نشأته وسط عائلة فنية ساعدته في أن تكون له أذن موسيقية مكنته من تطوير موهبته المزدوجة التي أبدع و تفوق فيها ، من خلال عزفه الممتاز على آلة الكمان و إتقانه لآداء الأغنية الأندلسية بإجماع الفنانين الذين عرفوه و عملوا معه، لكن هذا كله لم يمنعه من مواصلة دراسته و التفوق فيها، و الحصول على شهادة مهندس إلكترونيات من جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران.. إنه الفنان الموهوب "زكي بن مراح " الذي أجرت معه جريدة الجمهورية الحوار التالي: - الجمهورية : من هو الفنان زكي بن مراح ؟ ^ زكي بن مراح: أنا ابن الموسيقار محمد فؤاد بن مراح رئيس جمعية "المنصورةبوهران" من مواليد نوفمبر 1985 بوهران، عازف على آلة الكمان و مغني . - كيف كانت بداياتك مع المجال الفني ؟ ^ كما سبق و أشرت، وُلدت وترعرعت داخل عائلة فنية، بحكم أن والدي كان قائد أوركسترا ومؤسس جمعية المنصورةبوهران، وعمي رحمة الله عليه كان مغني أعراس مشهور خلال فترة التسعينيات بولاية وهران، هذا كله ساعدني على اكتساب أذن موسيقية، وجعلني أتقرب أكثر من المجال الفني، ونمىّ لدي أكثر موهبة العزف على الآلات الموسيقية و الغناء، حيث أنني و بعمر الخامسة انخرطت بالجمعية وبدأت بالعزف على آلة " الموندولين "، ثم تدرجت بالعزف على الآلات التي أصبحت أتقن العزف عليها كلها تقريبا ، بعدها انتقلت إلى الأقسام العليا التي كانت تمثل الجمعية بالمحافل الوطنية ،لأقرر بعدها دخول عالم الاحتراف ، و كان ذلك سنة 2005 ، حيث أصبحت أقوم بتنشيط حفلات الأعراس بمفردي بعد أن ترك لي والدي الساحة. - لم اخترت آلة بالذات ؟ ^ في الحقيقة أنني ومنذ الصغر مولع بآلة الكمان التي أعشقها ،وتدرجي في العزف على باقي الآلات الموسيقية لم يكن إلا وسيلة قصد الوصول إلى الكمان الذي يعتبر الأصعب بين كل الآلات، إذ بإمكان عازف الكمان العزف بكل أريحية على باقي الآلات الموسيقية. - من هو قدوتك في المجال الفني ؟ ^ قدوتي في العزف هو والدي، و في الغناء عمي المرحوم جمال بن مراح الذي أحاول قدر الإمكان تحقيق جزء من نجاحه و الحلم الذي كان يسعى لتحقيقه.. - ما هو نوع الغناء الذي يؤديه زكي بن مراح ؟ ^ خلال انضمامي لجمعية " المنصورة "، كنت أؤدي الطابع الأندلسي وبعد الاحتراف، أصبحت أنشط رفقة الفرقة وأقوم بتنشيط حفلات الأعراس من خلال آداء الحوزي والأغاني الشعبية الجزائرية خاصة بالأعراس.. - هل شاركت في مهرجانات ؟ ^ أكيد، كانت لنا فرصة المشاركة في عدد من الحفلات والمهرجانات داخل وخارج الوطن ، حيث شاركنا في مهرجان الغناء الأندلسي و الحوزي بقسنطينة ،تلمسان،العاصمة،البليدة، وغيرها من ولايات الوطن، أما خارج الوطن فقد نشطت رفقة الفرقة حفلا وطنيا بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة المظفرة ، وكان ذلك بفرنسا وعدد من محافظاتها.. - هل فكرت في إصدار أغاني خاصة بك ؟ ^ في الواقع، إصدار أغاني خاصة بي هو مشروع أعمل عليه حاليا، لكن هذا لا يعني أن أتوقف عن إعادة آداء النوبات الحوزية والأندلسية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من تراثنا الفني الغني، فنحن الفنانين نعمل على المحافظة عليه من خلال الترويج له وتعريف العالم أجمع به. - كيف ترى واقع الفنان بالجزائر؟ ^ لا يمكننا إخفاء الواقع المرير الذي يعيشه الفنان بالجزائر باعتبار أن الفن لم يعد يمكن الاعتماد عليه كمصدر رزق رئيسي، وأنا هنا أتحدث عن الفنان الحقيقي ، وليس أشباه الفنانين، وزيادة على المشاكل التي يعاني منها الفنانون، جاءت أزمة كورونا لتزيد الطين بلة ، لاسيما بعد أن تم تجميد كل الأعمال الفنية والثقافية والمهرجانات، وهو ما أدخل بعض الفنانين في بطالة تسببت في إفلاسهم، خاصة وأن مديرية الثقافة لولاية وهران لم تمنح الفنانين سوى مبلغ 30 ألف دينار مع بداية الأزمة. - كيف يقضي زكي بن مراح يومياته في ظل أزمة كورونا؟ ^ أنا كغيري من المواطنين أتوجه صباحا لعملي مع حرصي الشديد على ضرورة الالتزام بقواعد البروتوكول الوقائي من خلال ارتداء الكمامة و استعمال المعقم و احترام التباعد الجسدي ،و في نهاية اليوم أقضي وقتي رفقة عائلتي الصغيرة وأتجنب الخروج باستمرار. - كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟ ^ في الواقع، أنا أتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بكل تحفظ ولا أكثر في التعامل بها ، لأني أفضل استثمار وقت فراغي مع الزوجة و الأولاد كما سبق وذكرت ،ولا أدخل الفضاء الأزرق إلا للحاجة. - كلمة أخيرة ؟ ^ الشعب الجزائري يستحق الكثير من الكلام الجميل لذلك و بالعودة إلى الأحداث الصعبة الأخيرة التي عاشتها الجزائر و الصور الرائعة التي رسمها الجزائريون شعبا و حكومة من خلال مظاهر التضامن و التلاحم التي أظهرت أننا شعبا فريدا من نوعه، أقول للشعب الجزائري دمنا موحدين متحدين و دامت لنا جزائرنا الحبيبة، .. و نصيحة أوجهها للمواطنين حافظوا على سلامتكم من خلال الالتزام بقواعد البروتوكول الوقائي و الحجر الصحي ، وفيروس كورونا ما هو إلا أزمة وستزول بإذن الله.