«لا وجود لأحياء موبوءة والعائلات المصابة تحت المراقبة»

والي وهران عبد القادر جلاوي يؤكد في حوار ل «لجمهورية» انحسار الجائحة :

* استجابة المواطنين للحجر بلغت 99 بالمائة
* عدم احترام قواعد التباعد الاجتماعي حتم علينا غلق عدد من الأسواق اليومية
*عمليات التطهير والتعقيم مست 704 موقعا
* تموين سوق الجملة للخصر والفواكه ب 900 طن من المنتوجات يوميا
*صب 61111 إعانة مالية خاصة بمنحة المليون سنتيم
* 50 ألف طرد غذائي منتظر توزيعه على العائلات المعوزة بمناطق الظل
* الجمهورية: ما تقييمكم لتدابير الحجر الصحي الجزئي و مدى استجابة الساكنة ؟
* والي وهران عبد القادر جلاوي : في الحقيقة عرفت ولاية وهران منذ تاريخ 24 مارس تطبيق الحجر الصحي الجزئي على غرار عدد من الولايات التي سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا حيث كانت فترة الحجر في المرحلة الأولى من الساعة السابعة مساء إلى الساعة السابعة صباحا وذلك من 24 مارس الى غاية 4 أفريل لتتسع فترة الحجر بعدها من الساعة الثالثة بعد الظهر الى الساعة السابعة صباحا وقد عمدت مصالحنا لتسيير هذا الوضع بتبني عدة تدابير من أهمها منح تراخيص تنقل استثنائية لمستخدمي القطاع العمومي أعوان القطاع الاقتصادي من أجل ضمان استمرارية المرفق العام وكذا ممارسة النشاط الاقتصادي بالولاية.
@ الجمهورية : وماذا عن احترام إجراءات الحجر سيدي؟
^ والي وهران : طبعا لضمان احترام إجراءات الحجر تسهر مصالح الأمن المختلفة لاتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد الأشخاص المخالفين للتعليمات هذا وقد لاحظنا عدم احترام بعض المواطنين لقواعد التباعد الاجتماعي خلال الفترة المسموح بها للتنقل خاصة على مستوى الأسواق الجوارية والمحلات التجارية كما سجلنا من خلال خرجاتنا الميدانية المتكررة أن العديد من المواطنين يتجمعون بالطرقات والملاعب والفضاءات دون احترام قواعد ومسافات التباعد الاجتماعي اللازمة لحماية أنفسهم من العدوى .
وفي نفس السياق أود أن أشكر مواطني الولاية الذي ابدوا استجابة واسعة لإجراءات الحجر واحترموها وهم أكثر يقينا بأن الصحة العمومية هي الهدف المرجو من هذه الإجراءات علما أن الاستجابة وصلت إلى نسبة 99 بالمائة .
و بالنسبة للفئة المتبقية التي لا تحترم إجراءات الحجر أدعوهم مرة أخرى لضرورة الاستجابة لهذه التدابير التي من شأنها الحد من انتشار هذا الوباء بغية حماية اهلهم و ذويهم ومحيطهم الاجتماعي و لتفادي الإسهام في نقل العدوى إلى أشخاص آخرين خاصة بالنسبة للمسنين والأطفال خاصة وأنه يمكنهم أن يتسببوا في ذلك دون أن يشعروا بحملهم للفيروس و لا تظهر عليهم إعراضه.
