بيّنت الدراسة التقنية للتربية الحيوانية التي سهرت عليها المؤسسة الاستشارية الفلاحية الدولية "أسي" من خلال الحقل التجريبي لمختلف أصناف السورغو العلفي ، أن أهمية هذا النوع من الحشائش الخضراء التي تتغذى منها الأبقار بإمكانها المساهمة في الرفع من حجم الاقتصاد الوطني لمادة الحليب في حالة تثمين المساحات الفلاحية المتواجدة بمزارع الأبقار من لدن المربين وهذا عن طريق تفعيل عملية بذرها بالسورغو الذي يعتبر من إستراتيجية السياسة الزراعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية و الأرجنتين و الهند كبلدان راجت فيها عملية زرع العلف الطبيعي لتوفير الحليب و التحكم في فاتورته . و قد تم التباحث في وضعية زراعة العلف الأخضر من طرف بعض مهندسي ذات المؤسسة من خلال يوم إعلامي و تحسيسي تم تنسيقه مع غرفة الفلاحة و مديرية المصالح الفلاحية لتلمسان و الذي نظم بإحدى الملبنات بدائرة مغنية أول أمس الثلاثاء تحت شعار "إزرع للمستقبل" كمبادرة أولى نادت بالرجوع لزراعة العلف الأخضر و الذي تم تجريبه بهذه المدينة الحدودية على مساحة نصف هكتار زرعت في ال26 أوت الفارط و أعطت إنتاج 40 قنطارا من السورغو لملاءمته لمناخ المنطقة و التي ستكون من المشاريع الرابحة في التنمية الريفية . و قدم الدكتور مور بكاي مختص في التربية الحيوانية عرض عن المساحات التي كانت تزرع بنبات السورغو في نهاية الستينيات1968 بالجزائر و المقدرة ب 3700 هكتار و التي كانت موزعة بالعاصمة ووهران وقسنطينة و تراجعت كليا بسبب إهمالها و تسليمها لغير أهل الفلاحة و عدم استغلالها في بديل زراعي ينمي تربية البقر و يزكي الحليب الذي يعرف أزمة حقيقية أمام ما يمليه الواقع الوطني بالطلبات المتزايدة لهذه المادة الأساسية المدعمة من طرف الدولة مضيفا في تدخله أن هذه المعيقات عائدة بالدرجة الأولى لغياب التوعية في الاستثمار العلفي الذي يجهل إيجابياته الكثير من المربين و الفلاحين بصفة عامة إذا ما تم الكشف عن الكمية الإجمالية للحليب الناجم عن طاقة الفيتامينات و المقدر ب6ألاف لتر في السنة و الناجم عن العلف الأخضر الذي تتغذى منه البقرة ويغطي حاجتها ب 79 كلغ في اليوم بمعدل لترين من الحليب مطروح ب 1كلغ من السورغو إذا ما تم الإعتماد عليه في التغذية الصحية و التي يمتد لغاية الستة أشهر خاصة وأن المردود الزراعي للنبتة يقطع من مرتين(2) ل4 مرات ابتداء من تاريخ البذر كون الارتفاع المتوسط للسورغو يتراوح بين المتر و80 إلى 2متر و10 سم. و تأسف المتدخل على الخلط الحاصل في العلف بالجزائر الذي أصبح يميل" للتبن" وهو مفهوم خاطئ لأنه يفترش في المراعي و لا تأكله الأبقار حسب تحليل علمي و يجب أن يعلمه المربي خصوصا من ناحية تقلص الولادات عند البقرة من 12عجلا إلى أربع(4) منهم لتأثرهم بالتلقيح الاصطناعي والعلف الجاف و اللذان عملا على التقليل من الحليب بمتوسط 30 لتر عوض 60 لتر وألح المختص على التقنية زراعة العلف الأخضر باعتبار المغرب أخذتها عن الجزائر و اليوم رائدة في التعامل مع أستراليا في استيراد البقرة الحلوب. من جهته أكد الدكتور علام رابح المدير العام للمؤسسة الفلاحية الاستشارية الذي شجع مربي البقر للعودة إلى خدمة الأرض ببذر السورغو بعدما لا حظ نتاجه ميدانيا بتكساس بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي زارها ووقف على معطيات كمياته كعلف أخضر بشكل وافر و دفعه للعودة للجزائر لفرض هذه التجربة و تجسيدها لتعزيز مادة الحليب حيث ربط اتفاقية مع المؤسسة الأم للتعامل معها و جلب البذور التي قدرت سنة 2012 ب20 طن و عام 2013 ما يقف على كمية 160 طن و التي أصبحت تستعمل في تحضير المساحة المخصصة لزراعة الطماطم و البطاطا بعد قتل الحشرات و الديدان الخيطية التي تقضي عليها البذور و قد سبق لها عقد لقاء في اوت المنصرم بزرالدة حول المخطط التقييمي لعلف السورغو و تملك مشتلة ب60 هكتارا بالجهة المذكورة و التي زارها بعض الوزراء منهم وزير الفلاحة زيادة ل 50 هكتارا بالشراقة و 600 هكتار ببسكرة خاصة بشتلات النخيل. و ستعمم اللقاءات التحسيسية لباقي ولايات الجزائر للتحفيز على زراعة العلف الأخضر كثروة طبيعية تفعّل الاقتصاد و الأمن الغذائي من منطلق تربية الأبقار للالتحاق بتونس التي تحتل مكانة مرموقة في زراعة السورغو عربيا .و للعلم فإن اللقاء إستحسنه الفلاحون بالدائرة لاسيما و التقنية لها بعد اقتصادي اجتماعي من حيث إنجاح المشاريع الممولة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.