لقد تم اكتشاف تسعة مصابين بداء التهاب الكبد الفيروس من نوع »سي« بولاية معسكر، وكلهم من مرضى القصور الكلوي الذين كانوا يخضعون لحصص تصفية الدم، بالعيادة الخاصة للدكتور بن تامو التي تم توقيفها بعد عجزها عن توفير المواد الصيدلانية ذات الاستعمال الوحيد الضرورية لتشغيل الكلى الاصطناعية، وبسبب التشريع الجديد الذي يضبط هذا النوع من الخدمات الصحية الذي يتطلب توفير طبيب متخصص في أمراض الكلى. وهو التوقيف الذي انجر عنه تحويل حوالي 35 مريضا بالقصور الكلوي نحو مصالح تصفية الدم بمستشفيات معسكر، تغنيف وسيڤ وتبين أن 9 مرضى من هؤلاء هم مصابون بداء التهاب الكبد الفيروسي من نوع »سي« الذي لا علاج له في الوقت الراهن. وتشير المعلومات التي استقيناها حول هذا الموضوع »بشق الأنفس« إلى اصابة خمسة مرضى بهذا الداء من بين عشرة تتكفل بهم مصلحة تصفية الدم بمستشفى الدكتور خالد بمعسكر مما يرفع نسبة الاصابة بهذا المرض الفيروسي الى 50٪ وهي نسبة تفوق المعدل المتعارف عليه في اوساط هذه الفئة من مرضى القصور الكلوي والمقدرة ب30٪ حسب الاختصاصيين في هذا المجال. وعلمنا أن عينات من دم هؤلاء المصابين تم تحويلها نحو الجزائر العاصمة لاخضاعها للتحاليل المخبرية بهدف تأكيد هذه الإصابات بينما سارعت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمعسكر، إلى إعداد ملف حول هذه القضية التي قد تحال على العدالة حسبما أوردته بعض المصادر، من منطلق أن العيادة الخاصة لتصفية الدم، كانت مطالبة بالتصريح بهذه الحالات فور اكتشافها. كما ينتظر أن تحل لجنة مختصة من الوزارة الوصية لدراسة هذه الحالات، حسبما أفادنا به مصدر آخر من الاوساط الصحية بالولاية. والغريب أن مصدرا من مصلحة تصفية الدم بمعسكر، اعتبر إصابة مرضى القصور الكلوي، بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع »سي« من الامور العادية ملاحظا أن جميع مصالح تصفية الدم عبر الوطن تسجل بها حالات من هذا الداء، وأكد هذا الامر طبيب مختص في الامرض المعدية، مقدرا نسبة الاصابات في هذه الفئة من المرضى ب30٪. ورغم أن الجهات المختصة تؤكد أن 90٪ من الاصابات بهذا الفيروس تتم عن طريق الدم، إلا أنه لا أحد يعرف كيف يصل هذا الفيروس المتسبب للداء الى دم المرضى، مادامت تصفية دمائهم تتم عبر أنابيب وأكياس ذات الاستعمال الوحيد، والتي تصل تكلفتها إلى 8000 دج لكل حصة، والغريب أنه لم يتم أي تحقيق في هذا المجال للتعرف على الآليات التي تنتقل عبرها العدوى وبالتالي الحد منها. للإشارة فإن مابين 450 إلى 500 مريض بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع »سي« يتطور مرضهم إلى سرطان الكبد في كل 100 ألف مصاب ولا نعرف بالضبط عدد المصابين بهذا الداء على مستوى ولاية معسكر لأن معرفته تتطلب موافقة مسؤولي القطاع المعني والذين يوجدون في عطلة، ونوابهم ليست لهم صلاحية تقديم مثل هذه المعلومات للصحافة. أماعدد مرضى القصور الكلوي فهو في حدود 238 مريض حسب تحقيق أنجزناه في الموضوع منذ 4 أو 5 أشهر، ويتناوب هؤلاء المرضى حاليا على حوالي 48 كلية اصطناعية موزعة على 4 مصالح بمستشفيات معسكر، تيغنيف، المحمدية وسيڤ وينتظر إنجاز مصلحة خامسة بمستشفى غريس بطاقة 16 كلية اصطناعية.