يرى مدير ملعب الحبيب بوعقل السيد مراد بوحفصي أن الملاعب الجزائرية القديمة تعاني إهمالا كبيرا تسبب في عدم مواكبتها للمعايير الدولية، وبالتالي عدم تأهيلها لمختلف المنافسات الدولية، مثلما هو الحال هذا الموسم مع عدة أندية جزائرية مشاركة في المنافسات القارية. ويقول بوحفصي ل«الجمهورية" بخصوص المشاكل التي تعانيها جل الملاعب الجزائرية: "عيب وعار منتخبنا الوطني لا يملك ملعبا بمواصفات عالمية، فالجميع بمن فيهم المسؤولين عن الرياضة بالبلاد اهتموا بأشياء أخرى وأهملوا الملاعب، فعلى سبيل المثال ملعب بوعقل المتواجد بمدينة وهران لم يستفد من أي تجديد أو تأهيل منذ تشييده عام 1948، وهذا مثال على الإهمال الكبير الذي تعانيه الملاعب الجزائرية التي لم تعد تواكب العصر الحالي وبقيت بالمعايير نفسها لسنوات الثمانينات وحتى الثلاثينات والأربعينات، فملاعب شوبو والكميل وأحمد زبانة وبوعقل تتواجد في أماكن شعبية وملائمة لكن مجملها لم يستفد من التأهيل والتجديد، وعلى سبيل المثال أيضا الملعب الأولمبي الجديد والأموال التي صرفت عليه كانت ستسمح لنا بتشييد 5 ملاعب جديدة تقريبا، ولهذا أتساءل لماذا لا تستغل هذه الأموال في تهيئة الملاعب القديمة وتأهيلها وفق المعايير الدولية بما أن الأغلفة المالية موجودة ؟«. وواصل نفس المتحدث في السياق نفسه: "ملاعب بولوغين و20 أوت بالعاصمة وملعب سطيف أنشأت منذ الفترة الإستعمارية لكننا لم نجتهد لتطويرها وتأهيلها، وبما أنني أشرف على ملعب الحبيب بوعقل، فأؤكد لكم أنه يتوفر على المساحة اللازمة لإقامة عدة أشياء بداخله وجعله يتوافق والمعايير المعمول بها، لكن هذا يحتاج للرجال والأموال". وعن رأيه حول ما ينقص الملاعب الجزائرية لتكون موافقة للمعايير الدولية المعمول بها حاليا، يضيف المسؤول الذي يشرف على ملعب بوعقل منذ عدة سنوات: "الملاعب العصرية اليوم تتطلب توفير حمام الصونا والمرشات الفردية ومرآب للسيارات، وأنا متأكد أنه لا يوجد أي ملعب بالجزائر يتوفر على عيادة صغيرة، في حين يمكن إقامة ذلك بمجرد اتفاق بين وزارتي الرياضة والصحة، وبالمناسبة الحادث المأساوي الذي حدث بملعب بوعقل مؤخرا (وفاة لاعب سعيدة سفيان لوكار)، ربما كنا سنتفاداه لو كان الملعب يتوفر على عيادة بها كل الضروريات كالأوكسجين، عوض نقل اللاعب المصاب من الملعب إلى غاية المستشفى من أجل الحالات المستعجلة، فمن العيب والعار في بلد عظيم مثل الجزائر لا تتوفر ملاعبه حتى على غرف تغيير ملابس لائقة". ويضيف دائما في هذا الصدد: "اليوم كرة القدم تطورت ومنتخبنا الوطني أصبح في الأفق ونشكر بلماضي على ذلك، لكن ملاعبنا بقيت على معايير قديمة، في حين الملعب العصري بات اليوم ضروريا لمسايرة تطوير كرة القدم". وبخصوص أرضيات ميادين الملاعب الجزائرية، يقول بوحفصي: "إذا تحدثنا عن الأرضية، فبالجهة الغربية لم يعد يوجد أي ملعب معشوشب طبيعيا، وبالعاصمة لدينا فقط ملعب 5 جويلية وملعب البليدة في حين أرضية ملعب المدية غير صالحة، وبالشرق أرضية ملعب قسنطينة بدأت تتدهور وأرضية عنابة متوسطة، فلماذا لا نتوفر بالجزائر على 5 ملاعب على الأقل معشوشبة طبيعيا بأرضية محترمة و5 أو 6 ملاعب مغطاة بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس أو السابع ؟ فالجزائر تستحق أن تكون لها ملاعب متطورة، إذا أردنا تطوير كرتنا، وهذا يقع على عاتق مسؤولي الرياضة ومختلف الفاعلين في هذا القطاع، في بعض البلدان المتطورة الملاعب الجديدة يتم تجديدها وتهيئتها بعد مرور حوالي عامين وغالبا ما تهدم ويعاد تشييدها وفق معايير أكثر تطورا، في حين ملاعبنا لا تطرأ عليها أي عملية تهيئة أوتجديد رغم مرور 20 سنة على تشييدها مثلا". واختتم: "يجب على القائمين على هذا القطاع الضرب بيد من حديد والعمل على تطوير الملاعب من خلال وضع أشخاص مختصين على غرار المختص في العشب والمختص في الري حتى نعطي قيمة حقيقية للرياضة، وإذا حدث ذلك فيمكن للمنتخب الوطني مثلا أن يلعب أينما شاء سواء بمعسكر أو البليدة أو تيارت على سبيل المثال لا الحصر.