يعد ثاني ميناء جوي من حيث عدد الرحلات اليومية والكثافة البشرية للمسافرين الغادين والقادمين إليه من مختلف مناطق الوطن والعواصم العالمية وهو مرآة عاكسة لمستوى الخدمات السلبية المقدمة للزائرين لبلادنا والعاملين من الأجانب بمختلف الحقول البترولية. مطار كريم بلقاسم الدولي بحاسي مسعود يستغيث ويستجدي المسؤولين الفاعلين قصد التدخل السريع لإصلاح الوضع والقضاء على النقائص الكثيرة الملاحظة وحفظ ماء الوجه أمام أجانب يستغربون ما آلت إليه بوابة الصحراء مطار عاصمة النفط الجزائري من انحدار رهيب مايكل خبير بترولي في الشركة البريطانية بريتش بتروليوم أخبرنا بأنه يمتلك تجربة عقد من العمل في دول افريقية كثيرة وفقيرة مقارنة بما تمتلكه بلادنا من امكانيات إلا أنه لم يعيش فوضى التنقلات داخل مطاراتها مثلما يشاهده عند كل رحلة بمطار كريم بلقاسم أما فرنانديز من شركة ريبسول الاسبانية فإنه يتأسف عن المستوى المتدني للخدمات وعن غياب الإشارات الخاصة بالرحلات وكذلك بالنسبة لمكتب الإستعلامات الذي لا يخاطب فيه الأجانب إلا باللغة الفرنسية علما وأن حاسي مسعود تعد عاصمة عالمية وتعمل بها مختلف الجنسيات وعليه يتوجب توظيف مترجمة تتقن أربعة أو خمسة لغات وليسهل التعامل مع الأجانب العاملين بالمنطقة صور المعاناة عديدة وعند مدخل حظيرة المطار وعلى بعد أكثر من نصف كلم يجبر أصحاب السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة على دفع أثاوة 50 دج من أجل وضع المسافر أمام باب المطار أو التخلي عنه وتركه يعيش الأمرين يتخبط ما بين مرافقة أطفاله ورفع أثقاله ونقل حقائبه الكثيرة في غياب وسائل نقل الحقائب وعند البوابة الرئيسية، طابور طويل وباب واحد مفتوح لدخول الآلاف من المسافرين يوميا ليبقى المئات منهم ولساعات عديدة عرضه لأشعة الشمس المحرقة صيفا أو البرد القارس شتاء وضعية فرضها منطق العمل ببوابة واحدة وترك البوابات الأخرى مغلقة. معاناة المسافرين لا تنتهي بالدخول إلى بهو المطار بل تزداد هناك تعقيد فالشاشات الرقمية الموجودة عديدة لكنها لا تعمل على الدوام وتقنية الآلسيدي لم تقدم أي خدمة للمسافرين ويبقى كل واحد يتساءل عن موعد الرحلات ومكان التسجيل والركوب المقهى مغلق ولا جرائد تباع هناك رقم تواجد مطبعة الجنوب بورقلة وعلي بعد 70 كلم فقط تطبع يوميا أكثر من 30 عنوانا اعلاميا والكشك الوحيد المفتوح لبيع السجائر والشكلاطة لا مجال للحديث عن أسعاره المرتفعة والمهم أن تجد فيه قارورة ماء أو علبة قوفريط تسد بها رمقك ورغم تواجد اشارات تمنع التدخين إلا أن المدخنين هناك لا يبالون بذلك وحالة المراحيض كارثية تسربات مائية وأبواب لا تغلق وفي قاعة الركوب رقم 2 توجد آلة رافعة بمحاذات كراسي المسافرين وما عدا اليقظة والتواجد المستمر والمكثف بعناصر الأمن بمختلف أسلاكه والجمارك لا شيء يوحي بأهمية المكان مطار كريم بلقاسم الدولي بحاسي مسعود يعد واجهة الجزائر بأكملها دشنه فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 24 فبراير 2005 وبعد 6 سنوات فقط تحول من تحفة فنية إلى مقبرة تزيد الأجانب سوادا عن بلادنا وعن خدماتنا البدائية فهل من منقذ؟