تحسنت ظروف استقبال وإقامة المصطافين بمرور السنين بساحل ولاية عين تموشنت بفضل العديد من العمليات المجسدة ذات الصلة بالنظافة والصيانة. ويتعلق الأمر بثمانية شواطئ من بين عشرين مسموح بها السباحة بتراب الولاية حيث تشرف على تسييرها الجماعات المحلية في حين تم منح الشواطئ ال 12 المتبقية للاستغلال عن طريق الامتياز حسب المدير الولائي للسياحة. وقد "بدأت عملية تنظيف القرى الساحلية تأتي بثمارها" حسب ما أوضحه نفس المسؤول الذي أكد على أهمية الحملات التحسيسية الرامية الى الحفاظ على جمال هذه الشواطئ. وفي هذا السياق يشكل تطوير مرافق الاستقبال أحد ركائز الاستراتيجية المتعلقة بترقية النشاطات السياحية وفق نفس المصدر مشيرا الى رصد ميزانية هامة بغية تهيئة وتجهيز المواقع المخصصة للسباحة. كما يشمل برنامج العمل المسطر على توفير منشآت قاعدية كالطرقات وشبكات الطاقة والتطهير والماء الشروب وغيرها من المرافق التي من شأنها استقطاب المستثمرين. وفي هذا الإطار شرعت ولاية عين تموشنت في تجسيد مشروعين لإنجاز مركبين سياحيين صغيرين بكل من بوزجار وسبيعات. وسيسمح مشروع تهيئة منطقة التوسع السياحي ببوزجار التي تتربع على مساحة تقدر ب 114 هكتار قابلة للبناء بتوفير 4 آلاف منصب شغل مباشر بعد انطلاق العديد من النشاطات والخدمات ذات الصلة بالسياحة الإقامية. وأضاف نفس المسؤول أن الوكالة الوطنية للتنمية السياحية تطمح كهيئة مشرفة على المشاريع إلى إنجاز بهذا الموقع قرية سياحية من الطراز الراقي تصل طاقة استيعابها إلى 6500 سرير إضافي أي ما يعادل نصف القدرات المتوفرة بالولاية. ومن جهته يزخر موقع السبيعات بشاطئ كبير وجزيرتين صغيرتين الى جانب خليج صغير يمكنه استقبال القوارب الصغيرة. واستنادا إلى مدير السياحة فإنه سيتم تهيئة 180 هكتار من منطقة التوسع السياحي لفائدة السياح وذلك على غرار أكبر المنتجعات السياحية بالبحر الأبيض المتوسط. وللإشارة يخلو الساحل التموشنتي الذي يمتد على طول 80 كلم من هياكل الإيواء تقريبا باستثناء توفر مركبين سياحيين يقعان بالجهة الغربية للولاية بالقرب من دائرة بني صاف فضلا عن إقامة فندقية بشاطئ تارغة. وقد خصصت البلديات الساحلية أغلفة مالية هامة تزامنا مع موسم الإصطياف الجاري مما سمح بإنجاز مراكز للنجدة تابعة لمصالح الدرك الوطني والحماية المدنية إضافة الى دورات للمياه وإنجاز شبكات الصرف الصحي وتوزيع الماء الشروب واستحداث ساحات وسلالم وممرات للدخول. يذكر أن شواطئ ولاية عين تموشنت قد استقبلت منذ بداية شهر جوان المنصرم أكثر من 200 ألف مصطاف وفق إحصائيات مصالح الحماية المدنية. وقد أعطيت إشارة افتتاح موسم الإصطياف 2010 بشاطئ "وردانية" (أقصى غرب الولاية) الذي عرف أشغال التهيئة تماشيا مع التوافد الهام للمصطافين عليه.