لم يعرف سوق السمك من مدة طويلة أي استقرار رغم انخفاض درجة الحرارة حيث تراوح سعر السردين ما بين 200 إلى 250 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد. جولة عبر مختلف الأسواق وفي مقدمتها سوق الأوراس (لاباستي) والمدينة الجديدة كشفت لنا عن أسعار مختلف أنواع الأسماك التي تعرف إلتهابا حقيقيا منها سمك الجمبري من نوع روايال الذي وصل سعر إلى 2400 دج للكيلوغرام الواحد ونوع »قط البحر« الذي حدد سعره ب 900 دج للكيلوغرام الواحد أيضا سمك »المارلو« الذي بلغ 1400 دج للكيلوغرام الواحد. كل هذه الأنواع لم تلق إقبالا كبيرا من قبل المتسوقين الذين تجدهم يصطفون حول صناديق سمك السردين لكن بمجرد رؤية سعر هذا الأخير فإن أغلبهم يحولون وجهتهم إلى اقتناء مواد أخرى بإعتبار أن السعر لا يتناسب مع مصروفهم اليومي. وفي هذا الإطار كانت لنا دردشة قصيرة مع بعض المتسوقين الذين وجدناهم بسوق الأوراس (لاباستي) والذين أبدوا استياءهم من عدم استقرار سعر السمك وارتفاعه المتزايد مؤكدة إحدى المتسوقات على أن هذه المادة رغم أنها كانت الطبق المفضل في كل الأيام وحتى في شهر رمضان إلا أن اليوم قد استغنت عنه وهذا لسعره الملتهب، أما أخرى فقد أفادت أن سمك السردين ومنذ أشهر عديدة لم ينخفض سعره وعليه فإنها تفضل اقتناء مواد أخرى وخاصة الخضر لأن الكيلوغرام الواحد من سمك السردين لا يكف أفراد عائلتها. ومن جهة أخرى فقد تساءل البعض الآخر عن سبب ارتفاعه مفضلا اقتناء العجائن عن سمك السردين لأن هو أيضا سعره لا يناسب قدرته الشرائية . أما عن الباعة فمعظمهم أكدوا أنهم لا يتحكمون بطبيعة الحال في سعر سمك السردين أو أي نوع من الأسماك وعلى أنه يتم اقتناء هذه السلعة بثمن باهظ جدا ولهذا فهم مجبرون على بيعه في أسواق التجزئة بهذا المبلغ، مؤكدا أحد الباعة الذين وجدناهم بسوق الأوراس »لاباستي« على أن السمك بكل أنواعه قد لا يجده حتى انفسهم لأن هناك بعض التجار يقومون بشرائه بالجملة وهذا في عرض البحر ليتم اعادة بيعه بثمن غير مناسب وفي غالبية الأحيان مجبرين على رفع ثمنه وهذا بعد اقتناءه ليس من الصيادين وإنما من هؤلاء التجار وهذا بأسعار خيالية. بعض الباعة في سوق السمك أكدوا أنهم بعد شهر رمضان سوف يغيرون نشاطهم لأن هذا النشاط أصبح لا يجدي نفعا وهذا بعد عزوف المواطنين عن اقتناء الأسماك وأن العملية التجارية لم تتعد لسابق . من جانب آخر فإن بعض الباعة يؤكدون على إن ارتفع سمك السردين راجع أيضا إلى عدم احترام الراحة البيولوجية والصيد في مناطق محظورة والتي حددت الفترة من الفاتح ماي إلى غاية 31 أوت، أما البعض الآخر فقد أرجع السبب إلى بعض التجار الذين يقومون بإقتنائه بالجملة في عرض البحر قبل أن يصل إلى الباعة بالتجزئة. ومن جهة أخرى فإن المديرية الولائية للصيد البحري كشفت على أنها خلال السنة قدر الانتاج بحوالي 2475 طن من السمك وبلغ انتاج السردين ما يقارب 2346 طن و56 طن من السمك الأبيض وقامت خلال هذه الفترة بتقديم 4 صيادين إلى العدالة بعدما قاموا بممارسة الصيد في مناطق محظورة ولم يحترموا الراحة البيولوجية. للعلم فإن ولاية وهران تضم حوالي 3406 صياد، وفي نفس الموضوع أكدت ذات المديرية على أنها لا دخل لها في تحديد سعر السمك خاصة السردين وهو خاضع لقانون العرض والطلب.