صار مطلب ترقية المدينة إلى ولاية منتدبة الشغل الشاغل للمواطنين الذين يرون في تحقيق هذه الترقية لمدينتهم أمرا ايجابيا يجنبهم كثير المتاعب و يقرب منهم المرفق الإداري و يسهل معاملاتهم و ما أكثرها مع الإدارة في أوانها دون عناء. انه مطلب قديم جديد أضيف هذا الانشغال ليشكل ثالوثا مع السكن و العمل فصار حلما و مطلبا مشتركا بين العديد من سكان المدن الجزائرية في سباق محموم مع الزمن للظفر بهذا المكسب الذي تجند لها كل الوسائل حتى و ان كانت المدينة لا تستوفي المقاييس المطلوبة للترقية فان "التعصب" ازداد مع تصاعد النداءات في أكثر من مدينة سواء في المسيرات أو الوقفات المهم الظفر بتسمية ولاية التي يعرفها القانون على " أنها جماعة عمومية إقليمية ذات شخصية معنوية وإستقلال مالي . ولها إختصاصات سياسية و إقتصادية و إجتماعية و ثقافية ...)) و سكان مدينة الأبيض سيدي الشيخ لم يشذوا عن القاعدة و هم ما فتئوا ينادون بتحقيق هذه الأمنية لاعتبارات عديدة تاريخية وجغرافية و اقتصادية و اجتماعية و لذلك راسلوا أعلى السلطات و اعتصموا في وقفات من حين لأخر للتأكيد على تمسكهم بترقية المدينة إلى ولاية كان آخرها يوم السبت الماضي 7 فبراير و أثناء هذه الوقفة سألنا عينة من المواطنين عن السبب في السعي إلى ترقية هذه المدينة إلى ولاية رغم يقيننا أن الولاية كجهاز إداري ليست سببا في حل جميع المشاكل وفي مقدمتها السكن و الشغل و لو كانت الولاية تحل كل متطلبات المواطن. حيث نظم صبيحة أول أمس حوالي 15 ألف مواطن من سكان الأبيض سيدي الشيخ والمناطق المجاورة لها مسيرة سلمية للمطالبة بترقية دائرتهم إلى ولاية ،حيث شارك في هذا التجمع الشعبي الذي وُصف بالضخم الكثير من المثقفين والمجاهدين ومملثي الأحزاب وممثلي النقابات والمنتخبين والجمعيات والطلبة والأساتذة منهم جامعيون وشيوخ الزوايا ..إنطلقت المسيرة الحاشدة بالمواطنين من وسط المدينة معقل ثورة أولاد سيدي الشيخ وجابت معظم الشوارع الرئيسية حاملين لافتات مكتوب عليها ( ترقية الأبيض سيدي الشيخ وعد الشهداء ) و (الأبيض سيدي الشيخ معقل ثورة أولاد سيدي الشيخ تستحق أن تكون ولاية منتدبة )..وتعالت الهتافات من كل مكان تنادي برفع الغبن عن أبناء مدينة التاريخ والجهاد .والتجمع نظم إستجابة لنداء العديد من الفعاليات السياسية والمدنية الذي لقي إستجابة كبيرة من قبل السكان وقد تناول الكلمة الكثير من ممثلي الجمعيات والأئمة والمجاهدين والفلاحين ..ولقد اجمع الحضورعلى ضرورة ترقية مدينة الأبيض سيدي الشيخ إلى ولاية نظرا لخصوصياتها التاريخية والثقافية والحضارية لاسيما عراقة أكبر محطة ثورة أولاد سيدي الشيخ ومقاومة الشيخ بوعمامة وأكثر من حوالي 1500 شهيد خلال ثورة التحرير وللتذكير بان الأبيض سيدي الشيخ تعد مقر دائرة منذ 1957 وتشكل همزة وصل بين مدن الجنوب الكبير والشمال وتعتبر بوابة الصحراء علاوة على ما تتربع عليه من مؤهلات إستراتيجية تجعلها ولاية ذات أفاق واعدة للتنمية على ضرورة رفع الغبن عن سائر سكان الجهة التي تضم أكثر من 15 بلدية.