نزلت إجراءات التخفيف الصحي التي أقرها الوزير الأول عبد العزيز جراد، بردا وسلاما، على صدور المواطنين والتجار على حد سواء خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي تكثر فيه حاجيات الاستهلاك وتتطلب الحركة التجارية المزيد من الإقبال والسرعة. هذه الإجراءات التخفيفية إن دلّت على شيء فإنما تدل على أن الوضع الوبائي تحت السيطرة وذلك بفضل التدابير الاحترازية التي أقرّتها الدولة منذ الأيام الأولى التي ظهرت فيها الجائحة لاسيما فرض الحجر الصحي الكلي على ولاية البليدة وتعميمه جزئيا على عديد الولايات، هذا وتدرّجت السلطات العمومية في إجراءاتها الحمائية تبعا للظروف الصحية للبلاد حرصا منها على التكفل الأمثل بالصحة العمومية التي تبقى من الحقوق الأساسية للمواطن. وتأتي تعليمة الوزير الأول، عبد العزيز جراد، إلى الدوائر الوزارية المعنية وكذا إلى ولاة الجمهورية، من أجل توسيع قطاعات النشاط وفتح محلات تجارية، بغرض الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لأزمة فيروس كورونا التي ضربت بأطنابها الجزائر على غرار جميع الدول وأضرت بكبرى اقتصاديات العالم. ويتعلق الأمر بالنشاطات والمحلات التجارية الآتية، قاعات الحلاقة، المرطبات والحلويات و الحلويات التقليدية، الملابس والأحذية، تجارة الأجهزة الكهرومنزلية، تجارة أدوات وأواني المطبخ، تجارة الأقمشة والخياطة والمنسوجات، تجارة المجوهرات والساعات، تجارة مستحضرات التجميل والعطور، تجارة الأثاث والأثاث المكتبي، المكتبات وبيع اللوازم المدرسية، تجارة الجملة والتجزئة لمواد البناء والأشغال العمومية "المنتجات الخزفية، والمعدات الكهربائية والأدوات الصحية، والركام والروابط، مواد الطلاء، والمنتجات الخشبية، والقنوات والأنابيب". في حين تمّ تأجيل استئناف نشاط سيارات الأجرة داخل المحيط الحضري مؤجل إلى غاية إعلان السلطات العمومية للكيفيات المتعلقة بالأمن الصحي الخاصة بهذا النوع من وسائل النقل . [أصحاب النشاطات المتضررة يتنفسون الصعداء ] وتحمل تعليمة الوزير الأول، عبد العزيز جراد، عديد الأهداف، تتمثل أساسا في التّخفيف على أصحاب النّشاطات المتضرّرة وعلى عمّالهم وكذا الاستجابة للطّلب المتزايد على بعض السلع والخدمات خلال شهر رمضان المبارك بالإضافة إلى تمكين بعض المؤسسات الصّغرى من المحافظة على مناصب شغل عمّالها. ولعلّ اختيار هذه النشاطات دون أخرى جاء لكون ممارسة مثل هذه النشاطات لن يضر مع احترام قواعد الوقاية الصحية من احترام المسافة والتباعد بين الزبائن وكذا التعقيم واستعمال كل مستلزمات الوقاية من قفازات والأقنعة الواقية لتجنب تنقل عدوى فيروس كورونا من شخص لآخر. كما، يعتبر لجوء، الحكومة لمثل هذه الإجراءات بعد أكثر من شهر من الحجر الصحي الكلي في ولاية البليدة وجزئي في عديد الولايات الأخرى، بعد النتائج الايجابية التي تحقّقت في أرض الواقع . [توسيع سبل التحسيس بخطورة الجائحة ] إن اهتمام الدولة بأن يقضي المواطن الجزائري شهر رمضان في ظروف جيدة من حيث توفير المواد واسعة الاستهلاك أكدته بضرورة توسيع سبل التحسيس بهذا الوباء الخطير عبر الومضات الإشهارية المسموعة والمرئية التي تصب كلها في خانة أن الحجر ولزوم البيت أفضل ترياق ضد الفيروس "كوفيد 19 " مع الخروج من المنازل إلا في حالات الضرورة القصوى. لقد تنفس المواطن الصعداء وهو يخرج نهارا لكل ضالته في زمان كورونا المرعب والذي اتخذت العديد من الدول بشأنه خططا صحيّة وقائية صارمة وفي المقابل خصّصت من وطأتها تماشيا مع المستجدات حيث بادرت العديد من الدول كالنمسا وهولندا النرويج إلى التخفيف من آثار الحجر للسماح لمواطنيهم الخروج دون التفريط في وجوب التحصّن من الداء. كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلمت مؤخرا عن خطة ثانية لمواجهة آثار الوباء حيث بادرت الإدارة الأمريكية إلى فتح القطاعات تجارية ذات الصلة الوثيقة بالوضع المعيشي كمحلات شوبينغ.