كنت صغيرا في السبعينات ..أسمع باسمه يملأ الساحة الثقافية والأدبية ..عايشت محطاته وإضافاته يوم عُين رئيس فرع إتحاد الكتاب الجزائريين لولايات الغرب الجزائري عام 1975 ، لكنني لم أجرؤ وأجازف كي أعيش حراكه وفواصله عبر تلك التراجم الخالدة ..كنت أراقبه عن بُعد، لأرى ما كنت أعايشه في اسم كبير ارتسم لي حينما كان النشاط الثقافي يعني، حراك كبار لنا عبر مجلات ومحطات خالدة من مثل دوريات مثل « أمال وألوان»، والثقافي لجريدة الشعب ، ومجلات الأثير ، وهمزة وصل، والثقافة، وأسماء ترسم إضافاتها هنا وهناك ،ومسرح كبير ، ومعارض تشكيلية ..وأفلام ثورية نعايش فيها ..لغة حالمة ..من شاكلة ..» علي موت واقف ..» إلى صوت ثوار لنا يجاهدون بتبصر وإخلاص كي تسمع منتشيا ..» يااااووو...عليكم من قالمة « .. كان الزمن جميلا، وكان الكل كبيرا، وكنا نغوص في عالم المعنى والإضافات ..نقرأ «روز اليوسف» المصرية وتأتينا العربي الكويتية والجيل ..والمستقبل وكل العرب... وهلم جرا ...في العربي الكويتية ، كتبوا عنه وتناولوه بل بايعوه كبيرا في حراك الإضافات ..ومن يحاورونه أو يكتبون عنه يومها في العربي الكويتية، فهي تأشيرة لك كي تكون كبيرا ، كذلك كان كبيرا عندي هذا الموسوعي الذي تعلقت به عبر يومياتي مع الحلم والمعنى ، إنه الدكتور عبد الملك مرتاض ، كان لي هاجس أن أكتب فيه، وكان لليوم العالمي الخاص باللغة العربية 18 ديسمبر من كل سنة ، أن نبهني كي أكتب في كبار من مثل حجم الدكتور عبد الملك مرتاض ...كنت في حراك زمني مشهود، أريد أن أجسد كلاما فيه ..كان ذلك عبر تفاصيل عايشتها في الثقافي الذي تهندسه علياء بوخاري معدة النادي الأدبي ليومية الجمهورية ...كانت علياء على صلة به ..في مقر الجمهورية وخارجه ...وكانت تلك الصور واللقطات معه... تؤشر لي أن أعايش زخم فواصله ومحطاته ..وكان لي أن أعيش لمسته من جديد عبر ومضة كتبها أخي ابن أمي الدكتور يوسف وغليسي الذي حاوره يوما في جريدة البصائر عام 2019.، حيث أنصح كل المولعين بتفاصيل وإضافات الدكتور عبد الملك مرتاض مطالعة حوار الدكتور يوسف وغليسي التلميذ في أستاذه، استلهمت منه ، من الحوار هذا المعنى... يواكب كبيرا ويلامس روحه، بل يرصد لنا محطات الكبير الدكتور عبد الملك مرتاض...تأكدت بعد وصية هذا الكبير يؤكد للناس.. كل الناس... أن من يريد أن يعرف تراجمي فأمامهم واحدا لا اثنان...أمامهم الدكتور الكبير يوسف وغليسي يحيلهم على كل فواصله .... يقول الدكتور عبد الملك مرتاض وهو كله فرح وانتشاء : اسألوا يوسف عني فهو أعرف بكتبي مني..» .. يقول التلميذ يوسف وغليسي : « وعادتي مع شيخي وصديقي وأستاذي الأكبر العلّامة عبد الملك مرتاض، أن أكونَ أولَ قارئ لأي كتاب له؛ فكثيرا ما شرفني بقراءة كتاباته المخطوطة قبل نشرها، مثلما شرفني بكلمته الشهيرة لمن يسأله عن تفاصيل كتبه النقدية والروائية : (اسألوا يوسف عني فهو أعرف بكتبي مني!)......وأعجب من ذلك أنه يسرّ أيما سرور بما أبديه _أحيانا _ من تعقيبات أو اعتراضات أو تصحيح لسهوات، بل إنه لشدة ثقته بإخلاص تلميذه له (فضلا عن تواضع عجيب جُبل عليه)، كثيرا ما يصر على توثيق ذلك التنبيه البسيط بأسلوب لم أجد له مثيلا عند سواه؛ كأن يقول ما قاله في كتابه (معجم الشعراء الجزائريين في القرن العشرين، ص 504) : «وقع مني سهو مؤسف (...) ، وقد صحح لي محمودا مشكورا بعض تلك المعلومات الواهية الصديق الدكتور يوسف وغليسي في رسالة خطية أرسلها إلي في...»!!!.