سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«البرامج الانتخابية خالية من المفاهيم الأساسية التي تسيّر الشأن المحلي» الدكتور عبد القادر يوبي (مختص في القانون الدستوري بجامعة سيدي بلعباس) ل «الجمهورية » :
تدخل الحملة الانتخابية لمحليات 27 نوفمبر 2021 أسبوعها الثالث و التي أجمع الملاحظون للشأن السياسي أنها لم تحقق الوتيرة المطلوبة بحيث لم يتمكن المترشحون من فرض وجودهم في الساحة ، وسط عزوف الناخبين الذين أظهروا عدم اهتمامهم بالحملة لظروف كلّ منهم ، رغم كونها الأقرب إلى مصالحهم ، إذ يتعلّق الأمر بتجديد المجالس المحلية البلدية و الولائية المرتبطة مباشرة بالشأن الخاص بالمواطن و المجموعة الوطنية .و أوعز المراقبون سبب ذلك لإكراه الظرف الاجتماعي الذي يعيشه المواطن في ظل تدني القدرة الشرائية ، فضلا عن التحذير المعلن من موجة رابعة لوباء كورونا و الذي يعد أيضا أحد أسباب الفتور الشعبي الذي ميز الأسبوعين الأولين للحملة الانتخابية التي تقترب من طي صفحاتها فاسحة المجال للصمت الانتخابي . و من أجل التفصيل أكثر في أجواء الحملةالانتخابية أجرينا الحوار التالي مع الدكتور عبد القادر يوبي مختص في القانون الدستوري بجامعة جيلالي اليابس ، بلعباس * كيف تعلقون على الأجواء التي جرت فيها الحملة الانتخابية للمحليات ؟ - الحملة الانتخابية الخاصة بالمحليات تجري في ظروف عادية وحسنة دون تسجيل تجاوزات مثلما حصل في التشريعيات، حيث يتم التقيد بضوابط القانون الانتخابي من طرف المترشحين مما جعل منها حملة تتوفر على شروط التنظيم القانوني. * مقارنة بالانتخابات التشريعية في ما أصابت هذه الحملة و في ما أخفقت ؟ بمعني ما هي سلبياتها و إيجابيات ؟ - مقارنة بالانتخابات التشريعية الحملة الانتخابية الخاصة بمحليات 27 نوفمبر لم تكن بنفس الحماس والمنافسة، وذلك نظرا لتشابه البرامج الانتخابية للمترشحين ، هذا بالإضافة إلى أنها جاءت خالية من المفاهيم الأساسية التي يعتمد عليها في تسيير الشؤون المحلية ، المتمثلة في التسيير الجواري المنصوص عليه في المادة 11 من قانون البلدية ومبدأ الديمقراطية التشاركية الذي تبناه دستور 2020. * هل تعتقدون بأن المترشحين استطاعوا توصيل الرسالة للجمهور الناخب ؟ كيف ؟ - من وجهة نظري يمكن القول أن البعض استطاع إيصال الرسالة للجمهور الناخب بأن المحليات وعلى وجه الخصوص البلدية سوف تضطلع بصلاحيات جديدة في قانون البلدية المرتقب وتكون فعلا القاعدة الأساسية للدولة التي تمارس فيها المواطنة حسب ما تصبو إليه المادة 2 من قانون البلدية و هذا بهدف التكفل بالتنمية المحلية بمختلف صورها وفقا لما يتطلع إليه المواطن في بلديته. * ألا ترون أن هذه الانتخابات قد تراجع فيها عدد النساء مقارنة بالتشريعيات ؟ لماذا ؟ هل كان لإلغاء مبدأ المحاصصة دور في ذلك ؟ - نعم مقارنة بالانتخابات التشريعية تم تسجيل تراجع في عدد النساء في قوائم الترشح للانتخابات المحلية وهذا لا يرجع فقط لإلغاء مبدأ المحاصصة وإنما المحليات وعلى وجه الخصوص البلدية لا تستهوي النساء ، هذا بالإضافة إلى أن اغلب بلديات الجزائر لازالت اجتماعيا تفضل الطابع الذكوري في تسيير الشؤون المحلية. * كثيرون من توجهوا خلال الحملة إلى الفضاء الافتراضي فهل أدى هذا الفضاء دورا في التقريب بين المرشح و الناخب أم كان سببا في التباعد بين الطرفين ؟ - حقيقة هناك من المترشحين من توجهوا في حملتهم الانتخابية إلى الفضاء الافتراضي ولكن هذا الأسلوب لوحده غير كاف فلابد من الاتصال المباشر مع الناخب و إقناعه بالمسؤولية الواقعة عليه في بناء مؤسسات الدولة على أساس انه مصدر كل السلطات وفقا لما نص عليه الدستور. * هل ألقت كورونا بظلالها على أجواء الحملة ؟ فقد كانت القاعات فارغة و تحجج المرشحون بالداء، فهل كان العيب في كورونا أم في عدم القدرة على الاستقطاب ؟ - بخصوص تأثير فيروس كورونا على الحملة الانتخابية لم يكن هو السبب الوحيد والمباشر على عدم امتلاء القاعات بالمواطنين خلال الحملة الانتخابية ، فالسبب يكمن في نظري في غياب تأثير الفعل السياسي في المجتمع الجزائري، فقد تعود المواطن على أنه فعل ظرفي مرتبط في غالب الأحيان بالمواعيد الانتخابية ، الغاية منها تحقيق مصالح خاصة ضيقة على حساب مصلحة المواطن والوطن * ماذا يلزم ليصبح الخطاب الانتخابي مهما ؟ - بخصوص الاقتراحات التي يمكن إبداؤها لإعطاء فعالية للخطاب ألانتخابي : (أولا) يجب أن يكون واقعيا ومبتعدا عن الشعارات الشعبوية ، ثانيا أن يكون صاحب الخطاب ذا كاريزما وشخصية قوية تتمتع بالكفاءة العالية والخبرة المطلوبة وذا أخلاق عالية وأن يظهر قدرته في تحمل مسؤوليته تجاه المواطن وذلك باتخاذ القرارات التي تخدم المواطن والوطن معتمدا كثيرا على مبدأ التسيير الجواري .