يعتبر الفنان المسرحي الاستاذ «بوبكرحداد « من أبرز الشخصيات المثقفة وأحد الركائز المتينة التي حافظت على الثقافة والمسرح وصقلت الكثير من المواهب بولاية البيض ولم يغيب عن المناسبات والتظاهرات الثقافية منذ بداية سنة 1986 حين كان استاذا للغة العربية والتربية الاسلامية ،لعب دورا هاما في إثراء المشهد الثقافي و تنشيط الحركة المسرحية بالمؤسسات التربوية سعيا منه لمراقبة وتطوير مستوى وقدرات التلميذ جسديا وحسيّا و ذهنيا، وقدم مؤلفا بعنوان « دليل المؤطر في المسرح المدرسي « الذي كان ثمرة جهده واهتمامه بالمسرح طيلة 35 سنة ، واستطاع أن يجذب جمهور كبير بتمثيله الناجح على خشبة المسرح وبإخراجه العديد من المسرحيات ابرزها «مدينة النور» تحصل من خلالها على جائزة احسن عرض متكامل في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي مستغانم سنة 2015 وكذلك المرتبة الثالثة وطنيا سنة 2016 بمسرحية « أوبيرات أرض الأحرار» ببرج بوعريريج» والمرتبة الثالثة مسرحية « أنامل المحبة « مستغانم سنة 2018 . - من هو الاستاذ حداد بوبكر ؟ أنا من مواليد 30 افريل 1967 بمدينة البيض،التحقت بمهنة التعليم سنة 1988 كأستاذ لغة عربية و تربية اسلامية بمتوسطة سليمان بن حمزة بالبيض ثم انتقلت للوظيف العمومي ولازلت أمارس الى يومنا هذا وظيفتي في الادارة بمديرية الشباب والرياضة بالبيض وبالموازاة اوصل موهبتي في المسرح بالمدارس متطوعا ومجانا في كل التظاهرات والمناسبات الثقافية . - كيف كانت بدايتك مع المسرح؟ بدأت المسرح ممثلا في فرق مسرحية في المتوسط والثانوي ثم في المركز الثقافي «باقي الطاهر» سنوات الثمانينات وكانت انطلاقتي في الكشافة الاسلامية أواخرالسبعينات و انخرطت في الفرقة المسرحية التابعة للمركز الثقافي المذكور سنوات الثمانينات وفي سنة 1985 كانت لنا أول مشاركة وطنية في المهرجان الوطني الأول للشباب واستطعنا تحقيق المرتبة الأولى بأوبيرات من تأليف الأستاذ أحمد التجاني و تلحين بوعمامة نعماوي. وفي سنة 1989 كانت بدايتي مع المسرح المدرسي كمؤطر الى يومنا هذا . - هل درست المسرح ؟ نعم لقد درست في المعهد العالي لتكوين اطارات الشباب تخصص مسرح لمدة عام و لظروف عائلية لم أكمل و لكن حرصت على حضور التربصات و الدورات التكوينية على هوامش المهرجانات الوطنية و لكن مع توفر الانترنت كانت بداية تواصلي مع اساتذة من داخل الوطن و خارجه خاصة من الأردن، سوريا والمغرب وغيرها . - كيف تقييم او تصف لنا واقع المسرح بالبيض ؟ المسرح في مدينة البيض يعاني من جملة من المشاكل أبرزها عدم توفر قاعات للعرض خاصة و بالتالي يصعب على الممارسين تطوير أنفسهم ويستحيل تطوير المسرح وأعطيك مثال بسيط كيف يمكن لفريق كرة قدم مثلا أن يطور من مستواه و هو لا يملك ملعبا يتدرب فيه و يجري فيه المنافسة فانعدام قاعة للعرض بمقاييس المسرح من عمق و كبر وإضاءة وكواليس يعيق عملية التطور والتطوير . - احكي لنا عن نشاطك؟ أسست جمعية ولائية للفنون المسرحية وأحاول جاهدا أن أجمع فيها أكبر قدر من الفنانين الموهوبين والأساتذة من أجل تطوير المسرح المدرسي خاصة الذي أعطيته كل مجهودي و اهتمامي و اذا ما تحقق حلم المدينة بإنشاء مسرح المدينة حسب ما جاء مؤخرا في قرارات وزارة الثقافة فسنحاول أن ننقل تجربتنا للأجيال القادمة و للشباب . - ما المواضيع التي تعالجها في أعمالك المسرحية؟ ^ طبعا في المسرح المدرسي نهدف الى تنمية التلميذ تنمية شاملة باعتباره محور العملية و بالتالي نتعامل معه وفق المرحلة العمرية التي يعيشها محاولين مسرحة المنهج التربوي من جهة و غرس الروح الوطنية و المبادئ الدينية والقيم الإنسانية .