تحديات المرأة في الجزائر تجاوزت قدرات أنثى، تدرجت في مراحل العمر بجدارة من إبنة إلى زوجة فأم وقبل كل ذلك امرأة مسؤولة عن «حياة»، لتصل إلى أعلى مناصب المسؤولية، وتنجح وبتقدير جيد جدا، وبشهادة مجتمعها الذكوري في صناعة المجد، لتكون نموذجا يقتدى به للمرأة الجزائرية التي طالما أبهرت العالم، ولا يمكن الحديث عن نساء الجزائر في عصرها الحديث إلا والتكلم عن إحدى بناتها المتميزات، عن امرأة تعبت من أجل صناعة اسم وصل إلى العالمية، فمن لا يعرف سليمة سواكري؟ إنها بطلة الجزائر في كل الأحوال، لأنها المرأة الناضجة، والنقية والجادة وفي كل ذلك الزوجة الواعية والأم الحنون للأمورة ماريا ذات السبع سنوات، إنسانة طيبة ومتواضعة، تحمل ذكريات ماضيها وأحداثه معها، فهي لا تنسى بيئتها البسيطة التي كان لها الفضل في بلورة تلك الشخصية فخر المرأة الجزائرية، كبطلة دولية، وكوزيرة سليمة سواكري من مواليد 1974 بالجزائر العاصمة، زوجة اللاعب الدولي والمدرب دزيري بلال، بطلة إفريقيا في رياضة الجيدو 12 مرة، حاصلة على 12 لقب قاري في مختلف الأصناف، وحاصلة 3 مرات على المركز الخامس في الألعاب الأولمبية، ثم مدربة وطنية للجيدو، وسفيرة اليونيسيف بالجزائر، خاضت تجربة التقديم التلفزيوني في برنامج «إفتح قلبك» في قناة الشروق الذي لقي شعبية كبيرة بين الجزائريين، ليتم تعيينها من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سنة 2020 كوزيرة منتدبة مكلفة برياضة النخبة. وفي هذا الحوار أردنا الخروج عن المألوف والإبتعاد قليلا عن التصريحات الرسمية للسيدة الوزيرة، والتعرف أكثر عن سليمة المرأة الجزائرية «الفحلة» بعيدا عن الأضواء والبروتوكولات، وخصت جريدة «الجمهورية» بهذا الحوار الحصري والشيق ورغم إرتباطاتها وإنشغالاتها اليومية، إلا أنه كان لنا الحظ في الظفر بهذا الحوار، كما لا يفوتنا أن نثني على الفريق النسوي المحاط بها على مستوى الوزارة والذي يعمل جاهدا لتقديم أحسن صورة لمحيط الوزيرة، أمثال السيدة ياسمين، والدكتورة بنغافور نوال، فألف تحية للنساء الواقفات. @ أنتم من الشخصيات المحبوبة وذات الشعبية الواسعة في الجزائر كبطلة دولية في الجيدو وكوزيرة شابة، ماذا أضاف ذلك في حياة سليمة سواكري كامرأة؟ مرحبا.....سعيدة جدا بالتواصل معكم كما أشكركم جزيل الشّكر على الاستضافة الجميلة في رحاب جريدتكم المميزة، جريدة «الجمهورية»، أنا امرأة جزائرية خرجت من عمق المجتمع الجزائري،إنسانة اجتماعية بطبعي أحب التواصل مع الناس، زوجة وأم لطفلة، ابنتي قرة عيني ماريا، الحمد لله مررت بمشوار طويل كرياضية ومصارعة جيدو دام 36 سنة وفقت بفضل الله في تحقيق هدف كنت أحلم به منذ كان في عمري 9 سنوات هو أن أصبح بطلة، تشرّفت بحمل ألوان وطني والدفاع عنها في كل المنافسات الرياضية التي شاركت فيها، مسيرتي الرياضية كانت طويلة، شاقة وشيقة حافلة بالنضال والانجازات والذكريات الجميلة التي لا تُنسى،ثم كسفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة اليونسيف Unicef من 2011 إلى 2020، بالجزائر، هذه المهمة النبيلة التي تشَرفت بها وقرّبتني أكثر فأكثر من الناس وخاصة الأطفال والفئات المحرومة من خلال الجولات الميدانية في مختلف ولايات الوطن لتقديم المزيد من العون فيما يخص الدفاع عن حقوق الطفل وترقيتها. خريجة المدرسة العليا للعلوم وتكنولوجيات الرياضة، بطلة إفريقيا 12 مرة، المرتبة الثالثة في بطولة العالم بالأرجنتين، ثلاث مرات مرتبة خامسة في الألعاب الأولمبية، ميدالية ذهبية في دورة باريس الدولية، ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط @ هل خدمتكم التجربة المميزة في التنشيط التلفزيون من خلال «إفتح قلبك» في المسار العملي؟ برنامج افتح قلبك كان تجربة إنسانية محضة مكنتني من التواصل عن قرب وزرع لغة الحوار والتسامح بين الناس، مع مختلف فئات المجتمع بحيث ساعدني كثيرا على معرفة أحوال الناس والتقرّب منهم أكثر كما كان بمثابة مرحلة مهمة جدا في مسار عملي، تجربة أعتز وأفتخر بخوضها خاصة أن البرنامج قد دخل بيوت كل الجزائريين من دون استثناء وحافظ على الخصوصية التي تميّز الجمهور الجزائري. @ من الرياضة إلى الحقيبة الوزارية، مرورا بعدة مناصب، من هي الشخصية التي بقيت في سليمة سواكري، بطلة الجيدو أو المسؤولة؟ بغض النظر عن مشواري كرياضية ومدربة في المستوى العالي الذي دام 36 سنة، عُيّنت كإطار في وزارة الشباب والرياضة، وتوليت منذ سنة 2018 منصب مستشارة وزير الشباب والرياضة،ومنذ قرابة التسعة أشهر من تعييني من طرف السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، ككاتبة دولة مكلفة برياضة النخبة،إن شاء الله سأوظف كامل خبرتي الميدانية والعلمية لخدمة الرياضة الجزائرية بصفة عامة ورياضة النخبة بصفة خاصة، سوف أسعى دائما لخدمة بلدي بالمنصب أو بدون منصب @ لأول مرة تتولى في الجزائر امرأة حقيبة وزيرة منتدبة كاتبة دولة مكلفة برياضة النخبة ، هل سيكون للرياضة النسوية الحظ الأوفر في برنامجكم؟ أكيد تحظى الرياضة النسوية ضمن برنامج عمل كتابة الدولة لرياضة النخبة، باهتمام بالغ، ونحن نسعى من أجل ترقيتها وتطويرها كما نعمل على ضرورة اكتشاف المواهب الرياضية النسوية الشابة فضلا عن توسيع الممارسة الرياضية النسوية عبر ربوع الوطن وبالتالي تطوير رياضة النخبة النسوية. @ أين وصل مشروع تينهينان، ولماذا إخترتم هذا الاسم تحديدا؟ إثر حصولي على جائزة اللجنة الأولمبية الدولية ‘المرأة والرياضة' لسنة 2020، بادرت بمشروع «تينهينان» المتعلّق بالتكوين النسوي و التأطير التقني والإداري، ضمّ حوالي 100 إمرأة رياضية، وذلك للمساهمة في تطوير وترقية الرياضة النسوية في بلدي العزيز الجزائر وخاصة في أقصى الجنوب والولايات الداخلية نظرا لنقص الممارسة الرياضية النسوية. فإنّ هذا التكوين يدخل في إطار ترقية وتطوير الرياضة النسوية، و سيٌنظّم على مدار ثلاث دورات تكوينية ستمتد من 26 يناير 2021 إلى غاية 29 ماي من العام الحالي، التكوين مقسم على ثلاث مراحل ألا وهي: الدورة الأولى من 26 إلى 31 جانفي 2021. الدورة الثانية من 21 إلى 27 مارس 2021 الدورة الثالثة من 23 إلى 29 مايو 2021 يثمتّل هذا المشروع في تكوين النساء في مختلف المهن المتعلقة بالتأطير والتدريب الرياضي، والمرافقة والدعم في إنشاء الفروع والهياكل الرياضية الخاصة بالعنصر النسوي وذلك بالتعاون مع الاتحاديات ومعهد التكوين تكنولوجيات وعلوم الرياضة، بهدف تمكينهنّ بدورهن من تأطير وتدريب الفتيات الراغبات بممارسة الرياضة وذلك حرصا على خصوصية المنطقة حيث يتحفظ العديد من الأولياء على ترك بناتهن يتدربّن من طرف مدربين رجال، ومن المؤكّد أنّه من بين الأهداف المهمة لهذا المشروع أيضا هي: - تطوير قاعدة الممارسة الرياضية النسوية - زيادة نسبة تمثيل المرأة في الهيئات والهياكل الرياضية في الجزائر ( نوادي، رابطات، اتحاديات). -تشجيع الريادة النسوية Leadership - الحفاظ على الصحة عن طريق الممارسة الرياضية -ضمان تحسين الحالة الاجتماعية والمهنية بعد نهاية المشوار الرياضي للبطلة والاستفادة من تجربتها ومسارها. أما عن اختياري لاسم تينهينان فلم يكن أبدا بمحض الصدفة بل كان نسبة لملكة قبائل الطوارق التي دافعت عن أرضها وشعبها ضد الغزاة وكانت مثال للمرأة القوية والعادلة @ أخيرا، سليمة سواكري نموذج للمرأة المتحدية والناجحة، ما هي رسالتك للمرأة الجزائرية؟ رسالتي للمرأة الجزائرية أن تكون قدوة في العزيمة والإصرار والثبات وأن لا تستسلم أبدا وتواصل نضالها لتحقيق المكانة التي تستحقها في المجتمع، وفي شتّى المجالات لاسيما المجال الرياضي التي أحزرت من خلاله الكثير من المكاسب وخطت خطوة عملاقة، في تحسين الممارسة النسوية للرياضة التي شهدت في السنوات الأخيرة نشاطًا كبيرًا وحركية غير مسبوقة.