-لانقل ولا هاتف ثابت ولا إنارة والصحة حديث مؤجل تعرف منطقة "العيايدة" التابعة إقليميا لبلدية "عين البية"واقعا تنمويا أقل ما يقال عنه أنه كارثي بجميع المقاييس، فأوّل نظرة تعطيك الصورة الحقيقية لهذه المنطقة المعزولة تماما والتي تبعد ببضع كيلومترات فقط عن مدينة وهران التي تلّقب بعاصمة الغرب الجزائري، حيث فشلت كل محاولات النهوض المحتشمة، وتوقفت على إثرها مسيرة التنمية، وتبخرت وعود المجالس المتعاقبة على تسيير شؤون منطقة "العيايدة" لتحقيق التغيير، وأخفقت المشاريع الزهيدة في محو آثار سنوات طويلة من الركود الاقتصادي والبؤس الاجتماعي، وتبخرت بذلك أحلام السكان الذين يبقون خارج مجال تغطية اهتمامات مسؤولي ولاية وهران، حيث يعاني سكان هذه المنطقة من تهميش قاتل من طرف السلطات المسؤولة، حسبما جاء على لسان قاطنيها، فسكانها بحاجة إلى أبسط ضروريات الحياة، وشبابها أضحى اليوم يقارن نفسه بنظرائه من سكان البلديات الأخرى لكونه أصبح يحلم بأن يضع أصابعه على لوحات الكمبيوتر ويخترق عالم الانترنيت، هذه الشبكة التي بات الحديث عنها ونحن اليوم في سنة 2014 مؤلما جدا بل ويٌشعر المتحدث عنها بالخجل لاسيما بالنسبة لولاية مثل وهران التي يعمل المسؤولون عنها إلى الارتقاء بها إلى مصاف المدن الميتروبولية على مستوى الحوض الأبيض المتوسط فهذه المنطقة أو بالأحرى "الدوار" لايزال بعيدا كل البعد عن التطورات التي تحدث في العالم، ليبقى يتخبط في العديد من المشاكل بما فيها غياب شبكتا الهاتف الثابت والأنترنيت، هذه الأخيرة التي أصبحت من ضروريات الوقت الراهن خاصة بالنسبة للطلبة و التلاميذ المتمدرسين لإجراء أبحاثهم و هو ما يكلّفهم في غالب الأحيان أموالا باهضة بدايتها من التنقل إلى الدوائر الأخرى و ما يترّسب عنها من تكاليف و صولا إلى تسديد مستحقات الأبحاث التي يقومون بها بمقاهي الأنترنيت و هو ما يساهم بدرجة كبيرة في إثقال كاهلهم و كاهل أوليائهم، وفي ذات الشأن طالب ذات السكان من المسؤولين بضرورة تخصيص لهم التفاتة بسيطة و إخراجهم من دائرة الحصار التكنولوجي الذي يعيشونه منذ الاستقلال إلى غاية يومنا هذا، كما تجدر الإشارة إلى أن شباب وكهول منطقة "العيايدة" يتخبطون في مشكل البطالة أيضا نتيجة غياب الاستثمار بذات الجهة. كما طرح السكان مشكلا آخرا يتمثل في قدم المركز الصحي، فضلا عن الإهتراء الكلّي لشبكة الصرف ، ليطالبوا من المسؤولين بضرورة تجديد شبكة الإنارة العمومية، و إنشاء سوق مغطاة لتنظيم تجارة الخضر والفواكه، أما عن النقل الذي بات هو الآخر الشغل الشاغل لهؤلاء السكان فأكدوا بأن منطقتهم التي وصفوها ب "الدشرة" لا تحوز على خطوط مباشرة للالتحاق ببلدية "عين البية" أو التوّجه إلى "الشهايرية"، وان رغبوا في ذلك فإنهم مجبرون على تسطير وجهتهم نحو "بطيوة" لقصد المنطقتين المذكورتين، فيما اشتكى أولياء التلاميذ من غياب ثانوية بمنطقة" العيايدة" الأمر الذي يجعل التلاميذ ينتقلون إلى "عين البية" و"بطيوة" في ظروف النقل السيئة التي تشهدها المنطقة، وفي نفس السياق اشتكى السكان من الاهتراء الكلي للملعب البلدي الذي يعد حسبهم المتنّفس الوحيد لديهم في ظل غياب مرافق ترفيهية أخرى. ومن جهته أفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي ل "عين البية" السيد" عباس محمد" ، أن مصالحه قامت بدراسة تهيئة شملت كل أرجاء منطقة "العيايدة"، هذه الأخيرة التي يقدر عدد سكانها ب5 آلاف نسمة، فتم استنتاج بأنه لإخراج "العيايدة" من بعض مشاكلها من دون التكفل بشبكتي الهاتف والانترنيت التي تبقى مرمية على عاتق مؤسسة اتصالات الجزائر، فإنه ينبغي توفير غلاف مالي يقدر ب 20 مليار سنتيم ، وذلك بهدف تجديد شبكة التطهير بمبلغ مالي يقدر ب 5 ملايير سنتيم، و15 مليار سنتيم لتهيئة شبكة الطرقات، موضحا أن مؤسسة "سيور" انطلقت في انجاز الشطر الأول من شبكة التطهير على مسافة 8 كلم ، علما أن طول الشبكة الإجمالي يقدر ب 12 كلم، أما بالنسبة لمشروع تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب فإن العملية ستنطلق قريبا، على أن يتم الانطلاق في تهيئة الطرقات لدى إتمام الأشغال القاعدية، أما عن الملعب البلدي الذي أفاد عنه السكان بأنه بحاجة إلى تهيئة فأكد بشأنه مير"عين البية" أن الدراسة الخاصة بإعادة تهيئته متواجدة على مستوى مديرية الشبيبة والرياضة. ليبقى الإستياء والتذمر يخيّمان على سكان منطقة " العيايدة" جراء تفاقم معاناتهم محمّلين السلطات المحلية مسؤولية هذه الوضعية، من خلال تجاهلها لهذا المجمّع السكني الذي لم يدرج ضمن برامج التهيئة التي أصبحت ضرورية في الوقت الحالي .