❊ تكريم كوكبة من رواد الفن الرابع إنطلقت أول أمس فعاليات مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المعترف بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس في أجواء فنية رائعة مفعمة بالبهجة والإستماع وفي ظل حضور جماهيري غفير غصّت به قاعة العرض. حيث استهله أحسن عسّوس محافظ المهرجان بكلمة أشار فيها إلى أن هذا المهرجان فضاء مؤسس ومدعم ومفتوح على المسرح الجديد الذي تحكمه آليات وجماليات تؤسس لفنّ راق أعقبه إبراهيم صدوق الأمين العام لولاية بلعباس بمثابة اشعاع يُضفي على عاصمة المكرة جوّا مليئا بالنشاط الثقافي المسرحي الرامي إلى تربية وتكوين وتوجيه الأجيال مشيرا بالمناسبة إلى إستفادة ولاية بلعباس من مشروع ثقافي متمثل في انجاز قاعة متعددة النشاطات من زينيت (ZENITH) تتوفر على متحف وورشات تكوين وقاعة عرض تتسع ل 7000 مقعد معلنا في الأخير عن الإفتتاح الرسمي لهذه التظاهرة في دورتها السادسة، وعلى اثر ذلك قامت محافظة المهرجان بتكريم كوكبة من الفنانين المسرحيين الذين أفنوا حياتهم في ميدان الإبداع الفني المسرحي ويتعلق الأمر بكل من محمد عسّو 89 عاما تقني الخشبة ويحياوي عبد القادر المعروف في الوسط العبّاسي ب »دومة« ومحمد شواط فنان مسرحي مخضرم، بالإضافة إلى الممثلة المتألقة فضيلة حشماوي وزوجها ابراهيم حشماوي. ليتابع الحضور شريطا يبرز فنانين مسرحيين غادرونا إلى الأبد جلّهم في 2011 من بينهم شرّادي عبد القادر وخلادي محمد وقندسي سليمان وحبّار اسماعيل وتوفيق ميميش. هذا وبعد ان إعتلى الركح أعضاء لجنة التحكيم للتعرف عليهم وهم بوزيان بن عاشور وجميلة زڤي وحميد بوري وأحسن عزازني ومصطفى لجّاي فُسح المجال لتقديم عرض مسرحي افتتاحي على شرف المهرجان بعنوان »قرين« نص وأداء أحميدة العياشي، وهو عبارة عن مونولوج تمكن فيه الفنان، من شدّ انتباه الجمهور الذي تفاعل وتجاوب مع أدائه المتميز من البداية إلى النهاية علما وأن هذا العمل النفي الجديد (النص) يعد استمرارا للعمل الذي كان قد قدّمه في مسارح جهوية خلال الثمانينيات فهو يتقمص شخصية مجاهد عاش المراحل الأساسية التي مرّت بها البلاد اعتبارا من الستينيات وإلى يومنا هذا مستغلا الشخصية المركزية قدور البلاندي لكن في وضع مغاير وفي مرحلة جديدة. وحسب أحميدة عياشي فإن العرض نوع من المقاربة لخمسينية الإستقلال بنظرة داخلية لكل ما تحقق وما لم يتحقق في هذه الحقبة التاريخية، وبالنسبة للديكور غيره فقد اعتمد مدرسة المسرح الفقير المندرج ضمن المسرح الطلائعي الجديد الذي فتح طريق المسرح »جرزي« وهو بولوني عالمي . الجدير بالإشارة إلى أن اللافت للإنتباه في حفل افتتاح هذه الدورة هي طريقة التنشيط التي فاجأ بها الثنائي جهيد دين الهناني ودليلة نور الجمهور إذ نجحا في كسر المألوف والروتين بإعتمادها في تقديم أعضاء لجنة التحكيم والفنانين المكرمين وغيرهم على الحوار المليء بالدّعابة والفكاهة . تبقى الإشارة في الأخير إلى أن المنافسة بين الفرق التسع المشاركة بدأت أمس الإثنين ببرمجة عرض ابن الرومي في مدن الصفيح، التعاونية الملقى تندوف في حدود الخامسة وعرض ثان بعنوان »اسكريال المهزلة« للجمعية الثقافية الجيلالي بن عبد الحليم مستغانم في حدود الثامنة ليلا.