الجمهورية : رمضان على الأبواب فهل من إجراءات استثنائية لبعث الحياة للتجار خاصة على مستوى محلات المأكولات الرمضانية و بيع الألبسة للعيد؟
والي وهران : أولا أود أن استغل المناسبة لتهنئة مواطنات و مواطني ولاية وهران بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم و بما أنه يحل علينا في هذه الظروف الاستثنائية و الخاصة فسندرس إمكانية السماح بنشاط المحلات التجارية المعروفة ببيع الحلويات التقليدية التي تعرف باقتنائها من قبل العائلات خلال هذا الشهر الفضيل
أما بخصوص محلات بيع الملابس فلم يتم إلى غاية اليوم إعطاء ترخيص بمزاولة هذا النشاط و نحن ننتظر الأيام القليلة القادمة لاتخاذ القرارات المتعلقة بهذا الخصوص
@ الجمهورية : تحدثتم منذ فترة عن أحياء موبوءة كالياسمين و الصباح والنور والحاسي، فهل من تدابير خاصة بهذه المناطق لمنع تفشي الوباء؟
^ والي وهران لا وجود لأحياء موبوءة وإنما عائلات مصاب أفرادها هي متابعة من قبل المصالح المعنية علما أن عددها لا يتعدى أصابع اليد الواحدة فكل عائلة سجلت إصابتين إلى 8 إصابات يتم التكفل بها على مستوى المصالح الإستشفائية الموزعة على مستوى الولاية و يسهر الجيش الأبيض من أطباء و ممرضين على تقديم العلاج لهم و حديثنا عن أحياء موبوءة في مناسبات خلت كنا نقصد به حصولنا على عناوين الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بهذا الفيروس والأحياء التي يقطنوها ، لكن هذا ليس معناه أن هذه الأحياء تعتبر بؤرا لانتشار الوباء بالولاية وقد قمنا باتخاذ بعض الاحتياطات من بينها عزل كل الأشخاص المشتبه فيهم و الذين كانوا في احتكاك مباشر مع الحالات المصابة تبعتها عمليات تطهير و تعقيم للعديد من الأحياء بما فيها تلك التي تقطن بها الحالات المؤكدة ناهيك عن العملية الكبيرة التي أشرفت على انطلاقها منذ أسابيع إلى جانب ذلك قامت بعض المصالح على غرار الدرك الوطني و مصالح الأمن و الحماية المدنية بتنظيم العديد من الحملات التحسيسية عبر مختلف الأحياء من أجل توعية المواطنين بضرورة البقاء ببيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى هذا فضلا عن مساهمة هذه المصالح أيضا في عملية التنظيف التي تتواصل حاليا عبر كل بلديات الولاية.
@ الجمهورية : لماذا تم غلق أسواق مثل المدينة الجديدة و الصباح ، في حين مازالت هناك أسواق أخرى مفتوحة على غرار الحمري و عين البيضاء؟
^ والي وهران: بخصوص ممارسة الأنشطة التجارية خلال فترة الحجر الصحي خاصة ما تعلق ببيع الخضر والفواكه، قمنا في بداية فترة الحجر الصحي بالسماح للأسواق الجوارية بالنشاط شريطة احترام المواطنين للإجراءات الوقائية من انتشار الوباء ، غير أنه لاحظنا عدم مراعاة إجراءات التباعد الاجتماعي على مستوى العديد من الأسواق الجوارية، و هو ما حتم علينا اتخاذ قرار غلق العديد منها ، خاصة و أنها لا تحترم قواعد التباعد الاجتماعي.
ولكن من جهة أخرى و قصد السماح بتزويد المواطنين بهذه المواد ، تقرر الإبقاء على عدد من هذه الأسواق ، على شرط ان يتم احترام قواعد التباعد الاجتماعي و التدابير الصحية.
وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر للكشافة الإسلامية الجزائرية التي قامت في عديد المناسبات بتنظيم الأسواق و توعية المواطنين بضرورة احترام التدابير الوقائية
@ الجمهورية :أين وصلت عملية التطهير بالولاية؟
^ والي وهران: مباشرة بعد وصول المواطنين الذين تم وضعهم في الحجر الصحي بعدد من المرافق السياحية و الفندقية بالولاية ، و بعد إقرار الحجر الصحي الجزئي شرعت مختلف المصالح المعنية وبالتطهير من خلية البيئة و المحيط بالولاية في عملية تنظيف و تطهير الفضاءات العمومية و الإحياء لمختلف بلديات الولاية.
