الغاز الصخري ثروة لا يمكن تجاهلها وستبقى للأجيال القادمة اكتشاف مخزون كبير من البترول بتقرت منذ أيام أزمة النفط خطيرة ولا تكفي سياسة التقشف لمجابهتها وجه الوزير الأول عبد المالك سلال أمس خطابا صريحا للشعب الجزائري من مدينة ارزيو التي احتضنت الاحتفالات الرسمية لذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و تأميم المحروقات المصادفة ليوم 24 فبراير تطرق فيه الى مختلف القضايا السياسية و الاقتصادية التي هي حديث الساعة داخليا و خارجيا . و من ذلك قضية استغلال المحروقات غير التقليدية بالجزائر التي أثارت في الآونة الأخيرة سخطا كبيرا وسط سكان عين صالح حيث صرح الوزير الأول بأن القضية أخذت بعدا أكبر مما تستحق فاستغلال الغاز الصخري ليس اليوم فهذا يتطلب تحضيرا يدوم سنوات طويلة حتى تتمكن الجزائر من التحكم في التكنولوجيات الحديثة التي تبعد الضرر المحتمل على الساكنة و البيئة ،مضيفا بأن قانون المحروقات صادق عليه النواب و الحكومة تحت شروط صعبة جدا يجب بلوغها كي نستغل ثروتنا الجديدة . و أكد بأن بلادنا في الوقت الحالي تواصل استغلال ثرواتها التقليدية بدليل عمليات التنقيب التي تقوم بها سوناطراك و مكنتها منذ أيام قليلة من اكتشاف مخزون كبير جدا من البترول بمنطقة تقرت وبالبيض كذلك أما الغاز الصخري فهو ثروة لا يمكن تجاهلها و لا الاستغناء عنها وهو ملك للأجيال القادمة ان شاءت استخرجتها . و في الوقت الحالي دورنا يكمن في اجراء دراسة استشرافية حول جدوى استغلال الغاز و البترول الصخري و تحديد حجم مخزوننا الذي يصنف حتى الآن من بين أكبر الخزانات في العالم . * الجزائر بلد يصدّر الأمن و الاستقرار و في ذات السياق أكد سلال بأن ما يحدث بعين صالح ما هو سوى محاولة لزعزعة استقرار البلاد سبقتها محاولات أخرى بالشمال الجزائري لكنها لم تنجح و لن تنجح، فبالأمس حاولوا التشكيك في اسلامنا بالإرهاب لكن تخطينا عقبته بفضل الوحدة الوطنية و السياسة الرشيدة و اليوم يتخبط العالم في نفس المعضلة و لم يستطيع مواجهتها في حين أصبحت الجزائر اليوم تصدر الأمن و الاستقرار و وسيطا في حل النزاعات بالدول لذلك يجب تعزيز اليقظة حيال أي تهديد من الارهاب العابر للقارات و قال أيضا " لن نقبل أي محاولات لزعزعة استقرار البلاد و لا التشكيك في وحدة الشعب". و فيما يخص أزمة انخفاض أسعار البترول أضاف بأنها الأكبر و الأخطر مقارنة بالصدمات السابقة اذ لم تسلم منها معظم دول العالم و حتى الجزائر تفقد منذ منتصف 2014 حوالي 50 بالمائة من مداخيلها ، و لولا مخزوننا الكبير من العملة الصعبة لكنّا اليوم ندّق باب صندوق النقد الدولي و سياسة التقشف لا تكفي لمواجهة الصدمة بل علينا أن نعتمد على عمالنا وقدراتنا و اطاراتنا . و حاول الخبراء اقتراح الحلول يقول سلال لمجابهة الأزمة كالتوقف عن دعم المواد الاستهلاكية التي تكلف 60 مليار دولار سنويا لكننا رفضنا ذلك و قررنا المضي في الطريق الصعب و هو تغيير نظرتنا الاقتصادية و دعم المؤسسات المنتجة بحثا عن ثروة أخرى دون أن نفرق بين القطاعين العام و الخاص ،في وقت لا تزال المحروقات هي مصدر دخلنا الوحيد ب 93 بالمائة لكن بجهود العمال و إرادتهم يمكننا احداث التغيير. و في ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين جدد الوزير الاول ثقته في العمال و في الشعب الجزائري المعروف بتقواه و حكمته و غيرته على الوطن و الحفاظ على المكاسب و بفضل السياسة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حافظنا على وحدتنا الوطنية و اكتسبنا الحرية في اتخاذ القرار بعدما تحكمنا في اقتصادنا و أوضاعنا الداخلية و عمالنا هم نقاط القوة و ثروة الجزائر . وذكر سلال في خطابه أمام العمال و النقابة بأن المحروقات هي سبب تطور الجزائر وسوناطراك أكبر مؤسسة اقتصادية في افريقيا و لها فضل في تنمية البلاد و تحقيق الاستقرار الاجتماعي كالسكن ،فقد وزعت خلال سنة 320 الف مسكن اجتماعي ، و لسوناطراك فضل أيضا على بعض دول الخليج.