أعلنت الحكومة الجزائرية رسميا عن بدأ التنقيب عن البترول و الغاز الصخري حيث شرعت سونطراك في عمليات الاستكشاف من خلال حفر آبار تجريبية بحوض أحنات لكن بداية استغلال هذه الثروة غير التقليدية لن يتم قبل سنة 2022 ،لكن هذا القرار نزل كالصّاعقة على سكان منطقة عين صالح الذين رفضوا المشروع جملة و تفصيلا سواء تعلّق الأمر بالاستكشاف أو الاستغلال و استندوا في موقفهم المعارض هذا على بعض النظريات التي تقول بأن التنقيب عن هذه الطاقة سيلوّث المياه الجوفية و الصحراء الجزائرية معروفة بغناها بهذا المورد الطبيعي الهام بل هي تكتنز أحد أهم خزّانات المياه الباطنية في العالم . و ما لا يجهله أحد أن الجزائر تعد من بين البلدان الرائدة في العالم في مجال استغلال المحروقات و اكتسبت خبرة واسعة في عمليات الحفر الأفقي و تقنية الكسر إذ تم حفر حوالي 600 بئر بهذا الأسلوب في حوض حاسي مسعود قبل سنوات لكن الجديد في التنقيب عن الغاز الصخري هو اعتماد التقنيتين معا على عدّة طبقات تحت الأرض تصل إلى عمق 2500 متر لكن الكثير من الخبراء في مجال الاقتصاد و الطّاقة أصبحوا يراهنون اليوم على أهمية الغاز الصخري في حماية الاقتصاد الجزائري من التبعية المطلقة للخارج فحسبهم هو الطاقة الوحيدة التي ستعوّض النفط الآيل للزّوال بعد حوالي 10 سنوات كأقصى تقدير ،و من الضروري التفكير في استغلاله على الأقل لتغطية احتياجاتنا من الطاقة المتزايدة بحوالي 15 بالمائة كل سنة بسبب توسّع مدننا و نموّ اقتصادنا و استهلاكنا المفرط للكهرباء و كل أنواع الوقود ،فالمورد الجديد يؤكّد الخبراء بأنّه سيجنّبنا استيراد كل ذلك من الخارج و تشير دراسات علمية حديثة بأنه لا يوجد أي فرق بين الموارد التقليدية و غير التقليدية سوى في تمركزها فالنفط التقليدي موجود على عمق 200 إلى 300 متر تحت الأرض أما الصخور الغنية بالمحروقات فموجودة على عمق 2500 متر إلى 3000 متر تحت الأرض لذلك هي تتطلب ضخ الماء في الآبار لاستخراجها و مثل هذه التقنية لا تزال حديثة و كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أوّل بلد اعتمدها و اليوم بنى قواعد للبترول و الغاز الصخري في كل مكان و حتى داخل المدن و تحت الجامعات و في وضع الجزائر كشفت الوكالة الدولية للطاقة بأنها تحتكم على رابع أكبر خزّان للغاز الصخري بالعالم و هي ثروة أخرى منّى اللّه بها علينا و من واجبنا أن نحفظها للأجيال القادمة فلا تستغلّ كمصدر ربح سهل و إنّما كطاقة تحرّك الإنتاج الوطني و إن كان استكشاف الغاز الصخري أو استغلاله يضرّ ببيئتنا و يلوّث مخزوننا من المياه الجوفية فمن حقّ الأجيال القادمة علينا أن نحافظ عليها ليس بالعدول عن استكشاف الغاز الصخري بل بالبحث و الدراسة و تجريب أحدث التقنيات التي توصّل إليها العالم في استخراجه بأقل ضرر و أقل تكاليف .فشئنا أو أبينا حلّت الموارد غير التقليدية و الطاقات المتجدّدة محل النفط التقليدي ،و الدول المنتجة له تفقد هيمنتها على الأسواق العالمية للطّاقة شيئا فشيئا ،كما أن الأجيال القادمة ستضطر للتّنقيب عن الغاز الجديد عندما تجفّ الآبار التقليدية ،فحريّ بنا أن نترك لها قاعدة صناعية و خبرة ناجحة تمكنها من تطوير مجال استغلال المياه الجوفية و الطّاقات الأحفورية دون أن يؤثّر هذا على ذاك