أحصت “السلام" ما يزيد عن 350 مشعوذ وعراف على مستوى الولاية ومختلف ربوعها، بينهم عشرات الدجالين يدّعون القدرة على شفاء المرضى ويخفون ألاعيبهم وراء الرقية الشرعية التي أخرجوها عن إطارها الشرعي ومدلولها العقائدي، وأصبحت وسيلة للإيقاع بالضحايا في فخ ومصيدة الدجل، ووسط غياب الرقابة التي وجب على الجهات الوصية فرضها على المتلاعبين الذين تعددت أساليبهم من أجل الكسب السريع، ولو كان ذلك على حساب الدين والعقيدة. “السلام” وبهدف توعية الفئة المنساقة وراء ترهات وأساطير المشعوذين والدجالين أجرينا هذا الروبرتاج الذي كشفنا من خلاله الستار عن هذا الملف. طلب العديد من الدجالين والمشعوذين بسكيكدة من زبائنهم إحضار الأحشاء بعد نزعها مباشرة من أضاحي العيد، بالإضافة إلى الأرجل والكبد وغيرها بهدف ممارسة طقوس لا تمد إلى الشرع بصلة، بل تعد إساءة واضحة لمعالم الدين الإسلامي ونلفت انتباه الجهات الوصية على مستوى الهيئة المركزية بوزارة الشؤون الدينية أن محاربة هؤلاء بات حاجة ملحة على الأقل ببرمجة حصص تثقيفية وتحسيسية لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، التي أخرجت أضاحي العيد من مدلولها الشرعي إلى أمور أخرى بعيدة عن الإطار العقائدي، على اعتبار إن الأضحية في الأصل هي ذبح عظيم يتقرب به العبد إلى ربه، لتتحول لدى الجهلة بهذه الدلائل الشرعية القويمة إلى قربان يتقدمون به إلى الدجالين والمشعوذين، حيث يأمر هؤلاء زبائنهم بإحضار أجزاء من الأضحية يمارسون عليها بعض الطقوس التي لا أساس لها في الأصل، لتكون بذلك الأضحية مستهدفة من قبل فئة لا تعرف معناها الشرعي في وجود أناس يصدقون ألاعيبهم، والنتيجة هي السقوط في مصيدة أناس ماهم إلا نصابون ومخادعون تمكنوا من كسب ثقة جهلة قدموا أضاحيهم إليهم بعد أن اشتروها بأثمان باهظة، ويخفي الدجالون ألاعيبهم بدعوى أن إحضار أجزاء من أضحية العيد تعتبر تعليمات يجب أن يلتزم بها الزبون من أجل سداد أموره، في حين تتعدد نواياهم في ممارسة طقوس السحر والشعوذة وكذا المتاجرة أيضا في أجزاء الحيوانات في استهداف واضح للضحية العيد. تجار يستثمرون في قارورات المياه المعدنية والأعشاب الطبية؟ ظاهرة رصدناها في العديد من نقاط الولاية تصنعنا الإصابة بالعين وتوجهنا إلى راقي صاحب محل طلبنا رقية شرعية فوجهنا بعضا من الأسئلة الجالبة ودون شعور منه بأننا المترصدين، ظن أنه المترصد وطاف بجوانب المحل هنا وهناك لجلب مستلزمات قام بوضع علامات خاصة بنا، وقال بكل رزانة 30 آلاف دينار، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يبيع بها ما في المحل من أعشاب وزيوت وغيرها وفق كمين مسيء للزبون لإجباره على دفع المستحقات المالية، ولا يكون له الخيار سوى التسديد للحصول على الرقية بعد أن كان طلبه يقتصر على قراءة آيات قرآنية في قارورة ماء طاهرة والآن الكل يختار “ماء معدني”، فإن الرقاة يبزنسون ويستثمرون فيها، وبالحروش رصدنا أمرا مذهلا أين وقفنا على مدعي الرقية الشرعية غير أن همه الحصول على أكبر الضحايا ممن كسب ثقتهم وبالأحرى تمكن من الإيقاع بهم، الأدهى والطريف في نفس الوقت أن الضحايا بينهم مثقفات ونساء ذات مركز وفتيات جامعيات، فهل لم يتمكن هؤلاء من رصد تلاعب مستثمر في المياه المعدنية قد يكون متعاقد مع الممون فحسب، وهل تثق مثقفات روسيكادا إلى هذا الحد في كل من هب ودب، وقد اشتكى العديد من المواطنين الذين التقيناهم بالحروش من المشاكل اليومية التي تنجم عن هذا الراقي إن كان فعلا كذلك، فهل سيقف له أمن الحروش بالمرصاد، وللإشارة مثيله هناك بالحدائق غير أنه مشعوذ يدعي القدرة على جلب الرزق والحبيب وتمكين العانس من زواج سريع وتغيير السعد للمنحوسة ومحله التجاري، ليس بعيدا عن مقر فرقة الدرك ولا الأمن. وإليكم الطريقة التي يوقع بها ضحاياه مقابل 3 آلاف دج حيث تدخل الضحية إلى المحل تريد قراءة الطالع ويقرأ بعض الكلام الذي يدعي معرفته لوحده يخبرها بعض لحظات أنه فارس أحلامها وسعدها قريب منها كثيرا، وسيتعرف عليه قريبا وهذه المرة “ابن حلال تاع الصح روحي وديري النية برك وهاتي واش عندك” ليقوم بعد خروجها بالاتصال بالمنسق والمساعد الذي سيكمل الشطر الثاني من الكمين ويلعب دور ابن الحلال الذي أخبرها عنه المشعوذ الذي يبقى في نظرها فارس أحلامها، ويقوم ابن الحلال المفبرك بملاحقة الضحية ويرميها بكلام معسول لتعود بعد غيابه فجأة وبعد انقضاء فترة الحلم ترجع إلى المشعوذ الذي يفاجئها بأنه لم يرها ولم تقصده من ذي قبل، وهو لها ثانية بأنها تلقط في دعاوي الشر من ناس اختارهم الله وأعطاهم من فضله وينصحها بتجنب إغضابه وإلا سيعرضها لغضب الرب الذي لن تنجو منه.= طبيبات أساتذة وزوجات الإطارات زبائن لدى العرافات توجهنا إلى إحدى العرافات في إحدى الدوائر الكبرى للولاية وتصنعنا الرغبة في معرفة الطالع لنكتشف أمورا خطيرة، فمعظم زبونات العرافة المشهورة هن من الفئة المثقفة الكثيرات منهن معلمات وأستاذات طبيبات، وحتى محاميات وكذا زوجات إطارات كلهن قاصرات الفكر تمكنت العرافة من التلاعب بعقولهن والاستيلاء على أموالهن، خاصة وأنهن زبونات ملتزمات بالحضور المنتظم والامتثال لأوامرها وتعليماتها في جهل منهن بمقاصد العرافة التي لا تتعدى كسب المال والربح السريع، وإذا كانت الطبقة المثقفة تؤمن بما تقوله العرافة فما هو إذن حال باقي شرائح المجتمع الذي دق أمره ناقوس الخطر ..؟