في «الكوليج» كان أستاذ الجغرافية يصر دوما على أن تحتفظ ذاكرتنا بمسافة سواحل الجزائر ويؤكد أنها تبلغ 1600 كلم، تكاد تهضم كل المتوسط لكن لا تلامس الأطلسي. عندمنا كبُرنا صحّح لنا «الشيوخة» هذه الطفرة العلمية!! بعد أن صحّحها بدورهم «الجيوميطرية» وقالوا أن المسافة الحقيقية بلغت 1800 كلم رَبي يعلم من جات! كي عَدْنا البحر، معناه عدنا الحوت!! منطق الأشياء، يقول هكذا، والبديهي مسلّم به عندما يؤكده الواقع... ولكن... لا غسلنا أعيننا ب «حوت» ولا رأينا سمكًا. «الحواتة» تاهوا في ظلمات البحر، و«الفلايك» غمرها الماء وعاد الصيادون يصفّرون لأن أحفاد «خمينيس» أحكموا القبضة على كل شيء، وعادوا ليعيتوا في المتوسط سيطرة ونهمًا، وهذه المرة بسبق إصرار ومقارعة لكن دون أثر جريمة. التكنولوجيا «تهْدر» والتبلبيل قليل. سبنيول الذين تكاد الأزمة تُقعِدُهم أرضا استحدثوا وسيلة لجلب السمك إلى سواحلهم المتوسطية والأطلسية بدسّ مادة كيماوية ممنوعة دوليا في أكل الصيد تثير حاسة الشّم لدى السمك فينقاد وراءها لتنتهي به المغامرة في شباك وْلاد ال... أمّا عندنا ف «رياس» البحر من وراء وزاراتهم الموصدة بالحديد والزجاج قالوا السمك شاخ أدّ لا تريت أما إناثه فلا زلن. حوامل وبطونهّن تتطلّب راحة بيولوجية لازم يوّلدو في غرضهم، غير باللاتي كي يجد «سبنيول» الزاد الوفير ياكلو ويْوكلو هؤلاء الإسبان، ومنذ بضعة أسابيع عقدوا إتفاقية هي الأكبر من نوعها في مجال الصيد البحري مع جيراننا وجيرانهم لمساعدتهم في تحسن مردود هذا القطاع ومضاعفة كمية السمك المصطاد وقد يدسون لهم نفس هذه المادة الكيماوية لمزيد من الفلّة ما داموا محكومين بدفتر أعباء يلزمهم بأرقام محدّدة والأمر قسّمًا. من غاليسيا إلى ڤادس ومن ألميريا إلى كاتالونيا السمك يْنقّز تَنْقَاز يا صاحبي. هناك لا حديث عن سمك شاخ وهرم، ولا عن حوتات بالكروش ينتظرن راحة بيولوجية ليستدرجن ويلدن في الضفة الأخرى. «اللاتشا» صارت «بوڤا» والسرْدين دار الجنحين... وغَلَتْنا داوها سبنيول. وا بربروساه...