ظاهرة إجتماعية خطيرة تزداد حدّتها يوما بعد يوم ولم تستثن في جذب أنصارها لا المتعلمين والمتدينين، إنها صور لعرافات وشوّافات، عجائز وصغريات يقرأن الفناجين والكف بالهف وآخر صيحة في عالم الدجل النسوي هي دعوة أحد أثرياء الباهية لشوافة معروفة من إحدى مدننا الجنوبية للإقامة الدائمة والمجانية بوهران وقام بكراء فيلا فاخرة لها بأحد الأحياء الراقية مع التكفل طبعا بمصاريف الخدم لأنه سئم من تنقلاته المستمرة الى هناك لمعرفة أحواله الجوية عفوا العملية والغيبية! صاحبنا لم يستغل تلك العجوز الهرمة لنفسه وفقط بل جعل من تلك الفيلا ملتقى لكبار رجال المال والأعمال وللإطارات السامية بمختلف قطاعاتنا الإدارية وأصبح اللقاء عند « الشيخة مريم» موعدا لمعرفة الطالع بل فرصة لعقد الصفقات وتقاسم ريعها. شوافتنا أو «ڤزانتنا» كما يقال لم تبق مكتوفة الأيادي بل دخلت معهم في الشراكة وبعد أشهر ظهر عليها الثراء الفاحش وقامت بشراء شقق في إسبانيا وفرنسا (والعهدة على من روى) وأصبحت سفيرة النوايا السيئة للمجموعة في عدد من الدول العربية والغربية، عرافة أخرى تقطن بوسط المدينة وتقدم خدمات جليلة لسكان العمارة، محبوبة لدى الجميع فهي تقدم لهم كشوفا إخبارية يومية حول «الزهر الواقف» والنصيب القادم لجيرانها مجانا ولكي يتركونها تمارس طقوسها وشركها بكل حرية وتلهف من جيوب زوارها الكثير من النقود وبارك الله في من نفع واستنفع وقامت بتحديد التسعيرة للزبائن وتخفيضات تصل الى حد 50٪ للدائمين منهم وكل حريف «Client» عنده الحق في تناول شاي أحمر وقطعة مطلوع بعد «الفيزيتا». ودجال آخر في قرية مهجورة بشرق الباهية تصطف أمام منزله وعلى مدار الساعة سيارات بمختلف ترقيم الولايات زادت فضائية مفضوحة في شهرته، عجائز وشابات عند عتبة داره والكل يشكي حاله، واحده عندها «التابعة» وأخرى يسقط جنينها في السابعة (سبعة أشهر) وهناك فئة من الناس من تأتي للاستطلاع لتخرج بحملة من الوساوس والشك، عيادات «الطلبة» (بضم الطاد) ومنازل «الڤزانات» تعد محلات ذات صبغة تجارية على مصالح الضرائب إخضاعها للقانون ومراقبة مداخيلها ودعوة أصحابها الى استخراج سجلات تجارية، مادامت أعمال يومية يعرفها الجميع وتعلم بها المصالح المختصة ولا تحرك ساكنا رغم عدد الوفيات والفضائح الجنسية وغيرها التي ارتكبت من طرف هؤلاء المحتالين.