- عائلات المرضى تستغيث وتناشد الوالي @ الموجة الرابعة تقتحم مستشفياتنا في غياب أجهزة طبية بسيطة ماذا يجري بالمؤسسات المتخصصة في علاج مرضى كوفيد؟ أهو فقدان السيطرة على الوضع وعدم القدرة على التكفل بالحالات الحرجة الوافدة؟ أم هو جرس إنذار أخير للسلطات المحلية للتحرك والتدخل وإنقاذ أرواح المواطنين؟ أم أن ملف الإهمال لم يطو بعد؟ هي أسئلة تتطلب توضيحات وتفاصيل دقيقية من مديرية الصحة عما يحدث بمؤسساتنا الاستشفائية في هذا الوضع بالذات، وما ينبغي فرضه من تدابير استعجالية ومتابعة دورية لتفادي الأسوإ في عز الأزمة الصحية، والسؤال نفسه يتفرع إلى أكثر من استفهام ويحمل بين طياته آهات لأم فقدت ابنتها وزوج سرق منه الموت شريكة حياته وأطفال حُرموا من والدتهم وتجرّعوا مرارة اليُتم في سن مبكر، في غفلة من المسؤول وبسبب عدم توفر عتاد ما. مفارقات عديدة نُسجلها يوميا بين ما يعيشه المريض وعائلته بمصالح كوفيد والتقارير التي تقدمها باستمرار الجهة الوصية، واختلاف واضح بين نقائص المؤسسات الاستشفائية، وما تكشف عنه مديرية الصحة من أرقام وبرامج متابعة لوسائل الإعلام، رغم الحقيقة التي تقف عليها هذه الأخيرة في كل مرة تزور فيها هذه الهياكل. كيف يمكن إخفاء هذه التفاصيل ومستشفيات كوفيد لم تتدعم بعد بمولدات الأوكسجين لحد الآن، وحتى وإن توفرت فلم يتم بعد تركيبها؟ وكيف يمكن أن نُدير ظهرنا ونهتم بملفات أخرى أقل بكثير مما يعانيه المصاب من نقص التجهيز وهو على فراش المرض، وكيف يمكن أن نستهين بالوضع وحياة المصابين في خطر بل مهددة بالموت، كل هذه الأسئلة نوجّهها نحن إلى المسؤول الأول عن الولاية، مرفوقة بنداء استغاثة من المرضى وعائلاتهم الذين يستنجدون يوميا به وننتظر منه الإجابة والتدخل الاستعجالي، والأكثر من ذلك التنقل إلى مؤسساتنا الاستشفائية، لأن لا أحد اليوم في منأى عن الخطر ولن تسلم الجرة في حتما المرات القادمة. تتوالى الصدمات وتتعدّد المفاجآت ويتأكد لنا يوما بعد يوم أن الوضع يزداد سوء والأزمة الصحية تزداد تعقيدا، وما كشفت عنه في المرات السابقة مديرية الصحة فيما يخص استعدادها للموجة الرابعة بعيد كل البعد عن واقع حال مؤسساتنا وما يواجهه الطاقم الطبي وعائلات المرضى من مشاكل بين العدوى وبين تأخر الإمدادات. وينبغي اليوم ونحن نواجه فاجعة أخرى ألمت بزميلنا قلوش رضوان صحفي بجريدة المساء بعد فقدانه زوجته أول أمس الخميس متأثرة بفيروس كورونا أن ننبّه السلطات المحلية بخطورة الوضع وجدية الآمر لوقف النزيف والوقوف بحزم وتوفير الرعاية اللازمة للمريض. كنا نظن أن هذه المرة وانطلاقا من تصريحات مديرية الصحة أننا مستعدون للمواجهة بتوفير المعدات والتجهيزات اللازمة لتفادي كارثة الموجة الرابعة وكنا نظن أننا تجاوزنا الأوقات الصعبة التي عاشها الجميع خلال الأشهر الفارطة، بعد حل إشكالية أزمة الأوكسجين باقتناء مولدات الأوكسجين، حسبما ما أعلنت عنه هذه الأخيرة، إلا أن ما تشير إليه الوضعية الوبائية الحالية وما تؤكده مصادر طبية أن الأجهزة لم يتم تركيبها بعد ببعض الهياكل، ومستشفى النجمة مثال حي على ذلك. بين الموجة الرابعة وبين غياب أجهزة بسيطة بالمستشفى
