أبدى محبو الفن الرابع بمدينة باتنة إعجابهم بمسرحية "لعبة الزواج" لمسرح وهران الجهوي والتي تعد العرض التاسع المبرمج في إطار الأيام المسرحية المغاربية التي يحتضنها مسرح باتنة الجهوي إلى غاية 26 جويلية الجاري. وتروي القصة التي اقتبسها مراد سنوسي وأخرجها عزري غوتي في طابع هزلي هادف قصة شابين من طبقة برجوازية تتعهد عائلاتهما بتزويجهما لبعضهما دون أن يعرف أحدهما الآخر عن قرب فيقرر كلا منهما اللجوء إلى حيلة للتعرف على شخصية الخطيب. فتتقمص العروس "سيلفيا" شخصية خادمتها "ليزات" لتستقبل بمنزل عائلتها الثرية الخطيب "دانت" الذي تقمص هو الآخر هوية خادمه "أرلوكان" و يلقى المتنكران منذ الوهلة الأولى إعجابا متبادلا يلاحظ أيضا على الخادمين الحقيقيين اللذين تقمصا شخصيتا سيديهما لكن دون أن يعلم أحد بشخصية الآخر. وتتعقد أحداث المسرحية بإحساس كل من الأبطال الأربعة بأنه وقع في حب مرفوض من طرف المجتمع الأرستقراطي إذ أن السيد لا يمكن أن يقترن بخادمة و أن السيدة لا تستطيع الزواج بخادم. لكن يسدل الستار على نهاية سعيدة بعد مد وجزر ومواقف محرجة وأخرى هزلية لتكون الرسالة الموجهة للجمهور لاسيما الشباب تتمثل في أن "الزواج رباط مقدس ويجب أن يبنى منذ البداية على الصدق لأن الحيلة لا يمكن أن تشيد بيتا بأسس متينة". وصفق الجمهور مطولا لهذا العرض الذي يعد آخر ما أنتجه مسرح وهران الجهوي في شهر ماي المنصرم لاسيما وأن قصته تعالج موضوعا اجتماعيا من خلال طرح العديد من المبادئ الإنسانية كالصدق والنزاهة واحترام الآخرين مهما كانت وضعيتهم في المجتمع. للإشارة فإن العروض المقدمة على ركح مسرح باتنة الجهوي كل ليلة منذ 12 جويلية الجاري تستقطب اهتمام عدد كبير من محبي الفن الرابع لاسيما العائلات وهو ما استحسنته الفرق المسرحية التي مرت إلى حد الآن على الخشبة ووجدت الجمهور الباتني ذواقا لأبي الفنون ومحبا لرسالة المسرح.