تواصل حصيلة الإصابات الجديدة بفيروس كورونا ارتفاعها الخطير مما يزرع المخاوف من التطورات المقبلة لانتشار الجائحة بعد أن تجاوزت الأرقام المسجلة يوميا بكثير عتبة ال 400 حالة جديدة ، وهو ما دعا السلطات العليا في البلاد إلى فرض قيود و إجراءات وقاية صارمة منها حظر التنقل خلال عطلة نهاية الأسبوع من و إلى الولايات التي تسجل ارتفاعا في عدد حالات الإصابة الجديدة لتفادي المزيد من تفشي "كوفيد - 19 " ،وحظر النقل العمومي والخاص يومي العطلة الأسبوعية لتجنب الازدحام و فرض تدابير التباعد الاجتماعي التي لم تعد تحترم كثيرا،فضلا عن التأكيد على المعاقبة الصارمة المخالفين لتلك الإجراءات و في مواجهة كل هذا يبقى البعض في قفص الاتهام بسبب استهتار فئة من المواطنين بتدابير الوقاية وعلى رأسها التباعد الاجتماعي و ارتداء قناع الوجه و تجنب التجمعات و اختراق إجراءات الحظر الصحي المتعلقة بالالتزام بقواعد النظافة والتعقيم ،و هنا يأتي دور السلطات المحلية التي أهملت نوعا ما عمليات تعقيم وتطهير الأماكن العامة والأحياء ،حيث سجل فتور في حملات التعقيم التي سجلناها في الأشهر الماضية ،لكن وسط كل هذا يبقى دور المواطن أساسي وحيوي وفعال في احترام إجراءات الحجر الصحي و الالتزام بها حرفيا على أرض الواقع، فالجزائر تعيش اليوم تحديا كبيرا هو مواجهة تفشي وباء كورونا الذي اتسعت دائرة المصابين به إلى درجة أن المستشفيات والطواقم الطبية أصبحت عاجزة عن احتواء والتكفل بالمصابين أمام حصيلة الحالات الجديدة اليومية التي شهدت و لا تزال تشهد ارتفاعا يدق ناقوس الخطر و ينذر بعجز منظومتنا الصحية وعدم قدرتها على تقديم العلاج و المتابعة الطبية للحالات الخطيرة و كل هذا يفتح قوسا كبيرا و تساؤلات أكبر عن الأسباب الكامنة وراء وصول حالة كوفيد 19 إلى هذه المنطقة من الخطر و التهديد ، والجواب هو أن البعض باستهتاره و إهماله التمسك بتدابير الوقاية والحجر يساهم بنصيب الأسد في هذا التطور الخطير للوباء .