يعيش العالم هذه الأيام سباقا ضد الساعة للتوصل إلى اكتشاف وإنتاج لقاح لمواجهة جائحة كورونا التي خلفت ملايين الوفيات وحالات الإصابة المؤكدة في كل بلدان العالم ،حيث تتنافس المخابر العلمية في البلدان العظمى على اكتشاف وتجريب اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 ،و منها روسيا التي أعلنت عن التوصل إلى لقاح سيشرع في إنتاجه خلال شهر أوت المقبل ، وقبل هذا أعلنت بريطانيا عن نجاح تجاربها للقاح ضد الفيروس على أن يتوفر هذا اللقاح مع نهاية هذا العام ،و من جهة أخرى دخلت الصين سباق اللقاحات حيث تم تجريب لقاح صيني في البرازيل التي تسجل أرقاما قياسية في عدد الإصابات بكورونا وكذا عدد الوفيات به و قد حقق اللقاح نتائج إيجابية، يذكر هنا أن الصين التي تعد البؤرة الأولى لتفشي فيروس كورونا لم تذخر جهدا في إجراء أبحاث علمية وتجارب سريرية لعينات من اللقاحات التي توصلت إليها مخابرها ومراكز أبحاثها ،دون أن ننسى في هذا المقام مخابر الولاياتالمتحدة الواقفة على قدم و ساق في سباق مع زمن لاكتشاف لقاح فعال ضد كوفيد 19 ،كما تنشط المخابر العلمية في عدد من البلدان مثل ألمانيا وإيطاليا وغيرها في الاتجاه نفسه ، فبقدر ما خلفه فيروس كوفيد 19 من دمار بشريا واقتصاديا و قلب أوضاع العالم رأسا على عقب ،بقدر ما تتسارع الخطوات والأبحاث اليوم هنا وهناك نحو هدف واحد ووحيد هو لقاح يقهر فيروس كورونا و ينقد حياة البشر من سطو فيروس قاتل غير مرئي يزرع الرعب والموت و يطال كل الناس و كل البلدان دون استثناء، فيروس يصول و يجول منذ أكثر من ثمانية أشهر حاملا معه الموت والمآسي ،مدمرا لكل مظاهر الحياة الطبيعية حيث أدخل شعوب العالم تحت ظلال الحجر الصحية الخانق، و شل حركة التجارة و الاقتصاد والملاحة الجوية والبحرية .