تفصلنا أيام قليلة عن حلول شهر الصيام الذي يدخل علينا هذا العام و قد سجلت الجزائر تحسنا واستقرارا ملحوظين في الوضعية الصحية ،مما للسلطات الصحية بتخفيف إجراءات الحجر الصحي الجزئي بما في ذلك رفع هذا الحجر عن عدد من الولايات لتبقى تسع -9- ولايات فقط معنية بهذا الإجراء الوقائي ،كما تم تقليص عدد ساعات الحجر و أهم من ذلك لقد سمح للمواطنين بأداء صلاة التراويح لكن وفق التقيد واحترام البروتوكول الصحي و هكذا فإننا لا نخفي تفاؤلنا الكبير بمثل هذا القرار الذي سيعيد لشهر رمضان أجواءه الروحانية الخاصة و من هنا تبرز أهمية بل ضرورة الانضباط وأخذ الحذر بإتباع ما أعلنت عنه اللجنة الوزارية للفتوى و تبنته كخطوات أساسية ومنها فتح المساجد المعنية بأداء صلاة الجمعة والصلوات الخمس أمام المصلين لتأدية صلاة التراويح 'حيث ستفتح هذه المساجد 15 دقيقة قبل أذان صلاة العشاء لتغلق بعد أداء التراويح ب15 دقيقة ،و تؤدى صلاة العشاء بعد الأذان مباشرة ،أما صلاة التراويح فإنها لا تتجاوز 30 دقيقة أي نصف ساعة و تكون مخففة بقراءة حزب واحد من القرآن الكريم ،و كل هذا مع احترام التباعد الجسدي ،و يذكر هنا أنه يمنع أداء صلاة التراويح في الطرق المجاورة للمساجد للمحافظة على النظام العام مع أنه يمكن استخدام مرافق وساحات المساجد لاستيعاب عدد المصلين ،وفضلا عن هذا وحفاظا على الصحة فإن المساجد لا تفتح إلا لأداء الصلوات الخمس و الجمعة والتراويح مع تعليق كل نشاطات المساجد الأخرى من درس الجمعة و الحلقات التعليمية و غيرها ،و من أجل المزيد من إجراءات الوقاية يستمر قرار إغلاق أماكن الوضوء والمكتبات مع فتح الأجنحة الخاصة بالنساء لاستقبالهن حيث تستثنى منهن النساء الحوامل و المرضعات مع منع اصطحاب الأطفال إلى المساجد،و يمنع على الأشخاص كبار السن و كذا الأطفال و المرضى من أداء صلاة التراويح في المساجد مكتفين بأدائها في بيوتهم ،و ترافق كل هذه القرارات إجراءات الوقاية من تفشي كوفيد 19 المعهودة والضرورية حتى لا يحرم المواطنون من أجر وفضائل صلاة التراويح بعد أن اشتاق المصلون إلى الصلاة في بيوت الله فحمدا لله على هذا التقدم الذي سجلته الجزائر في مجال مكافحة جائحة كورونا خاصة قرار السماح بأداء صلاة التراويح الذي يتزامن مع استقبال بلادنا لدفعة جديدة من اللقاح المضاد لكورونا المرتقب اليوم السبت و تلك مؤشرات جد مطمئنة للوضع الصحي و جائحة كورونا في الجزائر لتعود إلينا بعض نفحات شهر الصيام الزكية بالصلاة في المساجد و الدعاء بأن يرفع الله عنا البلاء ووباء .