* أموال التسول تذهب إلى كراء شقق وظيعة تجنبا للبرد والمراقبة * الأمهات غالبا ما يدفعن بأبنائهن الصغار من بنات وأولاد إلى إستجداء أصحاب السيارات حتى ولو كانت هذه المركبات تسير بسرعة لم يعد من السهل جمع الأفارقة المتسولين المنتشرين بأحياء وشوارع وهران وأصبح من الصعب جدا على الأعوان تنظيم حملات مكثفة للقضاء على الظاهرة وتشديد الخناق على المهاجرين غير الشرعيين توقفت عمليات ترحيل الأفارقة النازحين والمتدفقين على الولاية بشكل إستثنائي نظرا للعراقيل التي أضحى تواجه فرق مديرية النشاط الإجتماعي أمام تحايل هذه العائلات وتهربها من المصالح المختصة خوفا من الإجراءات الردعية المتخذة في حقها وجدت العائلات النازحة من دول الساحل مخرجا لتضليل الهيئات المحلية وضمان مكوثها بالولاية حتى إن كان بطريقة غير قانونية حيث غير الأفارقة المتسولون من وجهتهم نحو نقاط غير معروفة يحترفون من خلالها التسول بعدما كانوا يستغلون أماكن معلومة لدى الجميع وراحوا ينتشرون ويتوزعون عبر عدة وجهات بدلا من التجمع في أفواج متعددة الأفراد وما زاد من صعوبة حملات الجمع لجوء الأفارقة لحل الإيجار والبحث عن سكنات تأويهم بعدما كانوا في السابق يفترشون الأرصفة ويبيتون في الشوارع حيث تبين من خلال المسح الذي أجرته فرق مديرية النشاط الإجتماعي أن كل العائلات الوافدة على ولاية وهران أقدمت على كراء شقق من غرفة واحدة أو من عدة غرف بموجب العقد الذي يجمع الطرفين حيث تسدد هذه الأخيرة مصاريف الإيجار من التسول والنقود التي تجمعها يوميا خاصة أنها أصبحت تثير شفقة المواطن الوهراني وتدفعه لتقديم صدقة لها بدون تردد. والأكثر من ذلك فقد سمحت حرفة التسول للأفارقة من كراء سكنات غالية الثمن توفر لهم كل الإحتياجات اللازمة وتحميهم من المشاكل التي كانوا يواجهونها في السابق وتعوضهم عن المعاناة التي لازمتهم مدة طويلة وفي إطار مكافحة التسول فقد تم ترحيل 214 إفريقي خلال 3 أشهر نحو ولايات الجنوب لتقوم المصالح الأمنية بتسوية وضعيتهم القانونية وإعادتهم إلى مسقط رأسهم وحسب الإحصائيات التي ضبطتها مديرية النشاط الإجتماعي فقد سجلت أكبر عدد من الأفارقة شهر أوت الفارط وهذا يجمع 136 مهاجر من بينهم 82 طفلا 36 امرأة و18 رجلا مقابل 48 شخصا خلال شهر سبتمبر الماضي و30 آخرا في جويلية الفارط ومن خلال الأرقام المعلن عنها فإن الحصيلة النهائية لعدد الأفارقة المرحلين خلال هذه الفترة تشير إلى أن الأطفال يشكلون أكثر من النصف بمعنى أنه من بين 214 مرحل تم تسجيل 129 طفل يكتسحون الشوارع ويتجولون بالطرق لجمع الصدقات معرضين بذلك حياتهم للخطر حيث تجدهم يتنقلون من سيارة لأخرى لعلهم يحصلون على نقود إضافية وهذا ما نلاحظه في معظم الطرق والطرق السريعة وفي كثير من الأحيان يقف هؤلاء الأطفال من أولاد وبنات وسط زحام السيارات التي تكون مسرعة من أجل التسول مثل ما هو الحال في يغموراسن والباهية وغيرهما أما بالنسبة لفئة الذكور من الأفارقة فقد إختارت قطاع البناء والقيام بالمجهود العضلي بشكل يضمن لها عمل غير دائم وراتب مؤقت ففي المدة الأخيرة إزداد الإقبال على ورشات البناء المنتشرة بالجهة الشرقية للمدينة التي عرفت توسعا كبيرا في الفترة الحالية نتيجة تسجيل مشاريع سكنية عديدة العمومية منها والخاصة وما أَهَلَ الأفارقة لإختيار هذا النشاط بنيتهم الجسدية التي ساعدتهم كثيرا للقيام بالأعمال الشاقة ورفع حمولة مواد البناء من إسمنت رمل وحديد وغير ذلك مقابل أجر يومي لا يزيد عن 500 دج حتى وإن كان بطريقة غير مرخصة كما أقدم المقاولون كذلك على توفير أكبر عدد من المناصب لفائدة الأفارقة الذين يشتغلون كأعوان بورشات البناء فتجدهم في كل صباح يتجمعون بمفترق طرق حي خميستي الذي يقصده المقاول يوميا بحثا عن يد عاملة تساعده في البناء.