياتها الأليمة حيث كانت الوجهة الأولى محطة نقل المسافرين و كان بانتظارهم رجل وكذا امرأة كانت جالسة تنتظر كالعادة نقلها إلى المركز للمبيت جلسنا بقربها في الحافلة التي تنقل هؤلاء الأشخاص كان يبدو على ملامحها التعب الشديد وإرهاق السنين سألناها عن أحوالها و الوقت الذي أمضته في الشارع امتنعت عن الإجابة ولكنها بعد ذلك أخذت نفسا عميقا و سرحت ثم فتحت لنا قلبها قائلة اجتمع عليّ غدر الزمان والأخ الذي اعتبرته سندي و والدي بعد وفاة أبي فطردني من المنزل بسبب زوجته التي بدأت بافتعال المشاكل ولم أجد أمامي أي حل سوى الشارع الذي احتضنني لسنوات وامتهنت التسوّل لأوفر قوت يومي وطيلة فصول السنة وجهتي الشارع و في فصل الشتاء يفتح المركز أبوابه فألجأ إليه هروبا من البرد القارس حيث يتم توفير لنا مكان ننام فيه والأكل الساخن و خلال حديثنا معها ذكرت أن بينها و بين أرصفة الشوارع سنوات طويلة . «أخي الذي اعتبرته سندي رماني إلى الشارع لإرضاء زوجته» واصلنا طريقنا متجهين إلى أحياء وسط المدينة حيث توقفت الحافلة أمام مسجد الأمير عبد القادر لنقل 3 رجال لفت انتباهنا رجل مسن عمي محمد الذي لم يتذكر حتى لقبه أو سنه قائلا ليس لدي عائلة و أخي الوحيد الذي كنت أسكن عنده كانت زوجته تسيء معاملتي وقال أن الشارع أرحم منها . واصلنا التجوال ليلا عبر أحياء وشوارع المدينة، ونفس الصور شاهدناها تتكرر مناظر البؤس والحرمان تظهر في ثنايا الليل العاتم ، رغم العامل المشترك للعديد من المشردين وهو الكتمان و الصمت ، فلكل منهم قصة غامضة يفضّل أن تبقى مسجونة في قلبه ، كما لمسناه أثناء تقربنا من العديد من المشردين الذين يحملون في صدورهم معاناة و مشاكل نفسية و هم ليسوا بمجانيين بل واعون بكل ما يدور من حولهم . العيش بالشارع يُنسي «عمي محمد» لقبه و سنه وهم بحاجة إلى يد تنتشلهم من هذه الدوامة التي أدخلتهم فيها صدمات و ظروف العيش و هم بحاجة إلى متابعة من أخصائيين نفسانيين وأطباء والذين لاحظنا غيابهم عن هذه الحملة الإنسانية .وصلنا إلى المركز حيث وجدنا الفرقة التي تشرف على ترتيبات العشاء خالتي الزانة و ابنتها المتطوعتين لإعداد وجبة العشاء يوميا لهؤلاء . دفء و وجبات ساخنة بمركز الإيواء حيث تم تقديم لهم وجبة ساخنة كاملة في أجواء جميلة خلقها متطوعو الهلال الأحمر الجزائري بغرض رسم البسمة على وجوههم الحزينة ، وعبر هؤلاء عن ارتياحهم للخدمات التي يقدمها المركز و من المعاملة التي يتلقونها من قبل متطوعي الهلال الأحمر الجزائري الذين يقدمون لهم العطف و الحنان و الحديث معهم و التخفيف عن معاناتهم . إيواء أزيد من 20 شخصا يوميا وفي هذا الإطار أكد رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري بسعيدة السيد حكوم بن إبراهيم أنه يتم استقبال يوميا ما يقارب 20 شخصا محتاج عابر السبيل مشيرا إلى أنه منذ انطلاق العملية شهر اكتوبر المنصرم تم التكفل بأزيد من ألفي شخص من إيواء وتقديم وجبات ساخنة يوفر مكوناتها المحسنون ويسهر على إعدادها متطوعو الهلال واغتنم الفرصة لشكر كل المتطوعين الذين يتجندون في كل مرة من أجل المشاركة في إنجاح هذا العمل الإنساني النبيل وأيضا كل المحسنين الذين يساعدون اللجنة وفي نفس الوقت رفع ندائه إلى المواطنين الآخرين من أجل الانضمام إلى مثل هذه المبادرات.