لا يزال القطاع الثقافي بوهران يعاني من نقص ملحوظ في الحركة مقارنة بالولايات الأخرى خصوصا خلال شهر رمضان، حيث افتقد المواطنون بالباهية لتلك النشاطات الثقافية والفنية التي تعوّدوا على الإستمتاع بها بعد الإفطار وذلك على مستوى مختلف قاعات السينما كالسعادة والفتح مثلا، لكن الأمر تغيّر تماما هذا العام حيث لوحظ أن هذه القاعات مغلقة منذ بداية هذا الشهر الكريم ولم تستقبل أي جمهور بسبب عدم وجود برامج فنية مسطرة من طرف الجهات المختصة. فمقارنة مع السنة الفارطة فقد اعتاد الجمهور على الذهاب بعد الإفطار لهذه القاعات والإستمتاع بنشاطات منوعة التي تمتزج بين العروض المسرحية والسهرات الفنية ناهيك عن نشاطات أخرى ترفه عن الكبير والصغير وتفتح الأبواب أمام المواهب الشابة والفرق الإبداعية المختلفة لإبراز قدراتها الفنية على ركح المسرح، وغالبا ما كانت قاعة السعادة تحتضن في رحابها الآلاف من المواطنين مساء حيث تكتظ القاعة بهؤلاء الذين يأتون خصيصا لمشاهدة العروض المبرمجة، ونفس الشيء بالنسبة لقاعة سينما »الفتح« التي لم تكن تخلو من البراعم والأطفال الذين يكتظون باكرا أمام الباب ليحصلوا على الأماكن الأولى وسيتمتعوا بالعروض وسط جو بهيج ذو نكهة رمضانية مميزة. ولأن في الأمر استياء كبير من طرف المواطنين فقد أشار بعض المهتمين أن عمليات الترميم ربما هي التي أعاقت البرمجة والعروض في رمضان حيث أكدت الجهات المختصة أن قاعة السعادة كانت فيما مضى مكانا جيّدا لإقامة الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية لكنها الآن تخضع للترميم والتهيئة المطلقة حتى تصبج قاعة لعرض الأفلام السينمائية وجود إمكانية تعاون مع الموزعين للأفلام الجديدة وتحضيرا لمهرجان الفيلم العربي السينمائي الذي ستحتنه وهران في أكتوبر المقبل. ومن خلال تطرقنا لهذا الموضوع لا يسعنا سوى الحديث عن القاعات السينمائية الأخرى التي أغلقت منذ فترة طويلة مثل قاعة »مرحبا« التي لا زالت مغلقة منذ 20 سنة ، مما جعلها جثة بلا روح وهيكل لا تقع له وسط الحاجة لأماكن تحتضن هذه الأنشطة الثقافية في رمضان ، فرغم الدراسات والمناقصات التي عرفتها هذه القاعة إلا أنها لا زالت جثة هامدة تحتاج لمن يحييها ويهتم بها وهي بانتظار لأي عملية ترميمية من شأنها أن تصلح حالها وتنقض عنها الغبار. وإذا تكلما عن قاعة المغرب فإن الحديث سيطول سبب الإجراءات الطويلة والمتعبة التي أثقلت كاهل الجهات المختصة ودفعت الجمهور للإحساس بالملل وربما اليأس، وبعد انتظار طويل انتهت الأشغال بنسبة متقدمة في الفترة الأخيرة ولم يتبق سوى روتوشات بسيطة كالتهوية والجدران وغيرها من الأمور التي لا تأخذ وقتا طويلا لتصبح بعد مدة مستعدة لإستقبال مهرجان الفيلم العربي أين ستعود هذه القاعة بقوة إلى الميدان لإحتضان أجمل العروض السينمائية والأفلام الحصرية على شاشتها العملاقة، لكن هذه الإجراءات لا تعطي الحق الكامل لعمليات التهيئة والترميم التي أخذت وقتا طويلا، وحرمت مواطني الباهية من الإستمتاع بمختلف البرامج الثقافية والفنية وحتى السينمائية، لتبقى قاعة السينماتيك القاعة الوحيدة التي أثقل كاهلها باحتضان هذه البرامج في رمضان وتحمّل الضغط الكبير عليها في مختلف المناسبات الوطنية والدينية رغم أنها قاعة للأرشيف فقط أي أنها مخصصة لعرض الأفلام التاريخية فحسب ولأنه يوجد نقص في القاعات فقد وجدت السينماتيك نفسها مجبرة على برمجة هذا النوع من الأفلام الحديثة في انتظار فتج القاعات الأخرى وإحياء الحركة الثقافية من جديد بعاصمة الغرب الجزائري.