لم تعد العطلة لدى الجزائريين في السنوات الأخيرة فرصة للراحة والاستجمام بعد سنة من العمل المضني والروتيني، وذلك في ظل غياب الحسّ المدني والسلوكات المشينة و اللاأخلاقية و الفوضى العارمة التي تميّز أماكن الترفيه والتنزه من شواطئ وغابات وحدائق عمومية.. عبارات يندى لها الجبين تصمّ الآذان،و تصرفات وسلوكات غريبة ومشينة، تنغص عليك فرحة الخروج للترفيه رفقة العائلة، وحتى مع الأصدقاء. ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل نجد أيضا الانعدام التام للنظافة وغيرها من الأمور التي تجعلك تتراجع عن برمجة أي رحلة نحو الشاطئ أو الغابة، بل تحسب لها ألف حساب تفاديا -لحرقة الدم لتكرر بعض المناظر التي لا تمت بصلة لتعاليم ديننا الحنيف، ولا لتقاليد مجتمعنا المحافظ،لكنها باتت للأسف تميز هذه الأماكن التي من المفروض أنها مخصصة للتنزه والترفيه، كيف لا وأنت و بمجرد أن تطأ قدماك أي شاطئ من شواطئ وهران على غرار باقي الولايات الساحلية، إلا وتقع عيناك على مشاهد لا أخلاقية و تصرفات -كسرت- الحياء و –الحشمة – ، وإذا حاولت أن تولي وجهك نحو الجهة المقابلة فستكون لثوان معدودات فقط حيث ستصدمك أكوام الزبالة -أكرمكم الله والروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات الأكل التي يتركها المصطاف وراءه. وإذا فكرت في الهرب إلى البحر للاستمتاع بمياهه هربا من هذه المشاهد المقززة، فإن فرحتك بالانتعاش لن تدوم طويلا لأن أصحاب الألعاب المائية –بيدالو- و«جاتسكي» يفسدون عليك لحظات السباحة، بل قد يعرّضون حياتك للخطر أمام تهوّر الكثير منهم، ممن يتباهون ويتفاخرون بهذه المركبات، خارج مسارها المحددة بهدف لفت الانتباه ومعاكسة الفتيات، دون أدنى مراعاة لراحة المصطافين وحياتهم. فكثيرا ما تطالعنا الصحف خلال موسم الاصطياف بحوادث مميتة سببها «جاتسكي» كما حدث منذ يومين بشاطئ صابلات ببلدية مزغران ولاية مستغانم،أين أدى تصادم مركبتين مائيتين –جاتسكي- إلى مقتل شاب وجرح آخرين انتشل غطاسو الحماية المدنية جثة الضحية، في مشهد أثار شفقة وهلع المصطافين، خاصة وأنّ الحادث وقع على بعد 50 مترا فقط من الشاطئ، ولنا أن نتصوّر حجم المأساة لو كان المكان مكتظا بالمصطافين، خاصة الأطفال . للأسف الشديد باتت هذه الظواهر المشينة أكثر تناميا في أماكن الراحة والتنزه، ولذلك بات من الواجب ردع المخالفين لاجتثاث داء اللاأخلاق الدخيل على مجتمعنا.