بحلول السنة الجديدة 2022، تكون اللجنة التنظيمية لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة من 25 جوان إلى 5 جويلية بوهران قد دخلت آخر مرحلة من مهامها، والتي تتمثل في ضبط كل الجوانب التنظيمية قبل الموعد الرسمي للحدث الرياضي الدولي الذي فازت وهران بشرف تنظيمه سنة 2015 بعد منافسة مع مدينة صفاقس التونسية. فبالموازاة مع تقدم أشغال مختلف مشاريع المنشآت الرياضية التي ستحتضن الألعاب المتوسطية لوهران 2022، دخل فريق اللجنة التنظيمية، التي يشرف عليها حاليا الناخب الوطني السابق لكرة اليد السيد محمد عزيز درواز، مرحلة الحسم من خلال لجانها المتخصصة وعددها 12، من بينها لجنة المتطوعين، ولجنة النقل، ولجنة البرمجة والتخطيط، ولجنة المنشآت. ومثلما يلاحظ على الواقع، تسجل وهران منذ النصف الثاني من السنة الفارطة تقدما واضحا في الإستعدادات لاحتضان الطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذلك على عدة مستويات من بينها مشاريع المنشآت الرياضية الجديدة، ومشاريع تهيئة وتجديد المنشآت القديمة، إلى جانب حملات التشجير والتهيئة الخارجية، خاصة على مستوى الطرق المؤدية إلى المركب الأولمبي الجديد. وفي هذا السياق، يجدر التذكير أن آخر تاريخ تم ضبطه لاستلام المركب ككل هو يوم 31 مارس، علما أن هذا الصرح الرياضي الهام يضم ملعبا أولمبيا بسعة 40 ألف متفرج، وملعبا ملحقا خاصًّا بألعاب القوى، ومركزا مائيا به 3 مسابح، وقاعة متعددة الرياضات، إلى جانب مرافق أخرى هامشية. نجاح المنافسات التجريبية كمرحلة أولى ... بشرى سارة لوهران أما في ما يتعلق بإيواء الوفود الرياضية للبلدان المشاركة في طبعة وهران، فقد سجل مشروع القرية المتوسطية هو الآخر قفزة نوعية حيث يرتقب تسليمه في غضون الثلاثي الأول من السنة الجارية، ليدخل هو الآخر مرحلة التجارب، على غرار بقية المنشآت الرياضية التي ستحتضن العديد من المنافسات التجريبية من بينها البطولة الوطنية الشتوية لألعاب القوى المبرمجة يومي 18 و19 مارس بالملعب الأولمبي، والبطولة الأفريقية للجيدو المقررة شهر ماي بمركز الإتفاقيات، والبطولة الوطنية للسباحة المبرمجة شهر ماي بالمركز المائي للمركب الأولمبي، إلى جانب البطولة العربية لكرة اليد للأندية التي ينظمها نادي ترجي أرزيو. مع العلم ان المنافسات التجريبة انطلقت مع بداية العام الجاري بتنظيم البطولة الوطنية للمصارعة المشتركة بقصر الرياضة و احتضان مركز الفروسية سباقات القفز بالحواجز والتي لقيت نجاحا كبيرا النقل ومشاكله ورشة مفتوحة أمام المنظمين والسلطات المحلية بالمقابل، تتواجد اللجنة التنظيمية للألعاب المتوسطية أمام تحديات أخرى من أبرزها موضوع النقل الذي يعتبر واحدا من النقاط السوداء بمدينة وهران، في ظل غياب مخطط نقل واضح بمختلف شوارع المدينة وعدم مواكبة المخطط القديم للتوسع العمراني الجديد، حيث تعيش طرقات وهران ومختلف خطوط النقل اكتظاظا حتى قبل موعد الألعاب، ليبقى التساؤل الحالي هو ما مدى نجاح لجنة النقل بالتنسيق مع السلطات المحلية في ضمان ظروف نقل مريحة سواء لزوار وهران الأجانب الذين يريدون استكشاف المدينة خلال فترة الألعاب، أو حتى بالنسبة لسكان مدينة وهران وأحيائها الشرقية. ويضاف إلى مشكل الإكتظاظ وغياب