شدد أخصائيون في طب وجراحة الجلد ومهنيون في ميدان الصحة العمومية ببسكرة على أن أشعة الشمس وان هي رأسمال طبيعي ومفيدة للصحة الا أن التعرض لها "بشكل مفرط و غير مناسب" يتسبب في الإصابة بسرطان الجلد. وأوضح البروفيسور إسماعيل بن قايد علي رئيس مصلحة طب وجراحة الأمراض الجلدية بمستشفى مصطفى باشا (الجزائر العاصمة) ل (واج) على هامش جلسات هذا اليوم العلمي الأول حول" أشعة الشمس وسرطان الجلد" أن أشعة الشمس "لها منافع لا يمكن إغفالها" في نمو النبات وإعطاء الضوء وتزويد الجسم بفيتامين" د " والحماية ضد الروماتيزم "لكن ذلك لا يمنع من لفت الانتباه إلى أن الاستغلال السيئ لهذا الرأسمال الطبيعي تنجم عنه عواقب وخيمة على صحة الإنسان". وأوضح نفس المتحدث أنه ضمن خانة الأخطاء الشائعة في الوسط الاجتماعي تعريض الجسم "طويلا" لأشعة الشمس لتحقيق غاية جمالية متمثلة في تغيير لون البشرة على غرار المشهد المألوف على شاطئ البحر وكذا "لامبالاة" بعض الأولياء في "ترك أطفالهم لفترة طويلة" عرضة لأشعة الشمس. وأكد في هذا الصدد أن هذا السلوك غير السليم الذي ينتهجه بعض أفراد المجتمع لا يؤدي فقط إلى "حرق" السطح الخارجي للبشرة بل "يقود إلى ظهور التهابات وأورام خبيثة" قد تكون "تمهيدا" للإصابة بداء سرطان الجلد. وحول التدابير الوقائية للحيلولة دون التعرض لأخطار سرطان الجلد وضربات الشمس القاتلة شدد هذا الأخصائي على "ضرورة ارتداء ملابس واقية" على الجسم و"عدم ترك الجسم عرضة" لأشعة الشمس المباشرة و"وضع قبعة على الرأس "و"نظارات شمسية" و"تفادي قدر الإمكان المكوث لمدة طويلة" تحت أشعة الشمس. وفي سياق متصل اعتبر من جهته الدكتور محمد علي شيشة (بسكرة) أن العوامل الوقائية المساعدة على تجنب أشعة الشمس للإنسان يمكن القيام بها من خلال "تكثيف التشجير" في الوسط الحضري والريفي على السواء و"استعمال أدوات مضادة" للشمس مشيرا أن سكان الجنوب "لديهم تقاليد في مقاومة" أشعة الشمس يمكن تثمينها على غرار ارتداء لباس فضفاض بلون أبيض كالعباءة أو بذلة زرقاء مثلما هو الحال لدى التوارق. وأفاد متدخلون في أشغال هذا اللقاء أن الشمس بطبيعتها ترسل عدة أشعة ضوئية مسؤولة عن ضربات الشمس وعن جزء من التأثيرات على المدى الطويل على نظام جسم الكائن البشري مثل "نقص المناعة الطبيعية "المؤدية إلى ظهور تجاعيد مبكرة للبشرة و"ازدياد خطر الإصابة بمرض سرطان الجلد". وتم التنبيه من طرف هؤلاء المختصين إلى أن اكتفاء بعض الأشخاص باستعمال المستحضرات الطبية والصيدلانية (الكريمة والمرهم) على أساس أنها مواد كفيلة بالوقاية ضد أشعة الشمس "ليست وسيلة صحيحة" بل تعد بمثابة وقاية خاطئة معتبرين أن أفضل أسلوب للوقاية يتمثل في التعرض التدريجي لأشعة الشمس مع الأخذ في الحسبان عدم الإفراط في البقاء تحت الأشعة. ومن جانبها سجلت مديرة مخابر بيار فابر للأدوية بالجزائر الدكتورة نوال بابا حامد و هي عضو فاعل في تنظيم هذا اللقاء أن الغاية من اختيار ولاية بسكرة بالجنوب الشرقي للبلاد لاحتضان هذه التظاهرة العلمية - الطبية و الإعلامية - التحسيسية تكمن أساسا في تعميم الثقافة الصحية السليمة بالمناطق الداخلية للوطن. وأشارت أن "الأخطار الناجمة عن أشعة الشمس المؤدية للإصابة بداء سرطان الجلد "ليست منحصرة" في المدن الصحراوية ذات درجة حرارة مرتفعة بل يمكن أن تتسبب حالة تعرض الجسم للأشعة بكثافة على شاطئ البحر في موسم الاصطياف إلى حدوث هذا المرض" مضيفة " نريد أن نبعث رسالة جد بسيطة تتلخص في أن أشعة الشمس التي لا نرى بعضها مباشرة قد تكون مضرة بالصحة في حالة التعرض لها طويلا". وفي أعقاب الجلسات العلمية التي أقيمت بقاعة الاجتماعات التابعة للمتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية أدرجت لجنة تنظيم هذا اللقاء زيارات بيداغوجية لفائدة أربع مؤسسات تربوية وتكوينية هي ابتدائية شريف صولي ومتوسطة محمد صالح زراري ومتوسطة الأخوة قروف ومدرسة التكوين شبه الطبي ببسكرة. ويتميز البرنامج المسطر في هذا الجانب بعرض شريط سمعي بصري بعنوان" "الحماية والوقاية من سرطان الجلد" إلى جانب توزيع مطويات على تلاميذ تنصح بأهمية الابتعاد عن أشعة الشمس في الحفاظ على الصحة. وحسب عضو لجنة التنظيم السيد عبد الفتاح مغزي بخوش وهو أيضا صيدلي من ولاية بسكرة فإن التركيز على الوسط التعليمي يهدف الى توعية هذه الشريحة من المجتمع بأخطار أشعة الشمس على صحة الإنسان مع تحفيز هؤلاء التلاميذ على نقل هذه النصائح الوقائية إلى أفراد أسرهم. للإشارة فإن هذا اليوم العلمي في نسخته الأولى حول "أشعة الشمس وسرطان الجلد" نظم بالتعاون بين مخابر بيار فابر للأدوية بالجزائر والمجلس الوطني للصيادلة ومديرية الصحة والسكان لولاية بسكرة.