كانت الجويّة الجزائرية في المدّة الأخيرة يقول إمين بشير رئيس مخبر علوم الطيران بجامعة محمّد بوضياف ضحيّة حملة مغرضة بسبب مشاكل تقنية و أعطاب تسببت في اضطراب ببعض الرحلات و مثل هذه الأحدث تسجّل يوميا بمختلف مطارات العالم و حتى الأكثر أمنا وتنظيما ففي الملاحة الجوية لا يوجد نسبة 0 بالمائة من الأخطار فمهما كانت اليقظة و الحذر كبيرين تحدث من حين لآخر مشاكل تقنية و حوادث في الرحلات الجوية إما لعوامل بشرية أو طبيعية أو تقنية محضة و في غالب الأحيان يكون العامل البشري أول أسباب وقوع الحادث فالأخطاء التي ترتكب أثناء القيادة غالبا ما تصعّب على الطيّار التحكم في مركبته و يحدث هذا مع الطيارين الذين يصابون بالتعب و الإرهاق بسبب ضغط العمل و ارتفاع ساعات الطيران فالمعايير تقول بأن الطيار يجب ألاّ يتجاوز 5 ساعات يوميا حفاظا على أمن و سلامة الركاب و إذا كان في رحلة طويلة يجب يكون هناك فرقة قيادة أخرى للمناوبة سواء للطّيار أو لمساعده و فيما يخص الأعطاب التقنية التي تحدث بالطائرات خلال الرحلات فكثيرة و كلها قد تتسبب في كوارث لكن لا مجال للشّك في التزامات الجوية الجزائرية من حيث المراقبة الدورية لأسطولها و صيانة معدّات الطائرات و تغيير القطع بعد انقضاء المدّة المسموح باستغلالها حسبما هو مدوّن في دليل الاستعمال الخاص بالطائرة فمثلا المحركات يجب استبدالها بعد 3 آلاف ساعة من الاستعمال و نفس الشيء بالنسبة لقطع أخرى كالعجلات و غيرها و فيما يخص أسطولنا الجوّي فيضم حوالي 40 طائرة أغلبها موجّهة لنقل المسافرين و كلها طائرات جديدة أقدمها هي طائرة "بوينغ" 767 و عمرها 12 سنة فقط أضف أنّها من أحدث الطائرات في العالم التي تعمل بتكنولوجيات متطوّرة جدا كالقيادة الأوتوماتيكية التي طوّرت من خلالها شركات صناعة الطائرات معايير الأمان ، .و يضم أسطولنا الجوي أيضا عدد كبير من الطائرات صغيرة الحجم من نوع "آ تي آر" ذات 72 و 42 مقعد و تعمل بمحركين و تستعمل غالبا في الرحلات الداخلية و عليه فإن الشركة في الوقت الراهن لا تواجه مشكل مع نوعية المركبات و فعاليتها و تخضع لصيانة دوري صارمة بل أكبر مشاكلها هي عجز هذا الأسطول في تغطية الطلبات المتزايدة عليه داخليا و دوليا فعدد الطائرات عندنا قليل لذلك يلاحظ الزبون عدم احترام مواعيد الرحلات ، فعند تسجيل أي مشكل مع أي طائرة يصعب استبدالها بأخرى فتتأخّر الرّحلة . كما أن الرحلات الداخلية هي التي تتعطل أكثر من الرحلات الدولية عن مواعيدها فالثانية يصعب تغيير الذهاب حتى لا يضيّع قائدها توقيت الهبوط الخاص برحلته في أي مطار دولي كان فإن هو لم يحترمه قد لا يعطى له الترخيص بالهبوط عند الإقتراب من المطار بسبب الإكتضاظ فلا يسمح له بالنزول إلاّ بعد مرور ساعة أو أكثر ،لذلك يحدث التأخير في الرحلات الداخلية التي تتحكم الجويّة الجزائرية في كل مواقيتها بكافة مطارات الجزائر كما أن تأخر أي رحلة عن الهبوط عند وصولها المطار يعني أنها لم تحصل على الترخيص بذلك .أضف إلى أن تسجيل أي عائق سواء كان تقنيا أو جويا يدفع بالشركة أو بقائد الرحلة نفسه إلى تأجيلها أو إلغائها أو العودة إلى المطار بعد الإقلاع و هذا حفاظا على سلامة الركاب .كما حدث و رفض طيارون بالجوية الجزائرية السفر برحلة مملوءة بالركاب و طلبوا تقليص عدد المسافرين بسبب ارتفاع درجات الحرارة ببعض الولايات الجنوبية المتوجهين إليها لأن ثقل الطائرة و الحرارة المرتفعة يحدث مشاكل أثناء الرحلة أما عن المحركات فأصبحت بفضل التعديلات الجديدة منفصلة عن بعضها فلا تؤثّر في بعضها البعض عند وقوع عطب كما أن الطائرة يمكنا مواصلة مسارها و الهبوط بمحرّك واحد مثلما حدث الأسبوع الماضي باحدى الرحلات الداخلية حيث توقف محرّك و بقي واحد يشتغل ما سمح للطيّار بإنزال مركبته دون أي صعوبة لكن الركاب قد يصابون بهلع إذا رأوا المحرّك يشتعل و هو ما يحدث في عطب كهذا .أضف إلى ذلك التعديلات التي أدخلت على الطائرات الجديدة بحيث صمّمت لتمنح للطيّار و مساعده الاستقلالية أثناء القيادة فلكل منهما لوحة تحكم خاصة به و عند توقف احداها يمكن الاعتماد على الأخرى كما أن تطوّر صناعة الطائرات سمح بتقليص عدد الأعوان داخل المقصورة من 4 إلى 2 و تعتبر رداءة الأحوال الجوية من بين العوامل الهامة المتسببة في تعطيل أو عرقلة الملاحة الجوية رغم أن تجهيزات المراقبة تعطي معلومات دقيقة هو الرصد الجوّي لكن تحدث أحيانا تقلبات غير متوقعة فيجد الطيار نفسه داخل غيمة كثيفة تصعّب عليه المهمّة و من أخطر الغيوم التي يخشاها أكبر الطيّارين في العالم ما يعرف باسم "cumulo nimbus"و هو نوع من الغيوم الكثيفة المحمّلة بالرياح الصّاعدة و تعتبر أسراب الطيور عائقا بل سببا آخر في توقف المحركات و يحدث هذا غالبا عند الاقلاع من مطار بن بلّة بوهران حيث تكثر أسراب الطيور بجوار ضاية مرسلي و هذه الطيور تعتبر خطرا على المحركات و قد تحدث بها أعطابا لذلك تستعمل الذبذبات الصوتية لابعاد الطيور عن مسار الطائرات