أجواء رمضان في مدينة (عين تادلس) تكتسي طابعا خاصا لكونها منطقة محافظة أب عن جد وهي تجمع مابين الحضر والريف وتوجد حولها مجموعة من القرى والدواوير التي يتبضع سكانها من أسواق عين تادلس التي تتوفر فيها جميع المواد الإستهلاكية وهذا فضلا عن المحلات التجارية الموجودة في وسط المدينة وفي الأحياء السكنية الأخرى ففهي ( السوق الشعبي) اليومي المحاذي للسوق المغطاة تكون الحركة دائبة منذ الساعات الأولى من الصباح وتتواصل إلى غاية موعد الإفطار. وهذا ما وقفنا عليه خلال جولة إستطلاعية قبل ساعة من موعد الإفطار، حيث يصنع الباعة والزبائن المتوافدين من كل الأرجاء لوحة وديكورا قلما تجده في الأيام الأخرى فالكل يشتري رغم الغلاء وقد حدثني أحد تجار الخضروالفواكه بقوله" إن البيع والشراء ينشط في شهر رمضان أكثر من باقي الأشهر الأخرى وخاصة أن رمضان هذه السنة تزامن وموسم الصيف الذي يعرف إقبال الناس على الخضر والفواكه" خاصة لأن كل العائلات تحضر الوجبات الغذائية الخفيفة غير أنها تفرط كثيرا في تناول الفواكه ولاسيما الموسمية منها مثل الدلاع والبطيخ والتين والعنب الذي وجدناه يباع في هذه السوق بأثمان مرتفعة فاقت ال 200 دج للكلغ الواحد ،لأنه من النوع المبكر غير أن (التين الهندي) المعروف (بالكمسارة) لازالت لم تنضج وستدخل الأسواق مع الأيام الأخيرة لشهر رمضان على حسب بعض الفلاحين الذين يمتلكونها في حقولهم وبالإضافة إلى التهافت على الفواكه الموسمية فإن هناك البعض من الشباب رأيناهم قد نصبوا طاولات في صف كبير لبيع الشامية والزلابية وما يشجع الزبائن على الشراء هو إعتماد الشباب علي البيع بأسعار منخفضة لا يزيد الثمن عن (10) دج أو (15)دج للقطعة وذلك ما إستحسنه أصحاب الدخل المحدود وأكثر من ذلك يقول أحد الزبائن التقنياه في رواق السوق" أن النعمة وبنة أيام زمان توجد في مثل هذه الفضاءات الشعبية والتي تعرف بالبساطة " ويواصل في حديثة" وجدت اللذة في الشامية التي إشتريها من هنا، وهي أفضل وأقل ثمنا بكثير عن الشامية التي تباع في المحلات الفاخرة "وأكيد يقول" لافرق في النوعية والجودة" من بين المبيعات التي يشتهر بها السوق الشعبي هو (الخبز التقليدي) أي "المطلوع" وخبز الشعير 40 دج للخبزة الواحدة ففي (عين تادلس) تباع الخبز بأقل من 25 دج وقيمته أنه يطهى على الحطب في الفرن التقليدي وخبزة المطلوع لا يزيد ثمنها عن 20 دج وما لفت إنتباهنا هو الغلاء الذي طال الخبز العادي الذي يخرجه الباعة من المخابر، فالرغيف الواحد وصل ثمنه إلى 15 دج وعندما تشتد الأزمة بعد غلق المخابز فربما ب (20) ولا تظفر برغيف واحد وهذا ما يتكرر يوميا طيلة رمضان أنه واقع (السوق الشعبي) الذي يباع فيه كل شيء هذا عن الجانب المادي، وفيما يتعلق بسهرات رمضان فالحركة تدب في المدينة بفترة قصيرة بعد الإفطار تزداد أكثر بعد نهاية صلاة التراويح وإن كان الطابع المحافظ لعين تادلس فإن العائلات لا تخرج ليلا للمدينة بل تكتفي أغلبها بالزيارات داخل المنازل ويكون هناك السمر والسهرات الحميمية وهي أفضل بكثير لهرج ومرج وصخب المدينة ليلا فمحلات بيع المرطبات تبقى وجهة مفضلة للكثرين حالها مثل (المقاهي) التي تعرف حركة أخرى وتكون لعبة الدومينو ممارسة في أغلب المقاهي الشعبية وأما الغالبية الأخرى من الشباب تقضي أوقاتها في المركز الثقافي سليمان عميرات لمتابعة بعض السهرات ومنها ما هو مندرج في البرنامج الولائي لمديرية الثقافة.