مخطط نقل يليق بسمعة وهران، مشكل مركبات النقل العمومي التي تتواجد في حالة كارثية لا تشرف لا وهران ولا الجزائر، وتتجسد مظاهر هذه الحالة الكارثية في اهتراء الحافلات وعدم احترام سائقيها لإشارات وقوانين المرور وافتقارها لقابضين مؤهلين، إلى جانب النقص الفادح في بعض الخطوط مقابل تشبع خطوط أخرى ما يخلق اختلالا في التوازن غالبا ما يتسبب في فوضى. أما الورشة الثالثة التي تعتبر من اختصاص السلطات المحلية ولكنها على صلة مباشرة باللجنة التنظيمة من خلال لجنة النقل، فتتمثل في شبكة طرقات مدينة وهران التي، ورغم تجديد بعض نقاطها، إلا أنها لا تزال في غالبيتها مهترئة وتنتظر التجديد على غرار طرقات نهج الألفية وبلقايد وكناستال والسانية والصديقية وغيرها من الأحياء القريبة من المنشآت المحتضنة للألعاب سواء ما تعلق بالمنافسات أو الإيواء. الأولوية للترويج والتّحسيس في الفترة المقبلة أما الورشة الأخرى التي تنتظر اللجنة التنظيمية، والتي شدد عليها وزير الشباب والرياضة السيد عبد الرزاق سبقاق في إحدى زياراته الأخيرة لوهران، فتتمثل في الترويج للألعاب، حيث أكد المسؤول الأول عن القطاع الرياضي في الجزائر أن الجانب الترويجي لألعاب وهران 2022 سيعرف انطلاقة قوية بداية من جانفي الجاري. وفي هذا السياق، تتواجد اللجنة المختصة بهذا الجانب أمام تحد كبير يتمثل في تحسيس المواطنين بأهمية هذا الحدث الرياضي وانعكاساته على مستقبل المدينة، من خلال إشراك المجتمع المدني في احتضان هذه الألعاب سواء بضمان حضور جماهيري غفير أو أيضا بتقديم الوهرانيين لصورة جميلة عن مدينتهم وبلدهم أمام الضيوف الأجانب، كحفاوة الإستقبال والحفاظ على النظافة وتقديم خدمة سياحية في المستوى وغيرها من مظاهر التحضر التي ليست بالغريبة عن سكان وهرانوالجزائريين بصفة عامة. فإلى حد الساعة، لا تزال عملية الترويج للألعاب المتوسطية محتشمة إلى حد بعيد حيث يجهل عدد كبير من سكان وهرانوالجزائر طبيعة الحدث الرياضي الذي ستحتضنه وهران حتى أن البعض يسميها بالألعاب الأولمبية، وذلك رغم أنها يفصلنا عن الألعاب المتوسطية أقل من 6 أشهر وتحديدا 173 يوما. فلا الحافلات ولا الساحات العمومية تحمل لافتات أو ملصقات تروج للألعاب، حيث تبقى تقتصر فقط على بعض النقاط المتباعدة، وفي غالب الأحيان لا يتعدى محتواها شعار الألعاب وتسميتها، دون ذكر تفاصيل أكثر. وعموما، فإن اللجنة التنظيمية للألعاب المتوسطية أمام فرصة جيدة لاستدراك الجوانب المتأخرة وتعزيز الجوانب التي سجلت فيها تقدمها كجانب الإطعام والإيواء، بعدما نجحت في الأسابيع الأخيرة في تجاوز المرحلة الأصعب والمتعلقة بحسم مكان وموعد الألعاب، من خلال إقناع اللجنة الدولية التي كانت قد حلت بوهران مطلع الشهر الفارط وعاينت التحضيرات عن قرب، لترسم بذلك الطبعة ال19 بالمكان والتاريخ المحددين سالفا، ما جعل المنظمين ينتقلون أخيرا إلى المرحلة الأخيرة من الإستعدادات من خلال برمجة المنافسات التجريبية والمنافسات الترويجية، وإعطاء دفع جديد وحقيقي للترويج، ووضع آخر اللمسات على الجوانب الأخرى التي تشرف عليها اللجان المتخصصة ال12 التي تعمل على قدم وساق من أجل هدف واحد وهو إنجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 وتشريف الجزائر.