أكد الدكتور " هلايلي حنيفي" من جامعة سيدي بلعباس أمس خلال اليوم الدراسي الذي احتضنه مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران حول " الكتابة التاريخية عند مؤرخي العهد العثماني خلال القرنين ال 17و18 ميلادي"، أن الجزائر خلال الفترة العثمانية كان لها تنظيم جيد في مجال التجارة و الخدمات والحركة الاقتصادية، معتمدا في بحثه على نموذجين اثنين وهما "مخطوط قانون أسواق الجزائر" و"مخطوط قانون دفتر التشريفات "، حيث قال في مداخلته المعنونة ب" مخطوطات الجزائر في العهد العثماني بين ازدواجية الترجمة والتحقيق" أن مخطوط قانون أسواق الجزائر الذي وجده المؤرخ الفرنسي " ألبير دوفو" في قصر الباي ، وبالرغم من ضمه للكثير من المعلومات القوية في الجانب الاقتصادي والسياسي، إلا أنه يبقى غير رسمي كونه كتب بلغة ركيكة مليئة بالأخطاء الفادحة، وهو ما تأسف له المستشرق الفرنسي " جورج ديلفان " الذي أكد أنه من الصعب ترجمة المخطوط إلى الفرنسية بسبب لهجته الهجينة،مضيفا الدكتور " هلايلي " أنه تطرق إلى دراسة هذا المخطوط في مقالة كتبها بالمجلة المغاربية التاريخية عام 2003، كما سبق أن تناوله الباحث الجزائري " هواري تواتي " عام 1987 في نفس المجلة ، و كذا الباحثة " غطاس عائشة " سنة 2002، أما فيما يخص قانون دفتر التشريفات أوضح الدكتور المتدخل أنه يضم الكثير من الأحداث التاريخية حول الباشوات والدايات، وأيضا قدوم الأندلس ، وأحداث أخرى حول مرض الطاعون وغيره من الأمراض . وفي ذات اليوم الدراسي أبرز الدكتور" دلباز محمد "من جامعة سعيدة في مداخلته " إسهامات ألبير دوفو التاريخية " أن الكتابات الغربية للتاريخ الجزائري خلال العهد العثماني وبالأخص الفرنسية منها تتسم بكثير من السطحية، كما أنها لا تخلو من المبالغة وتشويه الحقائق التاريخية ، وبالتالي إعطاء صورة سيئة عن الجزائر في تلك الفترة، مضيفا أن هذه الأخيرة اعتمدت على كتابات الأسرى ورجال الدين والمصادر المحلية الخالية من المصداقية ، فكتابات الفرنسيين كانت متحيزة لأنها تكتب بخلفية تاريخية استعمارية تبرر الوجود الإستدماري ، أما الدكتور"حميد أيت حبوش" من جامعة تلمسان ، فقدم قراءة في مصادر تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني ، حيث قال إنه من الصعب الخوض في هذا التاريخ دون الاطلاع على ما كتبه الغربيون من رحالة وقناصل وجواسيس ورهبان و أسرى وغيرهم من الدخلاء عن المجتمع الجزائري، حيث أقام هؤلاء بين أحضانه فترة من الزمن وتركوا انطباعات أصبحت مصدرا مهما في كتابة تاريخ الجزائر العثماني، مضيفا أن قسما كبيرا من هذه المصادر لا يمكن الاستغناء عنه، كونها تضم شهادات وتواريخ مضبوطة وإحصاءات وقوائم الحكام وتحليلات لحوادث خطيرة وتقارير وتفاصيل لا نجدها في غير هذه الكتب . من جهته عالج الدكتور" بوشريط امحمد "من جامعة معسكر اتجاهات التدوين التاريخي في الجزائر خلال العهد العثماني، حيث قال إنه خلال القرنين ال10 و ال11 ميلادي لم يلق التدوين اهتماما كبيرا من ذي الأقلام المختصة ، ولكن بحلول القرن ال12 ميلادي اتجهت ثلة من المؤرخين لتدوين أحداث الجزائر مع قلة الخوض في ميدان التأليف،وعلى الرغم من هذه العقبات وجدت بعض الآثار في التأريخ للسيرة النبوية الشريفة ، في التاريخ العام والمحلي و التأليف في التراجم ، هذا إضافة إلى مداخلات أخرى عالجت واقع العلم والعلماء في الجزائر العثمانية و أدوارهم في المجالات السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج، كما عرضت العديد من الكتب التاريخية على غرار كتاب " صلحاء وادي شلف" لمؤلفه عيسى بن موسى المازوني، كتاب " رحلة الباي محمد الكبير على جنوب الغرب الجزائري" للفقيه بن هطال التلمساني، كتاب " دليل الحيران و أنيس السهران في أخبار مدينة وهران " لبن يوسف الزياني، كتاب " الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني " لابن سحنون الراشدي .