قدرت المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو محصول الزيتون لهذا الموسم ب 600 ألف قنطار، ما يعادل ضعف منتوج الموسم الفارط الذي لم تتجاوز خلاله كمية المحصول المجني 300 ألف قنطار، وضعية ستسمح وكما أكده ل "المستقبل" السيد وعلي من مصلحة تنظيم الإنتاج والتدعيم التقني من تراجع محسوس في سعر زيت الزيتون، التي بلغت خلال الأيام الفارطة ال 500 دج للتر الواحد ببعض المناطق وذلك نتيجة انخفاض المنتوج الموسم الفارط وقد تمّ جني ولغاية بداية الأسبوع الجاري 130 ألف قنطار من مساحة 400 هكتار بمختلف بلديات ولاية تيزي ال 67 أو التي يهتم سكانها ومنذ قرون مضت بالزيتون الذي يعتبر مصدر رزق وإرث توارثته الأجيال. وتحوي الولاية حاليا ودائما وحسب ممثل مديرية الفلاحة 32 ألفا و971 هكتار من أشجار الزيتون 27 ألفا و685 منها منتجة بينما البقية تسمى بالمنطقة "أحشاذ" وهي أشجار لم يتم تلقيمها بعد وزيتونها لا يستخرج منه الزيت، ويفضل سكان منطقة القبائل التلقيم لتتحول لأشجار زيتون مثمرة بدلا من غرس أشجار الزيتون، كون ذلك وحسب تصريح فلاحي المنطقة ل "المستقبل" يضعف الإنتاج فالشجرة التي تتواجد بصفة طبيعية ثم تلقم تنتج أكثر، من شجرة أخرى غرست. وتحظى شجرة الزيتون باهتمام خاص بمنطقة القبائل، ولا تقدر بثمن كون عطائها متواصل ولا تتطلب السقي، بل يكتفي السكان بنزع الحشائش الضارة بها، والأغصان الميتة لتكون المكافأة الشجرة بمحصول وافر، من موسم لآخر، ولسنوات طويلة. ترقب عصر 10 مليون لتر من الزيتون يرتقب وحسب أرقام مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو أن تصل ومع نهاية موسم الجني نسبة الزيت ال 10 مليون لتر تتجاوز الكمية الإجمالية للسنة الفارطة 4 مليون لتر، ما يعكس وفرة المحصول لهذا الموسم، والذي أعاده ممثل المديرية لعدة عوامل منها تماطل كميات معتبرة من الأمطار خلال شهري مارس وأفريل المتزامنين مع ازهرار الأشجار، إضافة لكون عملية النفض التي تؤثر على المحصول تراجعت وبكثرة السنة الفارطة لتراجع محصول الزيتون مالم يستدع نفضه من على الأشجار. وتعتبر عملية النفض أصعب المراحل في جني المحصول، إذ يتطلب ذلك تقنيات عالية في التسلق خاصة وأن أغلب الأشجار موزعة بالأماكن المتربعة بقرى تيزي وزو، كما تستوجب خبرة في الميدان تجعل من المكلف بعملية النفض الحفاظ على الشجرة وعدم الإضرار بها، وذلك بإسقاط حبات الزيتون دون الأوراق. ونظرا لأهمية هذه المرحلة، فقد اخترق العديد من شباب الولاية الحرفة، وتلقوها على أيدي الكبار بأدق التفاصيل، و يعملون حاليا بالعديد من الحقول ب 1500 دج ليوم واحد، ويحرصون على آداء مهامهم بكل دقة، حيث ينزعون الأغصان الضارة والميتة ثم ينفضون حبات الزيتون دون إسقاط الأوراق، ومعرفتهم بقيمة الشجرة في عيون سكان المنطقة تجعلهم ينجزون المهام، بكل تفاني، لتأتي فيما بعد عملية جمع المحصول والذي تتكفل به النساء يوميا، حيث يوضع الزيتون في أواني ثم في أكياس أين يحتفظ به لغاية موعد عصره سواء بالمعصرة الحديثة أو القديمة والتي يزداد عددها سنة بعد أخرى بولاية تيزي وزو وكلّ حسب خصائصها فالحديثة تنتج كميات أكبر، بينما تحافظ المعاصر القديمة على ذوق خاص بزيت الزيتون، تجعل العائلات تفضل تخصيص جزء من محصولها لعصره بالمعاصر القديمة لتتركه للمناسبات أو خلال مأدبات بين العائلات، فالكسكس بزيت معصرة قديمة ذوق لا تضاهيه زيتوت المعاصر الجديدة، وتحوي الولاية حاليا 416 معصرة 93 منها جديدة، وهي موزعة بالعديد من قرى الولاية وبلدياتها، وتبدأ النشاط بعد فترة من انطلاق