كشفت رئيسة جمعية مكافحة الإدمان على المخدرات الدكتورة بن دحو، خلال اليوم التحسيسي الذي احتضنته المدرسة التحضيرية للاقتصاد و التجارة والتسيير بوهران ، أن الادمان على هذه الآفة التي استفحلت في الجامعات والاقامات الجامعية كذلك في الجزائر ، تتطلب التفكير في إنشاء خلايا إصغاء لسماع المدمنين في الوسط الجامعي وإقناعهم بالعلاج، ويأتي هذا المطلب الملح بعد أن لاحظت رئيسة الجمعية خلال النشاطات التحسيسية التي قامت بها على مستوى بعض الجامعات ان الطلبة الذين لم يجدوا من يوجههم نحو مراكز العلاج في حين يجهل 80 بالمائة منهم وجود خلايا إصغاء أصلا في الوقت الذي لاحظت الجمعية حالات أخرى يمنعها الخجل من التقرب من المصالح الطبية المختصة ، وهو ما يستدعي تشكيل خلية إصغاء قريبة من الطالب المدمن يمكن بشكل كبير وفعال أن تخفف من معاناته وتساعده على السعي للعلاج. على غرار الخلية المتواجدة على مستوى المدرسة التحضيرية للاقتصاد والتجارة والتسيير بوهران التي تشرف عليها اخصائية نفسية وتعد نموذجا لهذه التجربة حيث تم استقبال منذ بداية السنة الدراسية الجارية العديد من الحالات التي هي الآن تخضع للمتابعة النفسية في انتظار إخضاعها للعلاج بمركز مكافحة الإدمان و ركز مختصون في المكافحة و الوقاية من الإدمان و المخدرات، المشاركون في فعاليات هذا الملتقى بدورهم على ضرورة إنشاء خلايا إصغاء في كل جامعة، وفي كل إقامة جامعية عبر الوطن، للتصدي لهذه الظاهرة التى أخذ ت أبعادا خطيرة صحية و مجتمعية و استفحلت في الوسط الجامعي وكشف المتدخلون ان تناول هذه السموم يبدأ عند الشباب في سن مبكر ويدمنون عليها في المتوسطات والثانويات و بالتالي عندما يلتحق الشاب بالجامعة يصبح مدمنا و يتطلب الأمر التكفل به خاصة إذا أبدى رغبة في العلاج و الاقلاع عن هذه السموم. واعتبرات الدكتورة بن دحو، أن الشخص المدمن بمثابة مريض ،يجب أن يخضع للعلاج داعية لنبذ النظرة السلبية التي تحيط بهذه الفئة التي يرغب العديد من ضحايا السموم في الإقلاع عنها لكنهم لم يجدوا من يوجههم الى المراكز المتخصصةوقدمت رئيسة الجمعية أرقاما تبرز مدى استشراء الداء في البلاد مؤكدة احصاء مليون شخص مستهلك للمخدرات في الجزائر ، من بينهم 300 ألف شخص مدمن و 180 ألف منهم تتراوح أعمارهم ما بين 20 و39 سنة مما ينذر بالخطر و بوهران سجلت مديرية الصحة والسكان توافد 973 مدمنا في 2014 الى خلايا الاصغاء التي تتوفر عليها الولاية وهؤلاء هم الذين تقدموا للعلاج فقط من بين اعداد لا يمكن ضبطها بالتحديد ، وهو رقم لا يعكس كما قالت العدد الحقيقي للمدمنين إجمالا بالولاية، وأمام انتتشار هذه الآفة في الوسط الجامعي وحتى المدرسي تبرز أهمية تعديل قانون مكافحة المخدرات الذي ينص في إحدى بنوده أنه لا يجب اعتبار مستهلك المخدرات مجرما بل ضحية، واقترح المتدخلون ان يخير الشخص الذي يلقى عليه القبض من طرف مصالح الأمن متلبسا باستهلاك الكيف ومختلف انواع المخدرات الأخرى بين الخضوع للعلاج أو الحبس حيث سيختار المدمنون من دون شك الإقلاع نهائيا وبالتالي إنقاذهم من براثن الإدمان ولفت المختصون أثناء مداخلاتهم انظار الجميع الى خطر جديد يحدق بالاف الشباب الجامعي يتمثل في استهلاك حبوب المهلوسات وعلى رأسها الإكستازي الذي سيؤدي لانهيار وشيك للمجتمع لأن هذا المهلوس يدمر المدمن عليه على المدى المتوسط والبعيد، و يتواجد بوهران 11 خلية إصغاء عبر مراكز الشباب المنتشرة بالولاية .لكن المدمنين يجهلون وجودها اصلا فيما يتخوف اخرون من امكانية القبض عليهم وإحالتهم للعدالة في الوقت الذي تساءل العديد من الطلبة عن مدى سرية هذه الخلايا وكيفية الالتحاق بها والاستفادة من خدماتها