أما فيما يخص المسرح فإن ايماننا بالوظيفة الأخلاقية للفنان تحتم علينا الخوض في مواضيع الإرشاد و دلّ الناس على القيم الانسانية عموما بعيدا عن الإيديولوجية باعتبارها مفسدة للفنّ . - هل هناك اهتمام وإقبال بالمسرح في المدارس ؟ ^ بطبيعة الحال هناك اقبال من طرف التلاميذ و بعض مدراء المؤسسات التربوية و لكن هناك مشاكل في كيفية تأطير التلاميذ و عدم وضوح في فهم المسرح المدرسي وأهدافه والغاية منه...فباب الاجتهاد يلزمه ضوابط بيداغوجية خاصة حتى لا تنعكس الممارسة المسرحية بالسلب سواء على التلميذ أو على الأهداف البيداغوجية و التربوية للمدرسة الجزائرية . - هل يوجد مسرح شبابي نشط بولايتكم ؟ ^ طبعا هناك شباب يحاول دوما و يقدم أنشطة مسرحية نشجعها و نستبشر بها خيرا ولكن مشكل القاعات يطرح نفسه في كل مناسبة لهذا أمل هؤلاء الشباب في بناء هيكل ولايتهم»البيض « التسمية بقدر ما يهم الهيكل في حد ذاته، فمثلا في جمعيتي هناك شباب ذكور و إناث خريجي الجامعة في تخصص الفنون الدرامية خاصة و الفنون السينمائية ونحاول أن نمد لهم يد المساعدة خاصة قبل التوظيف و الجمعية بكل امكانياتها المادية خاصة والمعنوية تحت تصرفهم وحتى قانونها الأساسي جاء ليحميهم هم بالذات ويعطيهم الحق في تقلد المسؤوليات فيها . - حدثنا عن مشاركاتك وتكريماتك ؟ ^ بتوفيق من الله حققت سنة 2015 المرتبة ألأولى وطنيا في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي بمستغانم بمسرحية مدينة النور وفي 2016 المرتبة الثالثة بأوبيرات أرض الأحرار في مهرجان الأوبيريت ببرج بوعريريج و سنة 2018 المرتبة الثالثة بمهرجان مستغانم مع متوسطة أخرى بمسرحية المحاكمة كلها من نصوصي وإخراجي والسنوغرافي النصوص مع اختلاف في توفير الوسائل و الامكانيات من مؤسسة لأخرى..فكلما توفرت الامكانيات كانت نتائج مشرفة . - ماذا عن مشاريعك وأعمالك ؟ ^ عندما أسسنا جمعيتنا جاء قانونها الداخلي ليجبر الرئيس على تقديم مشروع طويل المدى و بعد أن اقحمت اقحاما في منصب الرئيس كان لابد أن احترم ذلك ومن أجل التربع على عرش المسرح المدرسي في الجزائر جاء مشروعي الذي رسمت فيه استراتيجية لذلك، تنقسم الى مراحل ..المرحلة الأولى تأليف دليل للمؤطر في المسرح المدرسي يسهل على كل مشرف ومؤطر عملية التأطير من خلال تجربتي الطويلة طبعا والمرحلة الثانية اجراء تربص تحت سقف مديرية التربية لولاية البيض بتأهيل كل عام 200 مؤطر و مشرف والمرحلة الثالثة كل مشرف يقوم بتأطير 10 تلاميذ في المؤسسة التي ينتمي اليها و بالتالي كل عام سنقوم بتكوين 2000 تلميذ خلال أربع سنوات أن شاء الله سنحقق 8000 تلميذ مكون ومؤطر في فن المسرح المدرسي و ستكون لدينا 800 فرقة مسرحية في الأطوار الثلاثة و كل عام نفتح باب المنافسة بين المؤسسات التربوية وغزارة العروض حتما سنصل بها الى النوعية التي نحقق بها هدف التربع على عرش المسرح المدرسي . - ماذا قدمتك او ما أهمية «مؤلفك « دليل المؤطر في المسرح المدرسي « يعتبر عملا مهما في صقل المواهب وتربية النشء بالمدارس؟ ^ أما بخصوص الدليل فهو يحمل تعريفات واضحة و دقيقة للنشاط الثقافي المدرسي و المسرح المدرسي خصوصا وكيف نمارسه مع التلميذ والمراد من هذه الممارسة و متابعة عملية تنمية التلميذ تنمية شاملة و مراقبتها وفق برنامج يختلف باختلاف الفئة العمرية بالإضافة للتدريبات والتمرينات التي يعمل عليها المؤطر لتطوير مستوى التلميذ جسديا و حسيّا و ذهني . - كلمة أخيرة ^ أتمنى أن أجد اذانا صاغية و أيادي ممدودة لتحقيق هدف هذا المشروع الطموح وأشكركم سيدي الفاضل الشكر الجزيل على استضافتكم الطيبة لي وأتمنى أن تجمعنا مشاريع اخرى و بارك الله فيكم و في جريدتكم المحترمة العريقة التي لها دور هام في التنوير الراي العام .