من السيناريوهات المتفائلة , أن العالم بعد كورونا يعد بمستقبل أفضل , نتيجة روح التضامن الإنساني التي ظهرت في معظم دول العالم و منها الجزائر ,و التي تعبر عن تكافل إنساني تلقائي من شأنه رفع التحديات التي فرضتها الأوضاع الصحية و الإنسانية و الاقتصادية و الاجتماعية , الناجمة عن الجائحة العالمية الأكبر لهذا القرن . و هو السيناريو الأنسب لبلادنا , التي عرفت كيف تواجه الوضع الوبائي بالتدابير الاستباقية المناسبة و بالتضامن الشعبي بين مختلف فئات الشعب و مع ضحايا الفيروس القاتل ومع الذين يواجهونه في الصفوف الأمامية لهذه المعركة, بالإضافة إلى الحفاظ على علاقات التعاون الوثيق مع الدول الصديقة التي استطاعت ترجيح الكفة لصالحها في معركتها ضد كورونا , فحسن اختيار الحلفاء في المعارك الحاسمة يمثل نصف الانتصار. و في تقديرنا أن الجزائر قد أصابت في هذا الاختيار, الذي ينبغي دعمه,بكل إجراء يبقي الوضع الوبائي تحت السيطرة. و هو الهدف المنشود من الاجتماع الذي ترأسه السبت السيد رئيس الجمهورية, و جمع أعضاء اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا, بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, وزير الصحة, وزير الصناعة الصيدلانية, وزير الاتصال, قائد الدرك الوطني والمدير العام للأمن الوطني. حيث بعد تقييم ودراسة الحالة الوبائية ,تقرر إعادة تفعيل الإجراءات الوقائية المتخذة, منذ بداية تفشي الوباء, بكل صرامة, كارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتعميم استعمال المعقمات, إضافة إلى تسريع وتيرة التلقيح, لأنها تبقى الحل الوحيد للقضاء على هذا الوباء, مع الاستغلال الأمثل لعدد الأسرة المخصصة لمرضي كوفيد-19 ورفع طاقة استيعابها الحالية من 07% إلى 15% خاصة في المدن الكبرى كالجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة» و لأن الوقاية تبقى أحسن من العلاج , فإنها الطريق الأسلم بل الأوحد في الوقت الراهن في غياب العلاج الناجع للفيروس القاتل , و زيادة على الإجراءت الوقائية المتخذة منذ بداية انتشار الوباء , جاء التلقيح بجميع أصنافه , لمنح الوقاية نجاعة أكبر و من هنا جاءت دعوة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، الموجهة لمدراء الصحة لولايات الوطن الأسبوع الماضي, إلى الرفع من وتيرة تلقيح المواطنين من أجل بلوغ الهدف الذي سطرته السلطات العمومية والمتمثل في نسبة 70 بالمائة , أي تلقيح حوالي 31 مليون نسمة , بينما لا يتجاوز عدد الأشخاص الذين استفادوا من التلقيح عبر الوطن مليونين و نصف مليون , و هي حصيلة ضعيفة بكل المقاييس , مما يوجب دعم هذه الجبهة في المعركة الوقائية , من حيث تشجيع المواطنين على التلقيح , و مضاعفة الفرق العاملة في هذا المجال , و توفير العدد الكافي من جرعات اللقاح , فضلا عن تكثيف حملات الشرح و التوعية حول فعالية اللقاحات المستعملة , لإزالة كل الشكوك التي نسجتها مواقع التواصل الاجتماعي ,حول تركيبتها , و حول مضاعفاتها المحتملة , فإبقاء الوضع الوبائي تحت السيطرة, يتطلب وضوح الرؤية لدي جميع الأطراف.