حينما يصل الأمر بعائلة المصاب إلى توجيه نداء استغاثة إلى المسؤول الأول مطالبة بتدخله بشكل استعجالي لإنقاذ حياة أحد أفرادها المريض، وحينما يقف الزوج عاجزا عن مساعدة شريكة حياته وهي تصارع المرض لغياب تجهيزات بسيطة بمستشفى النجمة، نكون قد وصلنا إلى مفترق الطرق أو إلى حد يكون فيه المريض قريبا من الموت، ما يفرض على ذات المسؤول تنظيم متابعة دورية بعيدا عن الأرقام والتقارير الجوفاء والنزول إلى الميدان، لأن التدهور الصحي الذي تشهده مؤسسة النجمة كبير. مؤسف جدا أن يصل الأمر إلى ما هو عليه اليوم بمستشفى النجمة الذي يسجل يوميا حالات مماثلة لعدم توفر أجهزة «مانومتر» ومؤسف جدا أن يفقد الشخص الأمل ويلجأ إلى الاستغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كحل وحيد لطلب يد المساعدة، وهو ما حدث فعلا لزميلنا رضوان وما عاشه في الأيام الأخيرة ما هو إلا عينة فقط. على عكس ما ضبطته الجهة الوصية وعلى عكس تطمينات هذه الأخيرة، نواجه مرة أخرى موجة رابعة لكورونا لا نعلم درجة خطورتها وشدة قوتها، ولا نعلم إذا كنا سنفقد المزيد من الأحبة، لكن ما هو واضح ومؤكد اليوم حتى وإن كانت الموجة الحالية أقل شدة وخطورة أننا لسنا خارج دائرة الخطر ولا في مأمن إذا استمر الإهمال واللامبالاة. أين الخلل يا ترى؟ معدات بسيطة تكلفتها أقل بكثير من مولدات الأوكسجين يُمكنه أن يساعد المصاب على تجاوز مرحلة الخطر، لكنه مفقود بالمستشفيات، في وقت أكدت فيه التقارير على توفير كل الوسائل المطلوبة، رغم أن الدولة خصّصت ميزانية كبيرة للتكفل بمرضى كوفيد وحل أزمة الأوكسجين وأمرت مديرياتها الولائية في العديد من المرات بالوقوف على مستجدات الأزمة الصحية، على اعتبار أن نقائص الموجات السابقة غير مسموح بها في الموجة الرابعة، بعدما تقرّر تدعيم المؤسسات الاستشفائية المتخصصة بعلاج مرضى كورونا بالوسائل اللازمة. والأكيد أن بين كل هذه المعطيات وبين الحقيقة المرة لواقع مستشفياتنا خلل ينبغي تداركه قبل فوات الأوان، وقبل دخول مرحلة خطيرة أكثر تعقيدا من الموجات السابقة، والتهاون ينبغي أن يتم إنهاؤه في القطاع الصحي بالولاية، لأن الأمر هنا يتعلق بحياة المواطنين. وخلاصة الأمر هنا أن الطريق لا يزال طويلا والفيروس لم يرفع الراية البيضاء بعد، ومازال يحصد ويفتك بضحاياه إلى يومنا هذا، ما يفرض على الجميع اليقظة والصرامة والتقرب من المرضى والتكفل عن قرب باحتياجاتهم، خاصة إذا كان التغيير بيدهم، وقد تكون زيارة مفاجئة من المسؤول الأول حلا لجميع المشاكل المطروحة، لأنها قضية تسيير وليست قضيت تمويل ودعم، ما دام الإهمال يلاحق مصالح كوفيد في الموجة الرابعة.