وإذا كان لابد من استذكار شخصية جزائرية قدمت للغة العربية ما لم يقدمه غيرها، فإنني أستذكر حتما د. عبد الملك مرتاض الذي وصفتُه في مطلع كتابي (عاشق الضاد) بأنه... أعجوبة من أعاجيب العربية المعاصرة، وفلتة من فلتات اللسان الجزائري... «؛ فقد قدم لهذه اللغة المقدسة _على مدى ستين عاما من أعوام عمره المبارك الخمسة والثمانين _ أكثر من سبعين كتابا موغلة في الفصاحة، ساحرة البيان.... تراجم الكبير الدكتور عبد الملك مرتاض : وجدت محركات البحث قد أعطتني الكثير من المعلومات، والتي لم أفلح في تصنيفها وغربلتها بانتظام ..لكون محركات البحث وجدت صعوبة في تصنيفه ..لأن تاريخه إنساني حافل بالإضافات والمحطات الأكاديمية والفلسفية والفكرية والنقدية والإبداعية، وما إلى ذلك من التصنيفات التي جعلت من الكبير عبد الملك مرتاض...أحد الأسماء الكبيرة في عالم الفكر والثقافة والإبداع في الجزائر والعالم العربي .. هو عبد الملك مرتاض بن عبد القادر بن أحمد بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب (ولد في .10 يناير 1935) ...أستاذ جامعي وأديب جزائري حاصل على الدكتورة في الأدب .. التعليم : حفظ القرآن العظيم وتعلّم مبادئ الفقه والنحو في كُتّاب والده الشيخ عبد القادر بن أحمد بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب، بقرية الخماس التي تبعد عن الحدود المغربية الشرقية زهاء ثمانية عشر كيلومتراً، .. التحق في أكتوبر من عام 1954 بمعهد ابن باديس بقسنطينة، ولاندلاع الثورة الجزائرية أغلق المعهد وتفرّق طلاّبه شذر مذر في شهر فبراير من عام 1955، فغادر هذا المعهد فيمن غادروه إلى الأبد، التحق بجامعة القرويين بفاس (المغرب) شهر أكتوبر من عام 1955 ، وقطن بالمدرسة البوعنانية التي أصيب فيها بمرض السل، فنُقل إلى مستشفى مدينة فاس (دار الدّبيبغ) وظل يعالج قريباً من عام كامل، وبعدها ب5 سنوات التحق بكلية الآداب جامعة الرباط (المغرب)، وفي عام 1960 تسجّل في كلية الحقوق والعلوم السياسية، ومعهد العلوم الاجتماعية بجامعة الرباط، وفي عام 1961 التحق بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وكان عضواً للمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني (1956-1962)، متزوّج، وأب لخمسة أولاد.. المناصب والوظائف التي تقلدها : انتُخب سنة 1975 رئيسا لفرع اتحاد الكتّاب الجزائريين لولايات الغرب الجزائريّ لدى استحداث هذه الهيئة لأول مرة، انتُخب سنة 1981 عضواً في الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب الجزائريين، وفاز بأغلبيّة أصوات الكتّاب في مؤتمرهم العام، عُيّن مديراً للثقافة والإعلام لولاية وهران لدى استحداث هذه المديرية لأول مرة، (1983-1986)، وظل محتفظاً أثناء ذلك بمنصب الأستاذية في جامعة وهران، ترأس تحرير مجلة الحداثة التي كان يصدرها معهد اللغة العربية وآدابها في جامعة وهران 1998عيّنه ونصّبه، شخصياً رئيس الجمهورية عضواً في المجلس الإسلامي الأعلى، رئاسة الجمهورية، الجزائر، وهو منصب دستوري. 1998 (سبتمبر) - 2001 (يونيو) عيّنه ونصّبه، شخصياً، رئيس الجمهورية في منصب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، رئاسة الجمهوريّة، الجزائر، وهي وظيفة تساوي درجة وزير. 1999 عيّن عضواً في المجمع الثقافي العربي ببيروت. مساهماته : أسس مجلة « دراسات جزائريّة»، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران عام 1998 ، و أسس مجلة « اللغة العربية» بالمجلس الأعلى للغة العربية، وكان يرأس تحريرها، حين كان رئيساً لهذه المؤسسة التابعة لرئاسة الجمهورية (1998-2001(.. من مؤلفاته: 1/ نهضة الأدب المعاصر في الجزائر) دراسة ( 1971. 