المسمكة المركزية لسيدي بلعباس تفتقر لكل المواصفات المطلوبة التي تتيح للعاملين فيها ببيع السمك بالجملة ولكل من يقف عليها يجد فضاء محاطا بجدار قديم ولا يتوفر سوى على 4 مكاتب صغيرة مهترئة يمارس بداخلها وكلاء بيع السمك عملهم في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة، أما ما تبقى من المساحة فهي ساحة فارغة ممتلئة حفرا تتحول وقت تهاطل الأمطار إلى بركة تعرقل السير وتعيق المركبات المتوقفة بها من حيث إفراغ وشحن صناديق السمك. منصور محمد الطبيب البيطري الذي يتولى يوميا مراقبة الأسماك المعروضة للبيع من حيث النوعية أهي صالحة للإستهلاك أم لا؟ يواجه بإستمرار مشاكل جمّة حيث يضطر إلى تأدية واجبه المهني منذ الصباح الباكر وفي الساعة الخامسة في تنقل بين مركبة وأخرى يفحص ويراقب السمك بالمشاهدة والشّم وأحيانا عن طريق الذوق للتأكد من أن هذه المادة طازجة فعلا وغير فاسدة فهو لا يملك مكتبا خاصا به، ويزيد من صعوبة مهمته ومهام كل من يعملون معه من وكلاء وباعة السمك... الإنعدام التام للماء ما يجعل المكان عرضة للأوساخ بإستمرار علاوة على غياب الإنارة وهو ما يؤدي إلى إنعدام الأمن سيما في أيام الشتاء في الصباح الباكر أين ينتشر الظلام الدّامس، ضف على ذلك افتقار المسمكة إلى دورة المياه ما يضطر القادمين من بعيد من موانئ ولايات عين تموشنت وتلمسان ومستغانم والشلف إلى قضاء حاجتهم في زاوية بهذا الموقع تنبعث منها رائحة كريهة تخنق الأنفاس. رحّو قويدر واحد من الوكلاء القدامى الذين يشتغلون هنا منذ مدة يوضح للجمهورية بأن المكان ليس صالحا تماما لإستعماله كمسمكة نظرا للظروف العويصة التي يشتغل فيها هو وزملاؤه مشيرا إلى أنه آن الأوان لأن تتحرك السلطات المحلية لتمكين مدينة بلعباس من مسمكة مركزية تليق بمكانتها لافتا النظر من جهة أخرى إلى وجود شبان اقتحموا ميدان التجارة من خلال شحن ونقل مادة السمك بعد أن أتاح لهم جهاز دعم تشغيل الشباب فرصة اقتناء مركبة مزودة بغرفة تبريد وهو أمر مشجع للغاية يراه محدّثنا. ويعود منصور محمد ليطرح الإشكال من جديد مذكرا في هذا الخصوص بأن المفتشية البيطرية كانت قد راسلت المسؤولين المحليين منهم رئيس المجلس الشعبي البلدي تطلعهم على الوضعية المزرية التي آلت إليها هذه المنشأة وتلتمس منهم إنجاز مسمكة جديدة بكل المواصفات المطلوبة غير أن لا أحد منهم تحرك لتغيير الوضع لغاية اليوم بإستثناء الزيارة التي خصّ بها رئيس دائرة المكان منذ ما يزيد عن 6 شهور. والسؤال الذي يطرح نفسه بحدّة، متى تبدي السلطات إلتفاتة جادة لهذه المسمكة وتريح كل العاملين فيها من متاعب ومشاكل سئموا منها كثيرا.