سيكون أطفال الباهية غدا على موعد مع عرض مميز لدمى القاراقوز بالمعهد الثقافي الفرنسي وتقدمه فرقة "سماش" المسرحية، التي قدمت خصيصا من فرنسا، لتبهج براعم وهران بعرضها الناجح "الصياد العجوز" ، وهو عرض مسرحي يعتمد أساسا على دمى جميلة تحركها " ايميلي باربلان "، بمساعدة كل من المغني الفرنسي " بنجامين بورسيدا"، و"مارك فاردي" الذي يهتم بالصوت والموسيقى . قصة العرض تعتمد بالدرجة الأولى على الكوميديا الاجتماعية الهادفة ، بطلها صياد عجوز دفعته مصاعب الحياة إلى الرجوع الى البحر ، ومجابهة مياه المحيط لأجل كسب قوت يومه، لكنه سرعان ما يخوض مغامرة كبيرة تقوي فيه روح العزيمة وتجعله يتحدى سنه الحرج لمواجهة الصعاب، غير آبه بما سيحدث له في عرض المحيط ، حيث يلتقي هناك بحيوانات غريبة تساعده على شق طريقه بسهولة، وذلك بحبكة درامية مؤثرة تترجم بوضوح معاني التضامن والتآزر، على غرار طيور البجع التي تؤنسه في وحدته و تنير له ظلمته، وأيضا الضفادع التي تطرب مسامعه بأجمل الأغاني، لتنسيه ألم الوحدة ومرارة العزلة، وغيرها من الحيوانات المائية كسمك القرش والحيتان الكبيرة. وكلها حيوانات أدرجت في قصة العرض ، لتترجم المشاعر الفاضلة والأحاسيس النبيلة التي لم يجدها هذا العجوز في بيئته وبين بني جنسه من البشر. العرض الذي سيقدم بالمعهد الفرنسي بوهران ، سيعمل بالدرجة الأولى على إبراز مدى أهمية عرائس القاراقوز في الفن الرابع ، وكيف أصبح لها صدى كبير خلال السنوات الأخيرة بمختلف دول العالم ، والأهم من ذلك أن هذا النوع من العروض المسرحية له تأثير بالغ الأهمية على الجمهور الصغير والكبير على حد السواء ، من خلال استخدام الغناء والموسيقى والإيماءات والشعر..الخ، خصوصا إذا أبدع محركو الدمى في تحريكها باحترافية عالية و أسلوب حركي ديناميكي ، من شأنه تقديم قصة خيالية ممتعة ، أبطالها مجموعة من عرائس القراقوز الغريبة والجميلة ، مما يسمح بتوسيع خيال الأطفال ، وجعلهم يبحرون في عوالم أسطورية خرافية ممتعة تحمل في لبها رسائل تربوية هادفة .