اختار فرقاء ليبيا الجزائر مكانا لانعقاد الجولة الثانية من الحوار بعد أن كانت الجزائر قد احتضنت الجولة الاولى بداية مارس و هو الحوار الذي تمت مباشرته بين قادة الأحزاب السياسية والمناضلين الليبيين تحت إشراف بعثة الأمم للدعم في ليبيا يقودها الدبلوماسي الاسباني برناردو ليون بالجزائر بإرادة حازمة لوضع حد للازمة على خلفية إجماع حول الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الترابية ومكافحة الإرهاب. وقد صرح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أن الجولة الثانية التي تنعقد بدعم الجزائر بصفتها بلد مسهل ركزت على"تشكيل حكومة وطنية موحدة وحول الترتيبات الأمنية ". وكانت الجولة الأولى من حوار الفرقاء الليبيين بالجزائر يومي 10 و 11 مارس أفضت إلى رفض المشاركين رفضها كل شكل من أشكال التدخل الأجنبي والالتزام بالبحث عن حل سياسي للأزمة من أجل الحفاظ على سيادة ليبيا و وحدتها الوطنية وسلامتها الترابية. وشددت الأطراف الليبية على رفضها لكل أشكال الإرهاب في ليبيا وأدانت الجماعات الإرهابية المسماة "داعش"و"أنصار الشريعة " و "القاعدة " مبرزة ضرورة تظافر الجهود من أجل مكافحة هذه الآفة. وجاء في التصريح الذي توج الاجتماع الأول بالجزائر أن "الحل السياسي الذي يضع حدا للفرقة و البلبلة سيعزز جهود مكافحة الإرهاب". وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن "المفاوضات تبعث على التفاؤل بشأن التوصل لتسوية الأزمة السياسية و الأمنية ". أزمة في سياق حب الريادة وانعقد الحوار الليبي الذي ميزته مشاركة قادة سياسيين فاعلين و رؤساء أحزاب ومناضلين معروفين في الساحة الليبية في ظرف يطبعه تفاقم الأزمة في البلد الذي تتنازع فيه حكومتان و برلمانان السلطة. في تصريح سابق كان مساهل قد أكد أن "الجزائر التي تجمعها بليبيا علاقات جوار ومكافحة الاستعمار وتاريخا مشتركا لا يسعها البقاء مكتوفة الأيدي في حين يجتاز الأشقاء الليبيون أخطر المراحل التي تهدد بلدهم و وحدتهم في ظل الفتنة التي تفرق بينهم ". وسمحت هذه المفاوضات بمناقشة تحليل الوثيقة (المقدمة من قبل الاممالمتحدة) والتي لقيت "تطابقا " كبيرا في وجهات النظر حسبما أكده رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون. و بالرغم من العمل في سياق الأزمة في ليبيا بسبب تدهور الوضع إلا أن الأطراف الليبية تمكنت من خلال التقدم الهام المحرز من توجيه رسالة قوية للمجموعة الدولية و للشعب الليبي الذي يطمح إلى مخرج للأزمة بداية من تشكيل حكومة وحدة وطنية و مكافحة الإرهاب. كما استعرض المشاركون الوضع الميداني في ليبيا الذي اعتبره ليون "مثيرا للقلق" بسبب استعمال الأسلحة و تنامي العنف و حذر في هذا الخصوص قائلا "أن الحرب المستمرة في ليبيا تهدد بزعزعة البلد و المنطقة باسرها". و حضر المفاوضات الليبية علاوة على الجزائر البلد المسهل للحوار الذي يجري برعاية الأممالمتحدة, ممثلون عن بلدان جارة لليبيا و الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و روسيا و الصين. و أشار المشاركون في الحوار إلى أن هذا الحضور يمثل دعما لهذا العمل الرامي إلى عودة الاستقرار لليبيا مؤكدين بأنه أعطى أهمية كبيرة للجوانب المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية و التفاهمات الأمني.