يدخل موقع "تويتر" عامه الرابع من التوهج في السعودية، وهي من أكثر البلدان شغفاً بالقصيدة والأكثر احتفاء بنجوم الشعر الشعبي. ووضع هذا الموقع قواعد جديدة في أوزان الشعر وغيّر المعادلات وتدخل في خطف نجومية بعض الشعراء وإهدائها لآخرين أتقنوا التغريد بالنبطي واختزال القصيدة. 140 حرفاً هي المهمة السهلة الصعبة لكتابة قصيدة، يمسك الشاعر نفسه بمقص الرقيب ويضع عينه على عداد المتابعين لاختبار نجوميته في مسرحٍ لا يجامل، حسب قول طلال حمزة الشاعر السعودي المعروف ل"العربية.نت". وأضاف حمزة، صاحب القصيدة الشهيرة "جدة غير": "ميزة تويتر أن الشاعر يمسك بمقص الرقيب. في السابق كان هذا هماً يخيف المبدع حيث هناك سلطة تحريرية في الصحف والمجلات. ثم أعقب ذلك مزاج مشرف المنتدى عندما أكتشف الشعراء منذ فترة المنتديات قبل أن يتعرفوا على تويتر". ويخشى عشاق الشعر الشعبي ومحبوه أن يحدث "تويتر" تغييراً جذرياً في ذوق المتلقي وحتى في طريقة كتابة القصيدة التي لم يعد الوقت في زمن الرسائل القصيرة والتغريدات المختزلة كافياً لقراءتها والتمعن في أبياتها والبحث عن المعنى الذي يخفيه الشاعر في بطنه. إلا أن حمزة رأى الأمر من جانب آخر وقال: "في كل وقت كان المبدع يحتاج إلى أريحية وطريقة أسهل في الوصول إلى الناس، تويتر يتكفل الآن بهذا الشيء لأنه يجبر من يريد أن يحظى بقليل من الضوء أن يغير شكل قصيدته ويختصرها بطريقة تناسب ثقافة المغردين وقوانين تويتر". ودافع حمزة عن موقفه قائلاً: "إنه عصر النص المختزل، أنا معه منذ وقت طويل، إنه اختبار للمبدعين في الوصول إلى فكرة جميلة مباشرة وبعدد قليل من الأحرف"، مؤكداً أنه يرى "نهاية الدواوين الصوتية والقصائد المسموعة، ولكن المكتوب سيحظى ببعض الحياة على الأقل في الفترة المقبلة". وعدا الأسماء الشعرية البارزة مثل الأمير عبدالرحمن بن مساعد وياسر التويجري اللذان يحظيان بمتابعة كبيرة في "تويتر"، فإن الموقع الاجتماعي الأول في السعودية يقدم أسماء شعرية جديدة تعرف عليها المجتمع. وعن هذا الأمر قال حمزة: "تويتر فاجأ الجميع، أطفأ شعراء سابقين واكتشف شعراء جددا".