2/ زواج بلا طلاق (مسرحية)، الألغاز الشعبية الجزائرية (1982 (، الأمثال الشعبية الجزائرية ( ،1982 (، رواية « الخنازير « 1988م. 3/ دماء ودموع (دار البصائر، الجزائر( 2011 4 / نار ونور (رواية، دار الهلال القاهرة 1975( + دار البصائر، الجزائر 2011 . 5 / رواية « وادي الظلام « عن دار هومة، الجزائر 6 / رباعية الدم والنار (رباعية روائية، دار البصائر، الجزائر، 2011 7 / ثلاثية الجزائر ثلاثية روائية تاريخية، دار هومة، الجزائر 2011 8 / ثنائية الجحيم(ثنائية روائية( ، دار البصائر، 2012 9/ الحفر في تجاعيد الذاكرة (سيرة ذاتية، دار هومة، الجزائر، 2003+ دار الغرب، وهران، 2004. 10 / هشيم الزمن (مجموعة قصصي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1988). 11 / قضايا الشعريات 12 / نظرية النقد 13 / في نظرية الرواية 14 / نظرية البلاغة 15 / نظرية القراءة 16 / الكتابة من موقع العدم 17 / السبع المعلقات (نشر اتحاد الكتاب والأدباء العرب، دمشق، 1999. 18 / نظام الخطاب القرآني (تحليل سيمائي مركب لسورة الرحمن) 19 / الإسلام والقضايا المعاصرة 20 / طلائع النور (لوحات من السيرة النبوية العطرة( 21 / ملامح الأدب العربي المعاصر في السعودية 22 / رحلة نحو المستحيل (تحليل قصيدة رحلة المستحيل لسعد الحميدين( 23 / نظرية اللغة العربية 24/ مائة قضية وقضية 25 / التحليل السييائي للخطاب الشعري (تحليل قصيدة شناشيل ابنة الجلبي( ، نشر دار الكتاب العربي، الجزائر، 2001 26 / قراءة النص بين محدودية الاستعمال ولا نهائية التأويل (تحليل لقصيدة قمر شيراز لعبد الوهاب البياتي( . 27 / بنية الخطاب الشعري (تحليل لقصيدة أشجان يمانية لعبد العزيز المقالح ( 28 / شعرية القصيدة قصيدة القراءة (قراءة سيمائية ثانية لقصيدة أشجان يمانية( 29 / النص والنص الغائب (تحليل قصيدة كن صديقي لسعاد الصباح( 30 / بنية اللغة في الشعر النبطي (تحليل قصيدة نبطية للشيخ محمد بن زايد( 31 / فنون النثر الأدبي في الجزائر 32 / الشيخ البشير الإبراهيمي 33 / العامية الجزائرية وصلتها بالفصحى 34 / الألغاز الشعبية الجزائرية 35 / الأمثال الشعبية الجزائرية 36 / معجم الشعراء الجزائريين في القرن العشرين 37 / في الأمثال الزراعية الجزائرية 38 / النص الأدبي من أين وإلى أين؟ 39 / الثقافة العربية في الجزائر: بين التأثير والتأثر 40 / معجم موسوعي لمصطلحات الثورة الجزائرية 41 / عناصر التراث الشعبي في اللاز 42 / الميثولوجيا عند العرب 43 / عجائبيات العرب 44 / القصة الجزائرية المعاصرة 45 / ألف ليلة وليلة (تحليل تفكيكي لحكاية حمال بغداد) 46 / تحليل الخطاب السردي (تحليل سيمائي مركب لرواية زقاق المدق لنجيب محفوظ. هو الكاتب الموسوعي الدكتور عبد الملك مرتاض الذي وقفت عند محطاته ، ولم أفلح أبدا في ترسيم رؤية متكاملة عنه وعن تراجمه، بل وجدت نفسي عاجزا على أن أوافيه حقه في مقالي الإعلامي هذا ..نعم كتبت هنا بكل ما يمكن أن يلامس تفاصيله كلها عبر تنوير رؤى، كان لا بد أن تحيلنا كلنا على هذا الكبير من كل الجوانب، لكنني أفلحت فيما أفلح هو في برنامج « أمير الشعراء «، كي يسكن قلوبنا وقلوب كل العرب الذين تبين لهم جيدا، أن لنا عالما كبيرا وعلامة وموسوعيا اسمه الدكتور عبد الملك مرتاض الذي أفلحت بدوري في محبته ، وفي الغوص في جزء من ملحمته وحكاياته الكبيرة، واحدا كان يسكن القلب منذ السبعينات ومنذ أن كنا نعيش محطاته كبيرا لنا في الإضافة والمعنى نعايشه كما الآن ، محبة.. كونه من عائلتي القريبة... بل واحد مني شخصيا ...أعتز بروحي التي سكنته وبروحه التي تحيلني عليه ..وعلى فواصله ..واحدا كما ترون.. متغلغلا في داخلي ...بل قل ...هو في القلب ...