قد تتنوع البرامج الحزبية ويأخذ الاختلاف الإيديولوجي بين التشكيلات السياسية منحى يجعل الهوّة بينها كبيرة إلا أنّ الاستحقاقات مهما كانت طبيعتها تشكل الوعاء الذي تلتقي فيه هذه الأحزاب من أجل المرافعة على برنامج مشترك ما أو الوقوف في وجه حزب أو تيار بأكمله و تمرير مشروع سياسي قد يجد صداه لدى الناخبين أو العكس . و لأنّ الجزائر صارت مشتلة حزبية بامتياز منذ التشريعيات السابقة التي انتظمت في 2012 فإن امكانيات التحالفات صارت أكثر من واردة وقد درجت الانتخابات الرئاسية في الجزائر على ذلك منذ استحقاق 1999 عندما التقى حزب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي و حركة مجتمع السلم حول المترشح عبد العزيز بوتفليقة و هو التحالف الذي استمر لعدة سنوات بعد ذلك ما يعني أن هذا النوع من التفاهم السياسي ممكن بين الأحزاب التي تتقارب وجهات نظرها و لا تختلف إديولجيتها كثيرا ثم قد تجمعها رغبة أخرى و بامتياز و المتمثلة في المصالح لأن السياسة صارت بدورها منطقا اقتصاديا يدرس ماذا يجني كل طرف من مكاسب سياسية أو حتى حزبية تضمن بقاءه أو ريادته لأن كل واحد يفاوض من منطلق قاعدته النضالية و تجدره الشعبي . و مما لا شك فيه أن هذه الانتخابات ستعمل على شد وثاق الأحزاب التي تسير في نفس المنحى الإيديولوجي أو تحاول التقرب من مرشح قد يلبي طموحها و يعبر عن أفكارها و بمعنى آخر فإنّ التيار الوطني سيجد نفسه مقربا من الأحزاب أو الشخصيات التي تلائم طرحه و كذلك بالنسبة للعلمانيين و الاسلاماويين . و تظل التحالفات في الجزائر محكومة بالاستحقاقات الانتخابية لتتلاشى و تزول بعد ذلك(باستثناء التحالف الرئاسي ) و إذا دلت المواعيد الانتخابية على الإجتماع حول برنمج ما لتمريره فتدل أيضا على الإجتماع من أجل أفشال مترشح أو برنامج أيضا و تؤكد الممارسة أن بعض هذه الأحزاب خاصة المجهرية غالبا ما تجد نفسها في مأزق تمرير الخطاب فتلجأ إلى العمل بمبدأ القوة في الإتحاد لتعود و تدخل في سباتها الذي لا يوقظها منه إلا استحقاق جديد