مازالت شوارعنا وأزقتنا والجادات الكبرى لمدننا ديكورا يوميا للنفايات والأوساخ بالرغم من النداءات المتكررة للجمعيات والمواطنين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الورطة البيئية التي ما انفكت حلقات مسلسلها يتواصل متحديا كل الضمائر الطيبة الغيورة على بهاء المدن الجزائرية التي نريدها دوما مثالا يحتذى به في النظافة التطور والنقاوة المنشودة.. والمثال الذي يدعو إلى التقزز والنفور وندب الخدود كما يقال مدينة وهران التي مازالت الأوساخ تحاصرها لاسيما في الدروب المخفية والمنسية.. وهران الحاضرة الجزائرية التي لها من التاريخ النضالي والثوري والفكري والثقافي ما يحفز الجميع بدون استثناء كل من موقعه إن يثابر ويكد بجد يمينه وعرق جبينه من اجل الحفاظ على هذه المدينة العريقة تاريخا وحضارة ..فلا يمكن البتة أن تبقى دار لقمان على حالها ونحن على مرمى حجر من الموعد المتوسطي الهام الذي تجند لع جميع الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية لإنجاحه والأمور البيئية ما انفكت تضرب الأخماس في الأسداس وكان السماء تمطر ذهبا وفضة لكن هيهات أن نسير بهذا المنطق الأخرق لان الوفود التي ستأتي إلى مدينة وهران يجب إن تجد المدينة في المستوى المطلوب متساوقة مع المعايير العالمية على الأقل بنسبة معقولة ومقبولة حتى نتمكن من رفع هذا التحدي الكبير ونحن فخورين بلا مواربة ولا وجل.. إن الواقع اليوم ليس هينا كي يترك الحبل على الغارب وتمضي الأيام والأوساخ تتطاول في تحد سافر ناهيك عن الإمراض الفتاكة التي نحن في غنى عنها في مثل هذه الظروف المتسمة بأخبار الوباء المخيف حتى لا نزيد الطين بلة ونثخن في الجراح.. فليس فقط مدينة وهران فالمدن الجزائرية تناشد كل عقل حصيف وكل قائم على الشأن المحلي إن يكثف من المجهودات بمعية الخيرين في هذا البلد المعطاء لنون بحق في مستوى الأمانة المودعة في أعناقنا مثلما أرادها شهداؤنا الابرار وحلموا بها وهم يخوضون اعتي المعارك ضد الاستدمار الفرنسي.. فكفى استخفافا والإرادة لا تنتظر الآجال المحددة بل هي سعي دؤوب لأهداف نبيلة وليس هناك أنبل من خدمة البلاد والعباد.