يعتبر الشاعر " شاحطو بغداد " من الشخصيات المتميزة، ثقافة وتواضعا بين ساكنة مدينته الأبيض سيدي الشيخ ، احتل مكانة بارزة بين شعراء جيله ، خاصة بعد أن أُحيل على التقاعد منذ أشهر قلائل ، فما إن تقاعد حتى بادر إلى إصدار ديوانه الشعري " البوح الخافت " ، الذي قدم فيه عبر 115 صفحة أجمل ما جادت به قريحته من أشعار وطنية واجتماعية ، ومن أجل التعرف عليه أكثر وعلى مسيرته الإبداعية تواصلنا معه و أجرينا الحوار التالي : * من هو شاحطو بغداد ؟ - أنا من مواليد 1970 بالأبيض سيدي الشيخ ،زوالت دراستي الابتدائية بمدرسة "ابن خلدون "ومتوسطة الشهيد "ساوس " ثم المتوسطة الجديدة ، وبعدها بثانوية الشيخ بوعمامة ، تحصلت على شهادة البكالوريا عام 1989 رياضيات، والتحقت مباشرة في نفس السنة بالجيش الوطني الشعبي بالمدرسة العليا للطيران بطافراوي ،وكنت ضمن المجموعة التي تم اختيارها لمزاولة دراستها بجامعة "سعد دحلب" بالبليدة معهد علوم الطيران، وبعد تخرجي التحقت لنيل شرف العمل في صفوف الجيش الوطني الشعبي كإطار من إطاراته، وبعد تقاعدي قررت مواصلة مهمتي خارج الصفوف لأنافح عن الأمة بقلمي وكلماتي، وأسهم قدر المستطاع في تحقيق ما كان بوحا خافتا. * كيف كانت بداياتك مع الشعر ؟ - كانت البداية من الثانوية، بمحاولات شعرية شجعتني والدتي بارك الله في عمرها على كتابتها، حيث نظمت أول قصيدة ألقيتها في احتفال أقيم بالثانوية آنذاك، لكنها ضاعت مني للأسف، وفي تلك الفترة أي أواخر الثمانينات شهدت الساحة انفتاحا على كل الأصعدة ، من بينها الانفتاح على الأدب والشعر، ورغم أني كنت في قسم الرياضيات، إلا أنني كنت أتابع بشغف برنامج "كاتب وكتاب "، "ملتقى الفكر الإسلامي"، حبر وأوراق"، وهي حصص كانت تُعرض على القناة الوطنية قبل التعدد الإعلامي وغزو الفضائيات للساحة، وكان مقرر مادة الأدب العربي بالمرحلة الثانوية وكذا بالمتوسط غني وثري من حيث المواضيع المُدرجة، وكان لبلاغة أستاذيّ "محمد عبد الكريم" و«مرسلي بحوص" الأثر البالغ عليّ وأنا تلميذ لديهما، كما لا أنسى أستاذي " لحسن زيحوف" الذي شجعني على خوض غمار الشعر، فلهم جميعا جميل الشكر والعرفان ،لم تكن الحالة الاجتماعية تسعفنا لاقتناء الكتب، لكن النادي الثقافي بالأبيض سيدي الشيخ " محمد عدناني" منحنا فرصة الاطلاع على مؤلفات جديرة بالقراءة.. * لمن تقرأ من الشعراء وبمن تأثرت ؟ - كنت شديد التأثر بشاعر الثورة مفدي زكريا ، وبالياقوتة سيدي الشيخ ،... الشعر في نظري تعبير عن أمل وألم وقضية، فالشاعر إذا لم تلامس أشعاره أحاسيس و آلام الناس ، ولم تعبر عن آمالهم وأحلامهم، تاهت في زحمة الأدب وأروقة الشعر الكثيرة، لكل مقطوعة في ديواني قصة جرح نزف أو جرح لا زال ينزف فلسطين. * ماذا عن مشاركاتك الشعرية ؟ - كانت لي أول مشاركة بعد أن أُحلت على التقاعد ، وذلك منذ أشهر حيث قدمت قراءة لمؤلفي "البوح الخافت "بالمكتبة العمومية الرئيسية للمطالعة ، بحضور ثلة من المثقفين والكتاب، ومنحني هذا اللقاء فرصة للاحتكاك والتعرف على عدة مواهب وشعراء ومثقفي المنطقة، وهي انطلاقة جادة لمواصلة مسيرتي الشعرية ، وأنا مستعد للمشاركة في كل التظاهرات التي ستقام بوطني، وأكيد سأدعم المشهد الثقافي من خلال مشاركات أخرى مستقبلا * ما هو النوع الشعري الذي تخصصت فيه ؟ - الحقيقة لم ألتزم بنوع خاص في الشعر، فقد تركت يراعي يعبر كيفما شاء ، وكنت أميل إلى الشعر المُرسل الذي يشبه نوعا ما الخاطرة، لأنني أراها المرآة التي تعكس بصدق الأحاسيس فتأتي الأشعار سلسة دون غلو أو تكلف. * حدثنا عن إصدارك "البوح الخافت" ، وما سبب اختيارك لهذا العنوان ؟ - «البوح الخافت" يشبه حديث الروح ، فهو نتاج سنين من الكتابة رغم ظروف الوظيفة والأيام الصعبة التي مرت بها البلد وعايشنا كل تفاصيلها المؤلمة، فكان البوح لدفتري أمثل خيار ليخرج للعيان في الإصدار الذي رأيتموه، كما أن قرار نشر "البوح الخافت" اتخذته برفقة أخي "محمد يزيد بوتقجيرات" الذي توفي للأسف بسبب كورونا، لقد كان الراحل سندي في تحضير الكتاب ونسخه على الحاسوب رحمه الله. هذه التجربة كانت صعبة نوعا ما، ليس من ناحية كتابة الشعر، ولكن من ناحية اختيار القصائد المناسبة التي تحتوي على مواضيع راقت لكل من قرأها لما كان البوح خافتا،.. ازداد إصراري على نشر الكتاب بعدما سلمني أستاذي محمد حسين السيد الشيخ تقديما لديواني بعد طلب مني، وهو الضليع في اللغة العربية وآدابها ، كان بمثابة التزكية لي في هذا الميدان ، فله جميل الاحترام والتقدير . * ماذا عن مشاريعك المستقبلية ؟ - هناك محاولات قصصية كانت حبيسة الأدراج ، اخترت لها عنوان " في ظلال الذاكرة" ، وهي عبارة عن قصص وخواطر جالت في خلدي، فضلا عن حكايات الآباء والأجداد عن الثورة المجيدة.