- بعض أعمالي الفنية جسدت بشاعة الحقبة الإستعمارية قطاوي سيد أحمد ، أحد الفنانين التشكيليين الذين أنجبتهم ولاية مستغانم ، و الذي يسير اليوم على خطى من سبقوه أمثال محمد خدة، هاشمي عامر، زرهوني سيد أحمد وغيرهم من الفنانين الذين زينوا بلوحاتهم الفنية وأعمالهم التشكيلية العديد من المؤسسات العمومية، الفنادق ومنازل الذواقين للفن التشكيلي بمستغانم أو عبر التراب الوطني وحتى خارج الوطن. و الشاب قطاوي سيد أحمد خريج مدرسة الفنون التشكيلية بمستغانم ، تمكن في وقت وجيز من جمع رصيد من الإنجازات بدأ بالفن التشكيلي التعبيري لينتقل بعدها إلى الإنطباعي ، المنمنمات ، المجسمات وأعمال فنية أخرى زين بها مداخل ومخارج مدينة مستغانم، و للتعرف أكثر على هذا الفنان كان لنا معه هذا الحوار : @ نبذة عن مساركم في كلمات ؟ ^ قطاوي سيد أحمد ، فنان مختص في الفن التشكيلي التعبيري ، أحب الرسم منذ الصغر ، ووضع صوب عينيه الرسم كمنهج للحياة ، بعد الطور الثانوي التحق سنة 1991 بالمعهد الوطني للفنون التشكيلية بمستغانم ، حيث مكث به إلى غاية 1996 ، تخصص في المنمنمات قبل أن ينتقل إلى دراسة الفن التشكيلي الإنطباعي ، مع مر السنين وسع من نظرته الفنية فجاب عالم المجسمات ، اليوم يبحث قطاوي سيدأحمد عن مكان له في فن التزيين المنزلي . @ حدثنا عن موهبتك من أين اكتسبتها ؟ ^ منذ الصغر برزت عندي موهبة الرسم ، أي منذ بداية مداعبتي الحروف الأبجدية والأرقام بالمدرسة الابتدائية ، أضف أن عائلتي الصغيرة ، اكتشفت هذه الموهبة ورغبتي الكبيرة وميولي للرسم فشجعتني ، كنت أرسم كل الأشياء التي أراها في كتب الرسومات الكارتونية مع مرور الوقت تأكدت أن مستقبلي لن يكون إلا ضمن عالم الفن ، بعد الثانوي التحقت سنة 1991 ودون تردد بالمعهد الوطني للفنون التشكيلية بمدينة مستغانم ، فبالرغم من الصعوبة التي يجدها الفنان للعيش من الفن إلا أنني غير نادم على اختياري . @ أكيد أنك تأثرت بفنانين تشكيليين ؟ ^ طبعا كل طالب ، فنان ، محب للفن التشكيلي يتأثر في بداية مشواره بأساتذة الفن التشكيلي وأساتذة المنمنمات أمثال نصر الدين ديني ، موني ، محمد راسم ... هذا ما حدث لي في بداية مشواري مع الفن لكن مع مر الوقت كنت دوما أبحث عن طريقي لأضع فيه بصمتي الخاصة، فإذا كانت بدايتي مع المنمنمات فقد انتهت بالتخصص في الفن الإنطباعي، بعدها وبفضل المثابرة والبحث المتواصل تعمقت في أعمالي الفنية أخرى وأعتقد أنني بلغت الهدف الذي كنت أبحث عنه وهو أن يتعرف عموم الناس وخاصة العارفين بالفن التشكيلي على لوحاتي وأعمالي الفنية . @ الملاحظ أنك لم تتوقف عند الفن التشكيلي الإنطباعي ؟ ^ هذا صحيح ، لأن هدفي في الحياة هو التعامل مع كل الفنون الممكنة ، لأن التطورات التي يعرفها العالم بفضل التكنولوجيا فتحت الأبواب والآفاق على مصراعيها ،وما على الفنان إلا الخروج من قوقعته والبحث عن كل الطرق والسبل التي يطور بها قدراته الفنية ، لذا إن لاحظت انتقلت من المنمنمات إلى الفن التشكيلي الإنطباعي ثم عالم المجسمات واليوم أنا بصدد تحضير مشروع كبير سيشارك فيه عدد من الفنانين وهو خاص بفن التزيين المنزلي قاعدتها إنجاز في كل نسخة فنية فريدة لكل عمل لا يمكن تكراره . @ حدثنا عن تجربتك مع عالم المجسمات ؟ ^ بدأت الانطلاقة من مستغانم ، حيث طلب منا مسؤولي مديرية الثقافة إنجاز مجموعة من المجسمات، تبرز الطرق التي كان يستعملها الاستعمار الفرنسي في تعذيب الجزائريين في معتقل الموت بسيدي علي ، ونظرا لنجاح هذه التجربة تلقينا دعوات من المتاحف الموزعة عبر الوطن ، حيث أنجزنا العديد من الأعمال الفنية في كل من متحف المجاهد لولاية الشلف ، تندوف ، دار الأمير عبد القادر بالمدية ، متحف مليانة للأمير عبر القادر ، متحف البويرة ، مركز التعذيب بقسنطينة ... لا أخفي عليك استفدنا كثيرا من هذه التجربة الفريدة . @ وماذا عن المعارض ؟ ^ كانت لي عدة فرص المشاركة في المعارض لكنها تدخل كلها في إطار الرسميات وليس في الإطار التجاري ، رغم كل هذا ، وبفضل هذه التظاهرات الرسمية تمكنت من إبراز أعمالي ولوحاتي الفنية بكل من مستغانم ، الجزائر العاصمة ، وهران ، ورقلة ، أدرار ، تندوف ... كنت أسافر أينما يتم تنظيم التظاهرة الفنية وفي بعض الأحيان بإمكانياتي الخاصة ، كانت لي دعوات للمشاركة في عدة عروض خارج الوطن إلا أنني لم استجب لها لأسباب خاصة ، لكن بفضل الفضاء الأزرق، سأشارك في التظاهرات العالمية القادمة ، أما عن المعارض التجارية أعتقد أننا لا زلنا بعيدين على هذا الباب وعليه العمل لاستدراك ما فاتنا @ هل لك مشاريع مستقبلية ؟ ^ لي أحلام كثيرة وأريد تحقيق البعض منها إن شاء الله من بينها فتح صالة عرض مع عدد من الفنانين لإنجاز ورشة كبيرة مختصة في التزيين الداخلي للمنازل على أن تكون هذه الأعمال كما ذكرت فريدة من نوعها غير قابلة للتكرار حتى تدخل في عالم التحف، بالمناسبة أتمنى أن يتحد الفنانين و يؤسسوا جمعيتهم ما سيسمح لهم إيجاد مكانتهم في المجتمع لأن الفنان اليوم بسبب تهميش نفسه همش ، فباستثناء المناسبات الرسمية أين تقدم له دعوات للمشاركة في التظاهرات لا يمكنه أن يظهر أعماله الفنية لذا يجب عليه أن يخرج من هذه الحلقة المفرغة والانطلاق في عالم تنظيم تظاهرات ينتفع بها ويقدم خدمة لمجتمعه .