عملية الجني، ثم تفتح أبوابها للعائلات التي تجمع محصولها بساحتها وتنتظر دورها في عملية العصر، وإذا اختارت العائلة معصرة قديمة، فإنها تتكفل بتوفير الحطب اللازم والذي تتطلبه عملية العصر والمتوقف على كمية المحصول، كما تنظم مأدبة لعمال المعصرة، وعدة أطباق توضع بالمدخل توزع على جميع المارّين من سكان القرية، الذين يتذوَّقون ويدعون الله عز وجل أن يبارك في المحصول، وتتفق فيما بعد العائلة مع مالك المعصرة بمنحه نسبة أو كمية من الزيت، مقابل عملية العصر، أو يدفع بالمقابل مبلغا يقدر الزيت الذي تم عصره، ويقوم صاحب المعصرة فيما بعد ببيع الزيت للمواطنين وجني أموال كثيرة أثناء تلك العملية، ما يجعل العد يد من شباب الولاية يستثمرون في هذا القطاع ويفتحون معاصرهم الخاصة التي وإن كان نشاطها محدّدا بأشهر قليلة خلال السنة إلاّ أن فوائدها مضمونة فاهتمام سكان المنطقة بمحصولهم لا يقلّ. النيران تدمّر 300 هكتار من أراضي الزيتون السنة الفارطة دمرت ألسنة النيران السنة الفارطة 300 هكتار من أشجار الزيتون بولاية تيزي وزو وعجزت السلطات المحلية رغم الإجراءات المشددة وتجسيدها لمختلف الوسائل والعتاد من حماية أشجار الزيتون من الحرائق التي تدمر منها سنويا المئات حيث كانت الولاية تحوي الموسم الفارط 27 ألفا و 658 هكتار من أشجار زيتون منتجة، وبعد مختلف الحرائق التي شهدتها الصيف الفارط تقلص 27 ألفا و 369 ويسعى سكان القرى لحماية أشجارهم من الحرائق وينزعون وبصفة منتظمة العشب اليابس قبل بداية موسم الحرارة، لكن ذلك لم يمنع من وقوع وتسجيل عدة خسائر سنويا. وتختلف الخسائر من منطقة لأخرى. إذ دُمرت الأشجار كلية في بعض البلديات ما يستوجب إعادة غرسها من جديد، بينما دمرت الأغصان فقط في مناطق أخرى. ويعتبر زيت منطقة القبائل من بين أجود الزيوت عالميا كونه بيولوجي 100 ٪ فعائلات تيزي وزو تلجأ للمواد الكيماوية كأسمدة ما يميز زيت المنطقة التي إن تم اتباع شروط الحفاظ على حبات الزيتون قبل عصرها تجعلها تنفاس كل أنواع الزيوت في العالم، ويجعلها وحسب ممثل مديرية الفلاحة تحتل المراتب الأولى وتستخدم في عدة أطباق ويعتمد عليها سكان منطقة القبائل في إنجاز مختلف العجائن والمأكولات الصحية، كما يعتبرها السكان دواء شافي للعديد من الأمراض. تويزة تجمع شمل العائلات تعوّدت نساء منطقة القبائل بصفة منتظمة وطيلة موسم جني الزيتون على تنظيم "تويزة" وإذ تستضيف إحدى العائلات عائلة أخرى أو أكثر، في حقلها لتساعدها على جني المحصول مباشرة بعد نفضه خوفا من سقوط الأمطار أو وصول أسراب الطيور المهاجرة ما يسبب في فقدان العائلات لجزء منه وبالمقابل تحل العائلة المستضيفة فيما بعد ضيفة بحقل عائلة أخرى تساعدها بدورها على جمع حبات الزيتون وتكون البداية من الأشجار المتواجدة على حافة الطرق، للحفاظ على حبّات الزيتون كي لا تدوسه أقدام المارة، وتتكفل العائلة المستضيفة بتحضير المأكولات للعائلات الأخرى وتنوّعها تلبية لأذواق النساء المختلفة، ولعل جمال هذه العادة التي لازالت قرى تيزي وزو تحافظ عليها هو الجو الذي تقوم فيه العائلات بجني المحصول الممزوج بين الجدّية والترفيه، ونسمع طيلة اليوم أذكار النساء الذي هو شعر خاص بالمنطقة، ذو طبع خاص وموسيقى تميزه وتترجم من خلاله المرأة معاناتها، حياتها، أفراحها، وكثرة المنتوج هذه السنة الذي قدرته مصالح الفلاحة للولاية ب25 قنطارا في الهكتار بينما لم يكن يتجاوز 9.5 قنطارا السنة الفارطة، ما يتطلب تكثيف "التويزة" هذا الموسم بالمنطقة لجني ثروة منطقة القبائل التي هي إرث أكثر مما هي مصدر رزق.