انطلقت أمس السبت بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الوطني "التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة" الذي تنظمه جامعة الجزائر (3) بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين. وأكد وزير التعليم العالي و البحث العلمي السيد رشيد حراوبية في كلمة بمناسبة اشرافه على افتتاح الملتقى ان موضوع التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة "يشكل انشغالا هاما في المجتمع وقلقا كبيرا وهو ليس مرتبط بمجتمع معين او مكان او زمان". وأشار الوزير الى انه "اضطراب معرفي و سلوكي يؤدي الى انتاج افكار سطحية ومتطرفة لا سبيل للتصدي لها الا عن طريق انتاج الفكر الوسطي المعتدل". وعبر السيد حراوبية عن أمله في ان "تقوم النخبة من العلماء والخبراء في الملتقى بتفكيك ابعاد التطرف والمساهمة في إيجاد مقاربات علمية هادئة بعيدة عن الانفعال و التشنج". ومن جهته أكد مدير جامعة الجزائر (3) الأستاذ رابح شريط أن الجامعة كمؤسسة علمية داعمة للبحث وممارسته وفضاء للانفتاح على الفكر الإنساني ومنبرا للحوار وتوفير الحريات الأكاديمية التي تؤدي إلى إنتاج معارف تساهم في حل مشكلات المجتمع منها موضوع التطرف وتداعياته وانعكاساته على المجتمع والتنمية. وأضاف أن الجامعة تعمد في معالجة المشكلات على المقاربة العلمية للمواضيع بتجرد تام لكونها "ليست مكانا لتصفية الحسابات" بين أطراف المجتمع و "لا مكانا للانحياز لطرف على حساب طرف آخر" بل هي إطار لإقامة جسور قيم التفاهم وروح التسامح. ويهدف الملتقى -حسب المنظمين- إلى" توعية وتعبئة الأوساط الاجتماعية وترسيخ القيم الوطنية الثابتة" أهمها "الوسطية و التسامح والاخوة" حتى تعم الطمأنينة والرفاهية في المجتمع ووضع حد" لاستغلال الدين من أي طرف كان". وسيحاول الباحثون خلال هذا اليوم العلمي الأول من نوعه "تحديد مضمون التطرف وتداعياته على المجتمعات" كونه موضوع الساعة وطرح عدة تساؤلات أهمها التحديات التي يمكن استخلاصها والارتكاز عليها عند تعريف التطرف وتداعياته . كما سينكب المشاركون في هذا اللقاء العلمي على بحث الاسباب التي تحول التطرف إلى ظواهر أخرى منها الغلو والتعصب وما هي الأسباب المؤدية إلى ذلك. وسيتناول الملتقى ثلاثة محاور وهي "التطرف في المنظومة الفكرية" و"التعصب في الممارسة والغلو في الدين" و"الحوار والمصالحة كأدوات لمعالجة قضية التطرف". كما برمج المنظمون عدة مداخلات منها "شرعية حرية التعبير ومتطلبات المسؤولية الاجتماعية في الفضاء العمومي" و"ضرورة المعالجة العلمية للتساؤلات الدينية" وكذا "الهوية والقيم المشتركة في معالجة التطرف والعنف" و"دور المؤسسات الديمقراطية في محاربة التطرف الفكري حالة الإعلام والمجتمع المدني"