قال مصدر مقرب من التحقيقات الجارية حاليا بعد مقتل محمد مراح المشتبه به في قتل سبعة أشخاص من بينهم أربعة في مدرسة يهودية، وثلاثة جنود في تولوز جنوب غرب فرنسا، إن شقيق مراح، عبد القادر، نقل إلى باريس بصحبة صديقة له أمس للتحقيق معه بواسطة شرطة مكافحة الإرهاب. وقد شوهدت عدة شاحنات تابعة للشرطة وهي تغادر قسم الشرطة المركزي في تولوز بعد الساعة الثامنة صباح أمس. وكان عبدالقادر وصديقته قد ألقي القبض عليهما، عقب مقتل شقيقه محمد على أيدي الشرطة الفرنسية، بعد حصار دام 32 ساعة. إسلامي متشدد: وكانت الشرطة والادعاء العام قد وصفا عبدالقادر مراح بأنه إسلامي متشدد، وإنه عثر على ما يمكن أن يكون آثار مواد متفجرة في سيارته. وقد يبقى عبدالقادر وصديقته قيد الاعتقال، طبقا للقانون الفرنسي، حتى صباح الأحد، على أن يقدما للقضاء في العاصمة الفرنسية بعد ذلك. وكان عبدالقادر قد أبلغ الشرطة أنه لم يكن لديه أي علم مسبق بمقاصد شقيقه الإجرامية. ويذكر أن الشرطة الفرنسية احتجزت والدتهما الجمعة، ويتوقع إطلاق سراحها أمس. واعتقل شقيق المسلح وصديقته يوم الخميس بينما كان يطلب المفاوضون مساعدتهما لاقناع مراح بتسليم نفسه. وذكر نفس المصدر ان من المرجح ان يفرج عن والدة مراح التي اعتقلت في نفس اليوم في وقت لاحق أمس. وقتل مراح (23 عاما) برصاص قناص بعد معركة بالاسلحة النارية مع الشرطة انهت حصارا دام اكثر من 30 ساعة في شقته اعترف خلالها بقتل ثلاثة من اطفال مدرسة يهودية وحاخام وثلاثة جنود في ثلاثة هجمات منفصلة. وقال مصدر آخر ان عبد القادر وصديقته التي لم يجر الكشف عن اسمها نقلا الى مركز للاعتقال بوكالة المخابرات الداخلية في باريس وسيمثلان امام قاض لتحديد ما اذا كان هناك اساس لفتح تحقيق قانوني بشأن الصلات المحتملة بهجمات مراح. ويقول الادعاء ان الشرطة عثرت على متفجرات في سيارة يمتلكها عبد القادر. وهو معروف بالفعل لدى الاجهزة الامنية لمساعدته في تهريب جهاديين الى العراق في 2007 . وقال برنار سكوارسيني رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية لصحيفة لو موند امس الجمعة انه لا يوجد دليل على ان مراح ينتمي لاي شبكة اسلامية متشددة وانه تحول الى التعصب من تلقاء نفسه فيما يبدو. غير ان المحققين لا يزالون يحاولون اثبات ما اذا كان الشاب الفرنسي من اصول جزائرية حصل على اي دعم لوجيستي او ايدولوجي او كان حقا يعمل من تلقاء نفسه ومن المعروف ان شقيق مراح واخته درسا القرآن في مصر في 2010 وسبق ان وجدت الشرطة الفرنسية صلات بينهما وبين جماعة اسلامية متشددة تعمل انطلاقا من جنوبفرنسا ويقودها رجل فرنسي سوري المولد تصفه وسائل الاعلام الفرنسية بالامير الابيض بسبب لون شعره ولحيته. وحول اطلاق النار بؤرة النقاش السياسي بعيدا عن المصاعب الاقتصادية الفرنسية ولعب لصالح الرئيس نيكولا ساركوزي بينما يخوض معركة صعبة للفوز بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة. وتظهر استطلاعات الرأي ان نحو ثلثي الناخبين يوافقون على تعامله مع الازمة التي حولت منافسيه وابرزهم المرشح الاشتراكي الاوفر حظا فرانسوا هولاند الى مجرد متفرجين. انتقادات: ورفض وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان السبت الانتقادات التي وجهت لعملية اقتحام شقة محمد مراح، وأنه كان يمكن إلقاء القبض على مراح حيا، دون الحاجة إلى قتله. ونقلت الشرطة الفرنسية، ووسائل الإعلام في فرنسا، عن مراح قوله إنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة، لكن الوزير الفرنسي وصفه بأنه إرهابي، يعمل منفردا، وإن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها فرنسا بمثل هذا الموقف.