وقد شهدت المرحلة الأولى تنظيم 260 عملية بمختلف بلديات الولاية أما بعد انطلاق المرحلة الثانية التي أشرفنا عليها يوم 7 أبريل فقد تم تنظيف و تطهير و تعقيم 704 موقع بمختلف الأحياء والفضاءات العمومية و الإدارات و الأماكن التي تشهد توافدا للمواطنين و الطرقات و الشوارع الرئيسية علما أن العملية تمت بالتنسيق مع العديد من الهيئات على غرار مصالح الدرك والأمن الوطنيين و الحماية المدنية ومؤسسة سيور والمجتمع المدني وكذا الكشافة الإسلامية و الهلال الأحمر الجزائري و مصالح البلديات
@ الجمهورية :كيف سيتم تموين السوق في هذا الشهر الكريم ؟
^ والي وهران: منذ بداية الأزمة الصحية سخرت مصالح التجارة كل الوسائل المادية والبشرية لكسر المضاربة و توفير المنتوجات خاصة المواد الأكثر استهلاكا تفاديا لأي ندرة وذلك على مستوى الأسواق المحلية حيث قامت إلى جانب ذالك بحملات تحسيس لتجار الجملة والتجزئة والمصنعين لضمان التموين العادي للمواد ذات الاستهلاك الواسع كما قامت ذات المصالح بتسهيل عملية نقل البضائع والمنتوجات والترخيص لتجار الجملة بالتصريح بمنشآت التخزين التي ينشطون فيها وتذليل كل الصعوبات و التدخل الفوري عند تلقي أي شكوى.
وقد تم توجيه تعليمات خاصة لكل فرق المراقبة المنتشرة على مستوى تراب الولاية للتدخل المباشر و مراقبة المستودعات والمخازن وتسليط العقوبات القانونية على أصحاب المستودعات والمخازن المخالفين ومن بين الإجراءات المتخذة لضمان التموين العادي للسوق فإنه يتم تموين سوق الجملة للخصر والفواكه بحوالي 800 إلى 900 طن من المنتوجات يوميا إلى جانب توفير 16 ألف قنطار من مادة الفرينة يوميا تنتجها 52 مطحنة أما فيما يتعلق بمادة الحليب فقد يقدر احتياج الولاية ب250 ألف لتر يوميا تتكفل الملبنات الخاصة بإنتاج 90 ألف لتر يوميا فيما يتم جلب الباقي من الولايات المجاورة أما الخضر الجافة والحبوب فقد يقدر المخزون الحالي للولاية ب 130 قنطار من مادة القمح اللين و 38 ألف قنطار من القمح الصلب إضافة إلى 149 ألف طن من العدس و 683 طنا من الحمص و 1990 طن من الفصولياء .
@ الجمهورية :أين وصلت عملية إحصاء المعوزين وعلى أي أساس وبأي طريقة سيتم توزيع المساعدات ؟
^ والي وهران: فبخصوص العملية التضامنية الخاصة بالوضع الحالي فان التبرعات المقدمة من قبل المحسنين لا تزال تتهاطل على مصالحنا من أجل مجابهة هذه الجائحة أما عملية التكفل بالعائلات المعوزة المتضررة فقد تم صب ما يقدر ب 61111 إعانة مالية خاصة بمنحة المليون سنتيم والتي سبق وإن تم إحصاء المستفيدين منها علما أنهم نفس الفئة المستفيدة من منحة 6 آلاف دج العام الماضي.
أما بالنسبة المساعدات الغذائية فبفضل دعم المحسنين و المتبرعين تمكنا حاليا من جمع مواد غذائية وتجهيزها على شكل طرود وصل عددها إلى أزيد من 20 ألف طرد ومن المنتظر أن يرتفع العدد إلى 50 ألف طرد بالنظر إلى الكميات الهائلة من المواد الغذائية التي يتم جمعها يوميا وهي المساعدات التي ستتوجه إلى أصحابها من المحتاجين القاطنين بمناطق الظل والذين لم يستفيدوا من منحة المليون سنتيم في الوقت الذي يتم فيه حليا جرد العائلات المتضررة من الحجر بعد توقف مصدر رزقها وذلك من قبل لجان الأحياء التي يفوق عددها 327 في انتظار تحديد الفئات المعنية بمنحة المليون.