شاب موهوب وممثل بارع لم يتجاوز سنه ال (20) ربيعا ترك الرياضة وإستمر في مزاولة المسرح الذي عشقه منذ الصغر صعد على الخشبة وقدم العديد من العروض ولأن جيل اليوتوب والفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لم يعد ينتظر من مؤسساتنا الاعلامية التقليدية (الرسمية) التي لم تستطع الخروج من بيروقراطيتها الادارية والفنية الشيء الكثير وبدأ رواد الفنون المختلفة وأصحاب المواهب المتعددة لشق طريقهم بأنفسهم والتعريف بأعمالهم عبر منابر النت صورة وصوتا وعملا وجاء التواصل سريعا عبر المنتديات والتعليقات على صفحاتهم وكان لتشجيع نظرائهم الفايسبوكيين دورا كبيرا في مواصلة مسارهم الإبداعي ومشوارهم الفني ومن بين هؤلاء الشباب الواعد الفنان الفكاهي محمد أمين رفاس الذي تابعت أعماله عبر الفايسبوك واليوتوب ودعوته للمشاركة في عدد من الحصص بإذاعة الباهية وكانت له بصمته الخاصة في إيصال رسالة هادفة عبر نكتة مضحكة محمد الأمين إلتقيناه يوم أول أمس بحي مرافال وتحدثنا معه عن طموحه كشاب هاوي للفن يبحث عن نبراس لينيرد به لمبدع يشاركه أحلامه ويحقق له آماله * مرحبا بالفكاهي الفنان الصاعد محمد الأمين رفاس؟ أهلا بك أستاذ وبقراء جريدتكم «الجمهورية» نراك كثير الابتسامة هل ولد الضحك معك أم إكتسبته في مشوارك المسرحي ؟ أن تكون مبتسما شيء جيد أليس كذلك؟ وهي صدقة أيضا الضحك هو رسالة هادفة ومادونها يعتبر قلة حياء وهناك فرق بين الابتسامة كتعبير جسدي شعوري قد لا نتحكم فيه أحيانا وبين الضحك (كلام وقهقهة) ويجب أن يكون مفيدا. * بكل تأكيد لنعد إلى محمد الأمين رفاس وبطاقته الشخصية؟ من مواليد 14/01/1993 بوهران أقطن بوسط المدينة بشارع مستغانم متربص بالمعهد الوطني للتكوين شبه الطبي درست أطواري التعليمية الثلاثة بين إبتدائية رمعون سيدي أحمد ومتوسطة محاي تقني وثانوي علال سيدي محمد وعدة عبد القادر كنت رياضيا متميزا في الفول كونتاكت إلى غاية الرابعة عشر. * وماذا عن مسيرتك الإبداعية ؟ تركت ممارسة الرياضة وعشقت المسرح، كنت أتابع بشغف المسرحيات على شاشة التلفزيون بينما أترابي يتابعون مقابلات كرة القدم وكنت أحضر للعروض المختلفة وأنا صغير في المسرح الجهوي عبد القادر علولة وكانت عندنا (فرقة قوس قزح) بثانوية عدة عبد القادر تحت إشراف أستاذنا سمير بن علا وقدمت عدة أدوار مع زملائي علي قلواز وفارس عبد الكريم وكان أول عمل لي في مسرحية «الرسالة» الثورية للمؤلف قدور بن خماسة وأديت بإقتدار دور الجندي الفرنسي وبعدها شاركت في مسرحية «الدواخة» مع الأستاذ يخلف بوعامر وتقمصت دور (السلطان) وشاركت بعدها في مسلسل «قصة حلم» للمخرج نور الدين بن عمار والمنتج بوحميدي ثم في نفس الفترة أعدنا لعب مسرحية «الرسالة» في المسرح الجهوي بوهران لمرات متتالية ثم قمت بتربص تكويني في التمثيل وتقنيات المسرح تحت إشراف الأستاذ يخلف بوعامر والتربص الثاني في المركز الثقافي الفرنسي. * بدأت في المسرح وشاركت في مسلسلات وأعمال جماعية ولكنك تحولت مؤخرا إلى العمل الفردي متى وكيف قلبت «الفيستا» وإلتحقت بموجة «المونولوڤيست» في سنة 2010 قررت خوض تجربة العمل الفردي وكنت أتابع الفنان الفكاهي جمال دبوز وبدأت موجة الممثلين الفكاهيين في بلادنا تتكاثر لأن شباب الجيل الحالي وجد فيها طريقته للتعبير الحر والمباشر بعيدا عن المسرحيات الكلاسيكية فكانت وسيلة لتمرير رسائل نافعة وفرصة للترويح عن النفس بالضحك والتسلية وكثرة (المونولوڤيست) ظاهرة صحية والمنافسة تترك لنا على الساحة كل من هو أقدر على تقديم الأفضل. * أنت بدأت بالمسرح وانتقلت إلى العمل الفردي وهذا تدرج منطقي لكن هناك من لم يصعد في حياته على الخشبة واليوم نراه يهرج بدعوى أنه يقدم «مونولوڤا» هل توافقني الرأي؟ نعم هناك العديد من الشباب من يدخلون إلى عالم التمثيل بدون مكتسبات وتدريبات مسبقة لكن لا يمكننا منعهم وتواجد الوسائل التكنولوجية للتصوير الرقمي وسهولة نشرها على اليوتوب والفايسبوك شجعت هؤلاء الشباب على التمثيل وعرض أعمالهم على جمهور الانترنت ومن يقدم أعمالا جيدة ينال إعجاب هؤلاء هناك فوضى في الأعمال لكن للجمهور فقط الحكم على ما يشاهده وحتى هؤلاء الشباب من الموهوبين والمهرجين كما تفضلت (بتسميتهم) فإنهم لا يتحملون مسؤولية تدني أعمالهم لأنهم لم يجدوا من يقوم على صقل مواهبهم وتوجيههم فنيا في غياب مؤسسات للتكوين الدرامي والفني. * متى كان لك أول «مونولڤ» لقد قمت بعدة محاولات وفي سنة 2012 جاءتني فرصة المشاركة في مسابقة «طوب سكاتش» في الشروق (تي في) بعدما أخبرني أستاذي الفنان المعروف سمير بن علا وأخبرني بأنه هناك «كاستينغ» في العاصمة وعلي إرسال سيرتي الذاتية والفنية إليهم لعلي أكون من أحسن الفكاهيين الشباب في الجزائر وإنتقلت إلى العاصمة بعدما حضرت رفقة أستاذي وبدعم من صديقي فارس عبد الكريم سكاتش «البريد» ومكثت لساعات بأحد مراكز البريد لأخذ صورة وفكرة عن شخصياته وعماله ويوميات زبائنه وكان العمل رائعا حيث إستطعت الحصول على (الرخصة الخضراء) من قبل لجنة التحكيم المتكونة من الفنانين حكيم دكار، وفتيحة سلطان ونضال وعلي شريط ومن تنشيط الممثل كمال بوعكاز، ومن 260 عرض تم قبول 60 عملا وكنت من بينهم وعدت إلى وهران لإنجاز عمل آخر أشارك به في النصف نهائي وكان بعنوان «الثانوية» وإستطعت الحصول على موافقة لجنة التحكيم بالإجماع ووجدت نفسي في النهائي ضمن قائمة ال (30) عملا مقبولا ولكن توقفت المسابقة فجأة ولم نستطع إلى يومنا هذا إجراء النهائي لأسباب نجهلها. *خيبة الأمل من تصوير النهائي وربما إحتلال أحد مراتبه الأولى ألم تؤثر على مسارك الفني؟ لا بالعكس زادتني قوة وإيمانا بقدراتي وتأكدت من أنني فنان متعدد المواهب وفي بداية هذه السنة شاركت في مسلسل «أرسون» للمخرج عبد القادر بوهادي من (20) حلقة وتم تصويره بمستغانم وكنت قد شاركت من قبل في عدة أعمال سينمائية منها أوتار «الوهراني» و«الرجل الأول» وما يطلبه الصباح من الليل وبعدها عدنا إلى المسرح من باب الفكاهة وإقترح أستاذي سمير بن علا الفنان الفكاهي القدير أن نقدم أنا وزميلي فارس عبد الكريم عروضا أولية لمدة (20) دقيقة عند بداية عرضه المحترف وكان ذلك في الفاتح من جويلية المنصرم بالمسرح الجهوي بوهران. *حضورك بإذاعة الباهية في شهر رمضان المنصرم كان متميزا تجربة جديدة أليس كذلك؟ نعم وكل الفضل إلى أستاذي أبو أحمد وإلى صديقي محمد الأمين بوخروبة الذي نال لقب أحسن منشط لشهر رمضان. لقد تمكنت من التواصل مع المستمعين على المباشر وإلتقيت بالعديد من الفنانين تجربة رائعة خاصة في البلاطو حيث المرح والنشاط رغم الصيام والتعب ولقد شاركت مؤخرا في برنامج للقناة الثالثة لإكتشاف المواهب مع المنشط يزيد وتأهلت لنهائي «سريال طاڤر» * كلمة أخيرة الضحك صعب لكن البكاء سهل للغاية وعلى الراغبين في النجاح في (المونولڤ) أن يهتموا أكثر بالنص المقترح لأن المشاهد اليوم فطن وعوض أن يضحكه الممثل قد يضحك هو (المشاهد) على الممثل من ضعف أدائه وتهريجه كل الشكر الموصول إلى أستاذي سمير بن علا وإلى الأصدقاء دحو عبد الجليل وزكي خان والأخت هدى حجاج دون أن أنسى محاوري وموعدنا في (قاعة الأطلس بالعاصمة) لعرض عملنا الجديد في نهاية الشهر الحالي.