مرّت منذ أيام الذكرى ال 8 لوفاة الشاعر" زروال محمد " صاحب رائعة " سعيدة بْعِيدَة والماشينة غادية"، وينحدر المرحوم من قبيلة أولاد كفيفة ،وهي قبيلة بدوية كانت تمارس الترحال وتعيش على تربية الماشية قبل أن تستقر ب "الحساسنة " الغرابة سابقا والمعمورة حاليا ، وقد شاء القدر أن يصبح " زروال محمد" شاعرا متميزا في الملحون خلال سنوات الأربعينيات، حيث ألف عدة قصائد في مدح أولياء الله الصالحين وفي الغزل ،وارتبط بعضُها بتاريخ الجزائر في عهد الاستعمار. ويملك الشيخ " زروال " العديد من القصائد الشعبية لتي اشتهرت على المستوى المحلي والجهوي، وأصبحت لها صدى نتيجة غنائها من قبل العديد من مطربي الأغنية البدوية الشعبية منذ الأربعينيات إلى نهاية القرن الماضي وحتى يومنا هذا، ومن بين الأغاني التي اشتُهر بها هي أغنية " بني حسان" التي ردّدها الشيخ بوطيبة والشيخ حطّاب، وباقي مُطربي القصبة في الجهة الغربية، خاصّة بولاية سعيدة القديمة والبيض والمشرية ، أما الأغنية الأشهر التي لها تاريخ يرتبطُ بفترة الاستعمار من جهة وحياة الشيخ " زروال" من جهة ثانية، فهي أغنية " سعيدة بعيدة والماشينة غادية" التي تم غناؤها من قبل الكثيرين ووصلت للعالمية ، حيث غناها مطربو الراي على غرار الشاب مامي وخالد والشيخة " الرّيمتي"، مع العلم أن الشيخ زروال كتبها " سعيدة بعيدة والماشينة غادية" وكلهم أعادوها بكلمة "غالية"، إلا أن الشيخ بوطيبة ولأنه ابن مدينته تركها كما هي ،ولازالت كلمات هذه الأغنية تتردّد إلى يومنا هذا من قبل الجيل الجديد ، ولم تنته برحيل صاحبها سنة 2014 .